هيثم الحاج على يكتب: مليحة.. المتحدة والعودة إلى جذور الحكاية

الجمعة، 05 أبريل 2024 07:00 م
هيثم الحاج على يكتب: مليحة.. المتحدة والعودة إلى جذور الحكاية مليحة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واحدة من أهم متطلبات المرحلة التاريخية الحالية التركيز على عرض السرد المصرى لتاريخنا المعاصر بصورة واضحة وقابلة للتذكر من قبل الأجيال الجديدة، وهو ما كنت قد دعوت إليه فى أثناء الاحتفال باليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر المجيدة لكى نحافظ لأبنائنا على جزء مهم من تاريخنا المعاصر وهويتنا، وهو الأمر الذى ظهر واضحًا فى دراما رمضان هذا العام حيث تصدت الشركة المتحدة لجزء كبير من هذه المهمة هذا العام.

مليحه-2)
مليحة


ومن الأعمال الدرامية من إنتاجها والتى تقوم بهذه المهمة بصورة واضحة مسلسل مليحة، الذى يعرض لقصة فتاة فلسطينية تم تهجير عائلتها من الأرض المحتلة لتعيش فترة طفولتها فى ليبيا وتجبرها أحداث الثورة الليبية على ترك ليبيا بعد مقتل أبويها ووفاة جدها بأثر إصابته فى هجوم على معبر السلوم وقت عبورهم له، حيث العائلة الفلسطينية التى يتم دفن أفرادها كل فى بلد، ولتبدأ حكايتها فى مصر بحثا عن طريق العودة حيث يمد يد المساعدة لها الطبيب المصرى الذى كان زميلا لها فى العمل بليبيا والضابط المصرى الذى صد الهجوم على المعبر.

هذه هى القصة ببساطة والتى ما زالت فى منتصف أحداثها، لكن العنصر الأكثر أهمية فى هذا العمل هو الدقائق التى تسبق تتر البداية فى كل حلقة حيث اللقطات الوثائقية المصحوبة بحكاية يرويها جد لحفيده، حيث صوت الفنان سامى مغاورى يقوم بدور الجد الذى يقوم بالحكى المتوازى مع تلك اللقطات.

وتقوم تلك اللقطات السريعة المركبة بعناية بصناعة سردية خاصة للقضية الفلسطينية، سردية بسيطة وواضحة فى الوقت ذاته تمنح المشاهد تصورا واضحا عن تلك القضية منذ بدايتها فى المؤتمر الصهيونى ثم وعد بلفور، وتركز فى كل حلقة على مرحلة فارقة من مراحل الصراع، الثورة الفلسطينية فى الثلاثينيات وإنشاء عصابات الهاجاناة وحرب 48 ثم العدوان الثلاثى ونكسة يونيو وحرب أكتوبر والدور المصرى فى مساندة القضية الفلسطينية، وهكذا لتصنع تلك اللقطات وهذه الحكاية الخلفية التاريخية اللازمة لبقاء المشاهد داخل مجال القضية الأساسية التى يتحرك فى داخله شخصيات العمل.

هذه الرؤية الواضحة تبدو فى ظنى أهم جوانب هذا العمل الذى دخلت الشركة المتحدة عن طريقه مجالا مهما فى الإنتاج الدرامى التاريخى الذى يرسخ رؤية واضحة لأهم قضايانا المعاصرة وهى بداية مهمة لهذا الخط تجعلنا نتطلع إلى الكثير من الأعمال المماثلة، كما نتطلع إلى تنمية تجربة الحكاية الوثائقية التى تصلح لعمل مستقل يقوم على التركيز على سرديتنا الخاصة للقضية، وربما يجعلنى ذلك أحلم بإنتاج خاص للحكاية التى يقوم بسردها سامى مغاورى والتى تصلح لأن تكون عملا توثيقيا دراميا مشوقا يصلح للمشاهدة من قبل الشباب وأظنهم فى انتظاره، أو إنتاج عمل بالطريقة نفسها عن حرب أكتوبر يكون بين الدراما والتوثيق والتحريك، فما أشد احتياجنا الآن لمثل هذه الأعمال ليستطيع أولادنا بها أن يواجهوا حكايات الآخر بحقائقهم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة