أوروبا منقسمة بشأن الطاقة النووية.. اجتماع 30 من زعماء العالم يبعث رسالة ترويجية.. عودة قوية بالاتحاد الأوروبى.. دول مؤيدة وأخرى معارضة.. والحد من استخدام الوقود الأحفورى وتعزيز التنمية الاقتصادية أبرز الأهداف

الإثنين، 08 أبريل 2024 02:00 ص
أوروبا منقسمة بشأن الطاقة النووية.. اجتماع 30 من زعماء العالم يبعث رسالة ترويجية.. عودة قوية بالاتحاد الأوروبى.. دول مؤيدة وأخرى معارضة.. والحد من استخدام الوقود الأحفورى وتعزيز التنمية الاقتصادية أبرز الأهداف تغير المناخ فى أوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان النقاش حول الطاقة النووية من الأمور المحرمة فى بروكسل، ولكنه تم عقد قمة دولية حضرها 30 من زعماء العالم، كانت بمثابة رسالة واضحة بشأن دور الطاقة النووية والتى يراها عدد من الخبراء على أنها الحل الأمثل لمكافحة تغير المناخ.

واجتمع 30 من زعماء ووفود العالم فى بروكسل للترويج للطاقة النووية، حيث أن الدور الذى تلعبه الطاقة النووية يستمر فى تقسيم أوروبا، وعلى الرغم من أن أوروبا لا تزال منقسمة بشأن نهجها فى التعامل مع تلك الطاقة، إلا أنه اجتمع زعماء العالم لحضور قمة الطاقة النووية الأولى على الإطلاق، حسبما قالت صحيفة لابانجودريا الإسبانية.

واجتمعت وفود من أكثر من 30 دولة بجوار مبنى أتوميوم الشهير، وهو نصب تذكارى مصمم للدفاع عن الاستخدام السلمى للطاقة النووية، وعلى نحو مماثل، كان الحضور رفيعو المستوى مؤيدين للطاقة النووية، حيث اجتمعوا لتسليط الضوء على دورها فى الحد من استخدام الوقود الأحفورى، وتحسين أمن الطاقة، وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وتأتى القمة فى أعقاب دعوة رسمية تم توجيهها خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ (COP28) فى دبى فى ديسمبر الماضى لتسريع الطاقة النووية إلى جانب مصادر الطاقة الأخرى منخفضة الكربون.

وأكد فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أن مع احتجاجات المدافعين عن البيئة مثل منظمة السلام الأخضر والغياب الملحوظ للقوى الأوروبية المناهضة للطاقة النووية مثل ألمانيا، يستمر الجدل حول الطاقة النووية فى تقسيم القارة.

ومع اقتراب ثلث المفاعلات النووية العاملة حاليا فى الاتحاد الأوروبى من نهاية دورة حياتها فى عام 2025، فإن حل مستقبل مصدر الطاقة هذا ليس بالأمر السهل، ونحو ربع طاقة الاتحاد الأوروبى هى طاقة نووية ويتم إنتاج أكثر من نصفها فى فرنسا، وفى المجمل، هناك أكثر من 150 مفاعلًا عاملًا فى الدول الأعضاء الـ 27.

ومع ذلك، هناك آراء متنوعة للغاية عبر الكتلة حول استخدام الطاقة النووية، جعلت المخاوف المتعلقة بالسلامة فى أعقاب الكوارث السابقة البارزة من الطاقة النووية قضية مثيرة للجدل، تقرر كل دولة عضو ما إذا كانت ستدرجها فى مزيج الطاقة الخاص بها أم لا.

ما الدول الأوروبية التى حضرت قمة الطاقة النووية؟

وشارك فى رئاسة القمة رئيس وزراء بلجيكا، ألكسندر دى كرو، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسى، وحضرتها سلطات مثل رئيس المجلس الأوروبى، تشارلز ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.


وكانت بلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وتشيكيا وفنلندا وفرنسا والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا والسويد من بين الموقعين على إعلان يدعو الهيئات التنظيمية إلى، الإطلاق الكامل، لإمكانات الطاقة النووية وتسهيل شروط التمويل لدعم توسيع نطاقها، حياة المفاعلات النووية الموجودة.


وأكد زعماء الاتحاد الأوروبى أن أزمة الطاقة والاعتماد على الخارج من الأسباب المقنعة لاختيار الطاقة النووية، بالإضافة إلى "قدرتها على إزالة الكربون من أنظمة الطاقة وتوفير الكهرباء بأسعار معقولة.


وأعلنت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أن، الاهتمام المتجدد بالطاقة النووية يأتى فى لحظة حاسمة لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبى المناخية، وقبل كل شيء، لحماية أمن الطاقة والقدرة التنافسية.

ما موقف بلجيكا مستضيفة القمة؟

وحقيقة أن رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو يشارك فى استضافة القمة الافتتاحية يعنى أن بلجيكا تؤيد الطاقة النووية، تاريخ الطاقة النووية فى البلاد أكثر تعقيدًا.


تم تقديم خطط للتخلص التدريجى من الطاقة النووية فى وقت مبكر من عام 1999، ولكن التواريخ والمواعيد النهائية تغيرت باستمرار منذ ذلك الحين. فى عام 2009، قررت الحكومة البلجيكية تمديد العمر الإنتاجى لأقدم ثلاث محطات للطاقة النووية لديها حتى عام 2025. ولكن أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب فى أوكرانيا تسببت فى تأجيل هذا الموعد لمدة عشر سنوات أخرى.

 

ما الدول التى تعارض الطاقة النووية؟

بعد حادثة جزيرة ثرى مايل عام 1979 وكارثة تشيرنوبيل عام 1986، تغير الرأى العام بشأن الطاقة النووية بشكل جذري. وفى ألمانيا، غذت المخاوف الأمنية الحركة البيئية وحزب الخضر.

 

وفى عام 2002، أصدرت حكومة يسار الوسط الألمانية قانونًا لمنع بناء محطات جديدة للطاقة النووية. علاوة على ذلك، كان من المقرر إغلاق جميع المفاعلات القائمة فى المستقبل.


وكان هذا جزءًا من التحول نحو مصادر الطاقة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتى تعتبرها البلاد متجددة، على الرغم من أن الطاقة النووية تعتبر، منخفضة الكربون، لأن المفاعلات النووية لا تنتج انبعاثات ثانى أكسيد الكربون المباشرة، إلا أنها تعتمد على اليورانيوم كوقود، حيث أن استخراجه وتكريره يستهلك الكثير من الطاقة.


وفى عام 2010، أعلنت، المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل أنه سيتم تمديد عمر محطات الطاقة النووية الألمانية لزيادة إمدادات الطاقة المنخفضة الكربون، وعندما أُغلقت هذه المفاعلات الثلاثة رسميًا فى 15 أبريل 2023، انضمت ألمانيا إلى إيطاليا وليتوانيا كواحدة من الدول الثلاث التى تخلصت تمامًا من الطاقة النووية لتوليد الكهرباء بعد أن كان لديها مفاعلات جاهزة للعمل.

 

وفى إيطاليا، تعتبر الطاقة النووية أيضًا قضية مثيرة للجدل. تم إغلاق جميع محطات البلاد فى عام 1990 بعد الاستفتاء على الطاقة النووية. منذ ذلك الحين، حاولت الحكومة اقتراح إعادة إحياء، وعلى الأخص بخطة فى عام 2008 لبناء ما يصل إلى 10 مفاعلات جديدة.

 

ومع ذلك، مع حضور وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى فى قمة بروكسل 2024، حيث كانت إيطاليا واحدة من 32 دولة وقعت إعلانًا ينص على: التزام ثابت بالطاقة النووية، أصبح المستقبل النووى لإيطاليا موضوعًا للنقاش مرة أخرى.


هناك أيضًا عقبات أمام تطوير الطاقة النووية فى دول أخرى أعضاء فى الاتحاد الأوروبى، مثل البرتغال والدنمارك والنمسا، وقدمت فيينا استئنافًا ضد الاتحاد الأوروبى فى عام 2022، زاعمة أن تصنيف الطاقة النووية كاستثمار أخضر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة