يذكرنا فيلم "المنسي" بطولة الفنان عادل إمام، دائما بكبسولة القطار، والتي لابد من وضعها على شريط السكة الحديد قبل عبور القطار في كل مرة لتنبيه عامل التحويلة – حسب رواية الفيلم- وكل مرة يتم عرض الفيلم يتسائل الكثير عن حكاية الكبسولة وما هي أهميتها، وهل يتم استخدامها حتى الآن، حيث كان إنتاج الفيلم عام 1993 ومن المتوقع أن تمر السكة الحديد بمراحل تطور خلال هذه السنوات.
وسأل "اليوم السابع" عدد من العاملين بهيئة السكة الحديد، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، ومنهم سائقوا قطارات ومدير قطار وعمال فنيين بالسكة الحديد، لتوضيح أهميتها وهل مازال يستخدمونها، وهل وظيفة "المنسي" في الفيلم ما زالت قائمة، وما هي البدائل لها.
وأكد العاملين بالسكة الحديد أن "كبسولة القطار" تعتبر الوسائل لمنع حوادث القطارات ومنع الخطأ البشرى ، حيث يتم وضعها على قضبان القطار لتحدث انفجار مدوى يتسبب فى هزة شديدة في مقدمة القطار.
وتستخدم الكبسولة لعدة أسباب أهمها تحذير القطار القادم على السكة بوجود عطل أو مشكلة ما على بعد 500 متر تقريبا، وبمجرد انفجار الكبسولة يبدأ قائد القطار في التوقف وينتظر حتى يعطى له إشارة المرور بعد حل المشكلة.
وتكون كبسولة القطار مع كمسرى العهدة "الأحدث سنا" أو مراقب البرج "فنى الحركة"، ويتم استخدامها أيضا في حالة وجود حادث على نفس الطريق أو تواجد قطارين في نفس اتجاه المسير بسبب عطل في التحويلة، ويتم تركيبها من خلال كمسرى العهدة، ووضعها على القضيب على مسافة من 500 لـ1010 متر، او وضعها في أقرب مسافة لتحذير القطار القادم على نفس مسير القطار المعطل، أو تركيبها من خلال فنى الحركة .
ويحدث انفجار الكبسولة هزة عنيفة للجرار لتنبيه السائق ولها إجراءات لتفجيرها، من بينها عمل محضر بتركيب الكبسولة، ويحدث انفجار الكبسولة أثر في عجلة الجرار الأمامية، وهو ما يدين سائق القطار حال عدم توقفه، فأثر الكبسولة يكشف عدم اتباع السائق للتحذيرات.
ويمكن وضع أكثر من كبسولة على القضبان لتنبيه سائق القطار التالى ولكن واحدة تكفى، وكبسولة الانفجار ليست الوسيلة الوحيدة لتنبيه السائق فهناك عدد أخر من الوسائل يتم تنبيه السائق بها لذلك قل استخدام الكبسولة واقتصر استخدامها في حالات الطوارئ فقط، كما أن هناك وسائل أخرى للتنبيه ومنها أجهزة الإشارات الموجودة على شمال قائد القطار بطول السكة وعند ظهور الإشارة الحمراء يتوقف قائد القطار على الفور.
ومن وسائل التنبيه الأخرى والتي تعد البديل للكبسولة، هي وجود منظومة ATC بالجرار وهى أجهزة تحكم ألى بالقطار من ضمنها وجود زر بجوار السائق "أسفل قدمه" يتم الضغط عليه من وقت لآخر من خلال السائق للتأكد من يقظة قائد القطار، وحال تأخره في الضغط على الزر يتم إصدار تنبيه صوتى عالى من أجهزة التحكم لتنبيه السائق وعند قيام السائق بالضغط على الزر يتوقف التنبيه الصوتى أما لو تجاهل الضغط عليه فيعنى ذلك نوم السائق أو عدم وجودة بكابينة القيادة فيتم التحكم أليا في القطار وتوقفه من خلال جهاز التحكم.
أما عن وظيفة "المنسي" في الفيلم المصرى، لم تعد موجودة بشكلها الذى ظهر في الفيلم، حيث أصبح الأن عامل التحويلة أو البرج يستخدم منظومة إشارات تعمل بشكل آلي ويستخدم أجهزة الكمبيوتر لإدارتها وتحويل سكة القطارات، كما أصبح من السهل التحدث مع السائق من خلال الهاتف الموجود في القطار لتحذيره أو إضاءة إشارة السكة لتحذير السائق، ويتم استخدام الكبسولة كما أوضحنا مسبقا.
وتمتلك هيئة السكة الحديد بمصر ، جرارات حديثة بها تكنولوجيا أكثر تطورا، مثل أجهزة التحكم – المكيف، والكنترول بها أعلى، وبها وسائل الأمان أعلى، كما بها شاشات كمبيوتر تاتش ترصد حركة مسار القطار، ما يسهل على قائد القطار معرفة المسار الذي أمامه واتخاذ ما يلزم.
ويضم كل قطار اصطف "رئيس قطار وكمسارية حسب أنواع الرحلات واهميتها، مثلا قطار الرحلات الطوالى يكون عدد عرباته أكبر من عدد عربات القطار المسافات القصيرة، وأيضا يكون عدد طاقم القطار أكبر، وكل قطار لابد أن يكون به سائق ومساعد سائق .
فيلم المنسى
كبسولة القطار
