اعتبر المركز المصرى للفكر والدراسات تقارير الإعلام الإسرائيلى حول ترتيبات اليوم التالى فى غزة خلال الساعات الماضية ركزت على محورين اثنين رئيسيين، الأول هو استقالة المسئول الأمنى عن ملف "اليوم التالى فى غزة" داخل مجلس الأمن القومى، اللواء احتياط يورام حمو ولأسباب غير معروفة حتى الآن، أما الثانى هو موافقة نتنياهو على مناقشة خطة صادرة عن مجلس الأمن القومى بشأن اليوم التالى فى غزة فى إطار اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلى.
وأكد المركز أن تقرير هيئة البث الإسرائيلية يكشف بعض التفاصيل الأولية بشأن خطة إسرائيل لليوم التالى بعد الحرب فى غزة، كما تناقش تقارير عبرية أخرى حيثيات استقالة "يورام حمو" بأنها تأتى فى سياق انزعاج ملحوظ من المستويين العسكرى والأمنى فى إسرائيل تجاه حكومة نتنياهو بسبب عدم اتخاذه أى قرارات سياسية تتعلق باليوم التالى فى غزة طيلة الشهور الماضية.
وأوضح المركز أن الخطة المنشورة لا تتضمن أى تفصيلات جديدة بشكل جوهرى وإنما هى إعادة تدوير لأطروحات إسرائيلية سبق وتم التصريح بها أو نشرها على وسائل الإعلام، مثل أن حكومة نتنياهو تنوى نقل صلاحيات وكالة الأونروا إلى مكتب منسق العمليات العسكرية فى الضفة الغربية (COGAT)، والتى على ما يبدو ستشرف على عمل الشركات العربية الخاصة فى تقديم الخدمات العامة للمواطنين الفلسطينيين فى غزة لفترة انتقالية وجيزة تمتد من ستة إلى اثنى عشر شهرا فى هذا الإطار، يميل التقدير إلى أن الدول العربية سترفض المشاركة فى أى ترتيبات لليوم التالى فى غزة فى غياب الضمانات حول دور واضح للسلطة الفلسطينية.
فى هذا الإطار، وعلى المستوى الفلسطينى الخاص بحماس فيبدو أن الحركة ترفض تماما حدوث أى تنسيق عربى - فلسطينى أوإسرائيلى مع السلطة الفلسطينية بشأن ترتيب آلية توزيع المساعدات.
كما يبدو أن حماس تعبر عن رفضها الأمر باللجوء إلى التصعيد العسكرى أو إفشال جولات التفاوض الخاصة بوقف إطلاق النار.
وعلى المستوى السياسى الداخلى فى إسرائيل، فى التقدير أن نتنياهو وافق أخيرا على مناقشة خطط اليوم التالى فى إطار عمل مجلس الحرب بهدف تخفيف التوتر الجارى بين إسرائيل والولايات المتحدة والذى انعكس فى تجميد الأخيرة صفقة نقل ذخائر ومعدات للجيش الإسرائيلى فى هذا الإطار، يمكن التقدير بأن خطط اليوم التالى هى من ضمن المحددات الرئيسية فى قياس العلاقة بين إسرائيل والإدارة الأمريكية الحالية، لا سيما وأن الأخيرة ترغب فى الإبقاء على فرص التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة اشترطت تقديم معلومات استخباراتية حول مواقع اختباء قيادات حماس واحتجاز الرهائن، وهو ما يعد إنجازا ضخما لصالح نتنياهو.
وأوضح المركز أنه من غير المتوقع أن يتبنى نتنياهو موقفا جادا لمناقشة خطط تتعلق باليوم التالى بسبب ميله إلى استمرار الحرب فى غزة يستدل على ذلك إشارته بأن خطط اليوم التالى تعتمد على القضاء كليا على البنية العسكرية لحماس التى لن تسمح بترسيخ حكم بديل عنها فى غزة.
وأنه من المتوقع أن تثير مسألة مناقشة نتنياهو لهذه الخطط ضمن عمل مجلس الحرب، أزمة سياسية بين نتنياهو وأعضاء حكومته فى المجلس الأمنى الوزارى المصغر، وفى هذه الحالة من المرجح أن يؤكد نتنياهو استمرار العملية البرية فى رفح.
يذكر أن، نشرت هيئة البث العبرية تقريرا بعنوان: "السيطرة المدنية على إسرائيل لمدة تصل إلى عام "هذا ما سيبدو عليه اليوم التالى فى غزة"، تشير فيه إلى اعتزام حكومة نتنياهو مناقشة خطة سياسية بشأن ترتيبات اليوم التالى فى غزة، وتتضمن الخطة سيطرة مدنية فى غزة لمدة ستة أشهر إلى سنة من قبل الإدارة المدنية ومنسق العمليات الحكومية فى الضفة الغربية، كما سيتم توفير الخدمات لسكان غزة من خلال شركات عربية خاصة، وبحسب الخطة فإن السيطرة على القطاع ستنتقل فى النهاية إلى أطراف محلية غير معادية لإسرائيل.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى الماضى إن الطريقة الوحيدة لتشكيل حكومة بديلة فى غزة هى القضاء التام على جميع آليات حماس فى غزة. ومع ذلك، فقد أعلنت الدول العربية أنه بدون تجديد السلطة الفلسطينية، فإنها لن تتعاون مع مثل هذه الخطط.
وأدان وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، تصريحات نتنياهو فى مقابلة مع دكتور فيل بشأن دعوة الإمارات للاندماج فى الحكم المدنى فى غزة، وقال وزير الخارجية الإماراتى على تويتر: "نتنياهو لا يملك السلطة القانونية لدعوتنا للمشاركة فى الإدارة المدنية لغزة والإمارات ترفض الانجرار إلى أى خطة تهدف إلى توفير غطاء للوجود الإسرائيلى فى قطاع غزة"، وأضاف: "عندما يتم تشكيل حكومة فلسطينية تلبى تطلعات الشعب الفلسطينى وتكون لائقة وفعالة ومستقلة - فسوف ندعمها بأى شكل من الأشكال."
وتعبر هذه الكلمات عن الإحباط الإماراتى من سياسة الحكومة الإسرائيلية والخوف من اعتبارهم متعاونين مع إسرائيل، كل هذا فيما تعتبر دولة الإمارات من أبرز الدول التى ترسل مساعدات إنسانية إلى غزة، وقال مصدر مقرب من الحكومة الإماراتية: "نتنياهو فى حيرة ومتردد، كل قراراته خاطئة، وبتصرفاته، يقدم للفلسطينيين دعما غير مسبوق على المستوى الدولي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة