خلال الحلقة الثالثة عشرة من مسلسل جودر ألف ليلة وليلة، قدمت الملكة شهرزاد "ياسمين رئيس" لزوجها الملك شهريار "ياسر جلال" واحدة من عروض خيال الظل، والتي استشاطته غضبا وقرر وقف العرض لما يحمله من قصة تفكره بالخيانة التي تعرض لها، فما هو خيال الظل، ومتى عرفه العرب؟
وخيال الظل فن يعتمد على دمى يتم تحريكها بعصا وراء ستار من القماش الأبيض المسلط عليه الضوء، ما يجعل ظلها هو الذي يبرز للمشاهدين، وكان محرك الدمى، وهو فنان محترف، يعرف باسم «مخايل» أو «محرك الشخوص».
ويوضح الدكتور نبيل بهجت في كتابه "خيال الظل" أن العرب قد عرفوا خيال الظل للمرة الأولى في العصر العباسى، والأرجح أنه انتقل إلى العالم الإسلامى من الصين أو الهند عن طريق بلاد فارس، واشتهر به العصر المملوكى على وجه الخصوص. وكان مجيئه إلى مصر في عصر الفاطميين في القرن الخامس الهجري "الحادي عشر الميلادي".
وبحسب مقال " فن التمثيل المسرحي بين «خيال الظل» المملوكي و«القراقوز» العثماني " للدكتور أشرف عيد، إن خيال الظل لعبة هندية قديمة، امتدت جذورها إلى الصين أيضًا، وأقدم ما وصل إليه علمنا عن اشتغال العرب بها أنها كانت من ملاهي القصر بمصر في العصر الفاطمي، وقد أخرج السلطان الملك الناصر «صلاح الدين الأيوبي» من قصور الفاطميين شخوص «خيال الظل» ما يدل على أنها كانت موجودة في مصر قبل العصر المملوكي. وكان لسلاطين مصر ولعٌ بخيال الظل حتى حمله «السلطان شعبان» معه عندما حجَّ سنة ٧٧٨هـ مع ما حمله من الملاهي، وكان للناس شغف بخيال الظل في مصر حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، فكانت له سوق رائجة في الأعراس، قلَّ أن يقام عرس لا يلعب الخيال في إحدى لياليه.
ويوضح كتاب " خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب" لأحمد تيمور باشا أن العرب كانوا يتخذون له بيتًا مربعًا يُقام بروافد من الخشب، ويُكسى بالخيش أو نحوه من الجهات الثلاث، ويُسدل على الوجه الرابع ستر أبيض، يُشدُّ من جهاته الأربع شدًّا محكمًا على الأخشاب، وفيه يكون ظهور الشخوص. فإذا أظلم الليل دخل اللاعبون هذا البيت، ويكونون خمسة في العادة؛ منهم غلام يقلد النساء، وآخر حسن الصوت للغناء. فإذا أرادوا اللعب أشعلوا نارًا قوامها القطن والزيت تكون بين أيدي اللاعبين، أي بينهم وبين الشخوص، ويُحرَّك الشخص بعودين دقيقين من خشب الزان، يمسك اللاعب كلَّ واحد بيد، فيحرك بهما الشخص على ما يريد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة