الديمقراطيون يخشون تقويض موقف بايدن بين الناخبين بسبب نتنياهو.. بولتيكو: تعامل الرئيس الأمريكى مع حرب غزة أضر بصورته كزعيم عالمى يتمتع بالخبرة.. والتحول الأخير فى موقفه يشير لمشكلات داخلية ناجمة عن إدارته للحرب

الثلاثاء، 09 أبريل 2024 06:00 ص
الديمقراطيون يخشون تقويض موقف بايدن بين الناخبين بسبب نتنياهو.. بولتيكو: تعامل الرئيس الأمريكى مع حرب غزة أضر بصورته كزعيم عالمى يتمتع بالخبرة.. والتحول الأخير فى موقفه يشير لمشكلات داخلية ناجمة عن إدارته للحرب جو بايدن - الرئيس الأمريكى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة بعد 6 أشهر على اندلاعها، واقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، تزداد المخاوف بين الديمقراطيين فى الولايات المتحدة من أن صورة الرئيس جو بايدن ربما تم تقويضها بين الناخبين بسبب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى ان المشكلات الداخلية النابعة من غزة تتجاوز الغضب بين القاعدة التقدمية.

 

وتقول مجلة بولتيكو، إن حرب إسرائيل على غزة مثلت وقت اندلاعها أزمة عالمية قال الرئيس بايدن إنه مستعد بشكل فريد لمواجهتها. لكن مع معاناة الولايات المتحدة لمنع اتساع الصراع وتحوله إلى كارثة إنسانية، فإن بعض من أقرب مستشارى الرئيس وحلفائه بدأوا يشعرون بالقلق من أنه بدلا من تعزيز صورته كقائد عالمى يتمتع بالخبرة، فإن دعم بايدن الثابت لحرب إسرائيلى خاطر بمزيد من التعقيد للفرضية التى يطرحها بأن الانتخابات هى اختيار بين وضوحه الأخلاقى وفوضى منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.

 

وتجلت تلك المخاوف فى سلسلة من المقابلات والتصريحات من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أو المتحالفيين مع الديمقراطيين مثل تيم كاين وبيرنى ساندرز. وكانت بمثابة سبب خفى غير معلن لقرار البيت الأبيض الأسبوع الماضى إصدار تحذير صارخ لنتنياهو بأن الدعم الأمريكى يمكن أن يتبخر ما لم يحدث تغييرات كبيرة، وذلك بعد الضربة التى استهدفت الأسبوع الماضى العاملين فى منظمة الإغاثة الإنسانية المطبخ المركزي العالمي.

 

ومثّل هذا التحذير تحولا واضحا فى الموقف، سبقه أشهر من الإحباط من تحدى نتنياهو المستمر لمشورة الإدارة الأمريكية، إلى جانب غضب بايدن شخصيا من ارتفاع عدد الشهداء فى غزة. كما أنه كان إشارة أخرى على أن فريق الرئيس بدأ يرصد مشكلات سياسية داخلية ثانوية ناجمة عن الصراع، والتى تهدد الآن بأن تتجاوز جزء من قاعدة ناخبى الحزب الديمقراطى.


ويقول مات دوس، مستشار السياسة الخارجية السابقة لساندرز، والخبير الآن فى مركز السياسة الدولية، أن تعامل بايدن مع الحرب قوض واحدا من أصوله الأكثر أهمية ضد بايدن. وأضاف دوس أن سمعة بايدن، اتفقنا مع ذلك أو اختلفنا، أنه رجل يحظى بالاحترام ومتعاطف ونزيه، إلا أن سياسيته بشان غزة كان قاسية.


وتشير المجلة إلى أن حرب إسرائيل على غزة ليست أول أزمة معقدة بالشرق الأوسط تتحدى مهارات بايدن السياسية والدبلوماسية. فقد واجه البيت الأبيض انتقادات شديدة فى 2021 بشأن الانسحاب العسكرى من أفغانستان، وواجه بايدن أسئلة بشأن التخطيط، وما إذا كان قد أوفى بتعهده بأن يكون قوة للاستقرار العالمى. وتراجعت نسب تأييده فى استطلاعات الرأى بشدة على خلفية هذا الأمر ولم تتعافى أبدا بعد.


وتعترف بولتيكو بأن التشابه بين القضيتين ليس دقيقا، فليس هناك قوات أمريكية مشتركة فى حرب غزة، ولكن بعد نحو ثلاث سنوات، يخشى الديمقراطيون مجددا من أن الرئيس يتعثر بتعامله مع الصراعات فى الخارج.


ويقول السيناتور تيم كين، وهو أحد الأصوات الديمقراطية البارزة فى السياسة الخارجية، أنه أشاد ببايدن لنجاحه فى حث نتنياهو على فتح معبر إيريز الإسرائيلى للسماح بتسليم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، لكن هذا الحل كان ينبغى أن يحدث قبل أشهر، مشيرا إلى أن نهج بايدن الحالى لا ينجح.


وكان بايدن قد تحالف بقوة مع نتنياهو فى أعقاب هجوم السابع من أكتوبر برغم التحفظات العميقة على رئيس الوزراء الإسرائيلى اليمينى، وقدر الرئيس الأمريكى أن هذه أفضل فرصة للإدارة للتأثير على الهجوم الإسرائيلى على غزة ومنح اتساع الحرب فى المنطقة.


لكن البيت الأبيض أصبح أكثر انتقادا لنتنياهو فى الأشهر اللاحقة، غم إصراره على أن دعم إسرائيل يظل النهج الصحيح. كما أن أصر على أنه الطريق الوحيد لتحقيق أهداف أمريكا الأساسية بتكثيف المساعدات لغزة وتأمين إطلاق النار لإعادة الأسرى المحتجزين فى القطاع.


وقال مساعدو بايدن، إن الرئيس أثر على إسرائيل فى عدة جبهات منذ بداية الحرب، منها إقناع إسرائيل بالسماح بمعابر حدودية وتدفق المساعدات لغزة وأيضا تأمين هدنة وإطلاق سراح رهائن فى نوفمبر.


لكن فى خلال ساعات من مكالمة بايدن الحادة مع نتنياهو بعد حادث المطبخ المركزى العالكة، أعلنت إسرائيل فتح طرق مساعدات جديدة. وقد أدى التحرك السريع إلى تعزيز موقف الديمقراطيين الذين طالما جادلوا بأن البيت الأبيض ينبغى أن يتبنى نهجا أكثر حدة، وأن الاستمرار فى تحمل تعنت نتنياهو يخاطر بالإضرار بأهداف بايدن فى الخارج والداخل.
وقال السيناتور كريس فان هولين أن هذا الموقف أثبت أنه عندما يستخدم الرئيس النفوذ الأمريكى لفرض مطالبه، فإنه يحصل على نتائج، وأن الولايات المتحدة ستبدو عاجزة ما لم تتوافق أفعالها مع كلماتها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة