فاجعة غزة..أضحت القضية الأولى ليس لدى الفلسطينيين والعرب فقط ؛بل بالنسبة للعالم أجمع، خاصةً بعد أن ضرب العدو الصهيوني بكافة الأعراف والمواثيق الإنسانية والقوانين الدولية، عرض الحائط معلنا الحرب على الإنسانية وليس على غزة فقط .
أمام هذا التعنت والإجرام تزداد الضغوط العربية والدولية على الكيان الإسرائيلي، خاصة بعد مقتل 7 عمال إغاثة بغارة بدير البلح، حيث وجهت عدة دول انتقادات للأفعال المشينة التي يرتكبها جيش العدوان بحق الأبرياء في قطاع غزة، ولم تسلم واشنطن من موجة الغضب الدولية بصفتها الداعم الرئيسى لإسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر نتائج التحقيقات في مقتل عمال الإغاثة، التابعين للمطبخ المركزي العالمي بغارة في غزة، مشيرا إلى أن قواته لم تتعرف على سيارات المنظمة وقد أخطأت التقدير.
تحذيرات بريطانيا
في سياق موجة الغضب التي أفرزها قتل إسرائيل لموظفى الإغاثة في غزة، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون من أن بريطانيا "ستحاسب إسرائيل"، على مقتل 3 بريطانيين، من بين السبعة عاملين في مجال الإغاثة الذين قُتلوا في قطاع غزة، وذلك بعدما استدعت الخارجية سفير إسرائيل في لندن للتعبير عن تنديدها الشديد بالحادث.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إسرائيل إلى توضيح ملابسات «الواقعة المأساوية، مشددا على ضرورة اتخاذ إسرائيل خطوات فورية و جادة لحماية عمال الإغاثة وتسهيل العمليات الإنسانية الحيوية في غزة.
وأكد سوناك ، لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، أن انتصار بلاده على حماس لن يتحقق عبر السماح بكارثة إنسانية في غزة، معربا عن غضبه لمقتل عمال الاغاثة، وطالب بتحقيق مستقل ومعمق وشفاف في الواقعة، كما شدد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اندرو ميتشل على ضرورة أن تتوصل إسرائيل إلى آلية فاعلة لفض الاشتباك على الفور وبشكل عاجل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، مضيفا أنه لابد من تعليق فوري للعمليات الحربية لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن ومن ثم المضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار.
بلا أعذار!
"لم يعد لدى إسرائيل أي أعذار لمنع إدخال المساعدات للمدنيين في قطاع غزة" ، هذا ما أكدته وزيرة الخارجية الألمانية، مشددة أن على إسرائيل تنفيذ وعودها بشكل فورى، فيما يتعلق بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وكتبت أنالينا بيربوك عبر تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعى" إكس"، أن الناس في غزة بحاجة إلى كل حزمة مساعدات.
وفى بولندة كان الوضع أكثر احتقانا ، حيث أعاد مقتل عمال الإغاثة إشعال التوتر بين البلدين اللذين شهدا عدة خلافات دبلوماسية في السنوات الأخيرة، وما زاد الأمر سوءا تصريحات السفير الإسرائيلي في بولندا ياكوف ليفني ؛ التي أثارت جدلا واسعا بعدما رفض الاعتذار عن مقتل عمال الإغاثة بغارة إسرائيلية في غزة، حيث استدعت الخارجية البولندية السفير الإسرائيلي، أمس الجمعة ، لبحث مسؤولية إسرائيل عن مقتل عناصر الإغاثة، ودعت السلطات البولندية إسرائيل لتعويض عائلة الضحية البولندي.
الموقف الإسرائيلي المُستهجن دفع الرئيس البولندي أندريه دودا للقول بإن تصريحات السفير "معيبة"، وحذر مسؤولون بولنديون من أن الضربة الإسرائيلية التي أودت بعناصر الإغاثة ستفاقم على الأرجح معاداة السامية في بولندا.
ازدواجية المعايير
من جانبها، أعربت الجزائر عن قلقها العميق إزاء ازدواجية المعايير داخل مجلس حقوق الانسان بخصوص إثارة حقوق الانسان فى بعض الدول مقارنة بعدم اتخاذه إجراءات ذات مصداقية لوقف الإبادة الجماعية الجارية ضد الفلسطينيين.
حيث يثير التفاوت فى الاستجابة داخل المجلس مخاوف مشروعة بشأن صدق واتساق مواقف بعض هذه الدول فى الدفاع عن حقوق الإنسان فى ظل الانتهاكات واسعة النطاق التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين والمثبتة بتقارير ونداءات أممية.
جاء ذلك فى كلمة ألقاها المندوب الدائم للجزائر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، رشيد بلادهان، فى الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، بخصوص تعليل التصويت قبل التصويت على مشروع قرار مقدم من المجموعة الغربية حول حالة حقوق الانسان فى إيران
فى هذا الإطار، أعرب بلادهان عن قلق الجزائر العميق إزاء المعايير المزدوجة فى التوجهات داخل المجلس تجاه حقوق الإنسان، بخصوص إثارة حقوق الانسان فى بعض الدول مقارنة بعدم اتخاذه إجراءات ذات مصداقية لوقف الإبادة الجماعية الجارية ضد الفلسطينيين.
وأكد المندوب الدائم للجزائر، أهمية معالجة قضايا حقوق الإنسان على المستوى العالمى من خلال نهج بناء وشامل وغير مسيس وغير انتقائى أو متحيز، وأن تعالج كذلك قضايا حقوق الإنسان بطريقة عادلة ومتساوية وموضوعية وذات مصداقية بخصوص حالة حقوق الانسان فى جميع بقاع العالم.
تعليق العمليات الإنسانية
في السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إن التفسيرات والتبريرات الإسرائيلية لمقتل 7 من العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة غير كافية وغير مقبولة.
وقد أعلنت منظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية التي أدخلت بالتعاون مع منظمة "المطبخ المركزي العالمي" أول سفينة مساعدات إلى غزة عبر ممر بحري خاص من قبرص، تعليق عملياتها الإنسانية في القطاع.
وسبق أن علقت منظمة "المطبخ المركزي العالمي"التي أسسها الطاهي الإسباني الأمريكي الشهير خوسيه اندريس عملها في غزة. وأدى هذا إلى زيادة الضغوط على إسرائيل بشأن معاملتها للمدنيين في غزة.
مجلس حقوق الإنسان
وفى جلسته التي عُقدت ، أمس الجمعة، صوت مجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 دولة، لصالح القرار الذى ينص على التوقف عن بيع أو شحن الأسلحة إلى إسرائيل بهدف المساعدة في منع انتهاكات حقوق الإنسان في غزة وسط الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة التي أودت بحياة أكثر من 33 ألف شخص.
جاء القرار بأغلبية 28 صوتا مقابل 6، مع امتناع 13 عن التصويت -وفق ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وعزا المجلس هذا الإجراء الشامل للإجراءات الإسرائيلية مثل إعاقة الوصول إلى المياه والحد من شحنات المساعدات الإنسانية إلى المناطق الفلسطينية. كما دعا المحققين المستقلين المدعومين من الأمم المتحدة إلى الإبلاغ عن شحنات الأسلحة والذخائر والمواد "ذات الاستخدام المزدوج" - التي لها تطبيقات مدنية وعسكرية - والتي يمكن أن تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وعلى الرغم من أن القرار غير ملزم، إلا أنه من شأنه أن يزيد الضغوط الدولية على إسرائيل كدليل على القلق الواسع النطاق بشأن حملتها العسكرية في غزة.
وكانت إسرائيل قد أعلنت ، أمس الجمعة، أنها ستسمح مؤقتا بإدخال مساعدات إنسانية إلى شمال غزة المهدد بالمجاعة، وذلك بعد ساعات على تحذير حليفتها الولايات المتحدة من تغيير حاد في سياساتها الداعمة للحرب في القطاع، حيث ساد التوتر محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال بايدن إن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ستكون رهن حماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة، في أول تلميح لتغيير محتمل في اشتراطات الدعم العسكري المقدم من واشنطن، منذ اندلاع الحرب في غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة