تفسير القرآن.. ما قاله القرطبى فى "يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم"

الإثنين، 08 أبريل 2024 08:00 ص
تفسير القرآن.. ما قاله القرطبى فى "يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم" القرآن الكريم
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نواصل اليوم الوقوف مع كلام الإمام القرطبى فى تفسيره المعروف بـ"الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآى الفرقان"، ونقرأ ما قاله فى تفسير سورة الزلزلة فى "الآية الـ 6" (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ).

يومئذ يصدر الناس أشتاتا أي فرقا؛ جمع شت.

قيل: عن موقف الحساب؛ فريق يأخذ جهة اليمين إلى الجنة، وفريق آخر يأخذ جهة الشمال إلى النار؛ كما قال تعالى: يومئذ يتفرقون يومئذ يصدعون، وقيل: يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب، أشتاتا يعني فرقا فرقا .

ليروا أعمالهم يعني ثواب أعمالهم، وهذا كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه، فإن كان محسنا فيقول: لم لا ازددت إحسانا؟ وإن كان غير ذلك يقول: لم لا نزعت عن المعاصي"؟ وهذا عند معاينة الثواب والعقاب، وكان ابن عباس يقول: أشتاتا متفرقين على قدر أعمالهم أهل الإيمان على حدة، وأهل كل دين على حدة، وقيل: هذا الصدور، إنما هو عند النشور؛ يصدرون أشتاتا من القبور، فيصار بهم إلى موقف الحساب، ليروا أعمالهم في كتبهم، أو ليروا جزاء أعمالهم؛ فكأنهم وردوا القبور فدفنوا فيها، ثم صدروا عنها، والوارد: الجائي، والصادر: المنصرف، أشتاتا أي يبعثون من أقطار الأرض، وعلى القول الأول فيه تقديم وتأخير، مجازه: تحدث أخبارها، بأن ربك أوحى لها، ليروا أعمالهم، واعترض قوله يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرقين عن موقف الحساب، وقراءة العامة ليروا بضم الياء؛ أي ليريهم الله أعمالهم، وقرأ الحسن والزهري وقتادة والأعرج ونصر بن عاصم وطلحة بفتحها؛ وروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة