معتمد عبد الغنى

رمضان 2200.. العرقسوسيون

الأحد، 07 أبريل 2024 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عزيزي القارئ من الماضي، تحية طيبة وبعد،

من زمنٍ يفصلنا عنكم أكثر من قرن ونصف، أبعث برسالتي هذه، متسائلاً عن أحوالكم مع “العرقسوس”، ذلك المشروب الذي يزين موائد رمضان. هل لا تزالون تختلفون حول نكهته الفريدة؟ في عصرنا، قد تلاشى هذا الجدل، وأصبح عشاق العرقسوس يُعرفون بـ"العرقسوسيون".

أحد علمائنا أعاد اكتشاف فوائد هذا المشروب القديم. في عهد مصر القديمة، كان العرقسوس شراب النخبة، مُحجوزًا للفراعنة ونبلائهم. حتى نابليون بونابرت، القائد الفرنسي الشهير، كان يستخدمه لتهدئة ذهنه وسط المعارك. وفي أيامه الأخيرة، طلب أن يُمزج بالماء ليستمتع بطعمه للمرة الأخيرة.

لقد أدركنا أهميته وأصبح من الضروري تذوقه في رمضان. ولمن لا يفضلون طعمه، وجدنا حلاً، شريحة إلكترونية للتذوق تُمكّن اللسان من تذوق ما لا يُحب ويشعر بطعم آخر. الذين يكرهون طعمه يمكنهم وضع الشريحة على ألسنتهم واختيار الطعم الذي يرغبون به بدلاً من العرقسوس. تخيل أنك تشرب عرقسوس ولكن لسانك يتذوق تمر هندي، برتقال، أو عصير تفاح. لدينا كل البدائل، المهم أن رفض هذا المشروب أصبح من الماضي.

نحن، “العرقسوسيون”، لا نحتاج إلى استخدام الشريحة، فنحن نستمتع بالطعم الأصيل ونتلذذ بحلاوته. نراقب الآخرين وهم يضعون الشريحة ونبتسم في سرنا للخدعة التي صنعتها التكنولوجيا. حاولت ذات مرة إقناع أحدهم بتجربة الطعم الحقيقي دون الشريحة، لكنه لم يقتنع وأخبرني بأن الطعم غريب وغير مألوف.


في عالمنا اليوم، يُعد العرقسوس جزءًا لا يتجزأ من تقاليد رمضان، ويُشرب بشغف في كل مكان، مُعتبرًا رمزًا للتراث والثقافة. ومع التقدم التكنولوجي، أصبح بإمكان الجميع الاستمتاع به، سواء بطعمه الأصلي أو بنكهات مختلفة تُرضي كل الأذواق. وهكذا، يستمر العرقسوس في ربطنا بجذورنا وتقاليدنا، مُضيفًا لمسة من الحلاوة إلى أيامنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة