يشهد سعر أونصة الذهب العالمي تذبذب مع بداية تداولات الأسبوع وذلك بعد الخسائر التي سجلها المعدن النفيس خلال الأسبوع الماضي، بينما تترقب الأسواق اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي وتقرير الوظائف هذا الأسبوع في محاولة لمعرفة مسار أسعار الفائدة.
يتداول سعر الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2340 دولار للأونصة بعد أن سجل أدنى مستوى عند 2319 دولار للأونصة قبل أن يعود ويتداول بالقرب من سعر افتتاح جلسة اليوم، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.3%.
تراجع الذهب من أعلى مستوياته القياسية التي سجلها في وقت سابق من شهر أبريل مع تراجع الطلب على الملاذ الآمن في غياب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط. وقد ترك هذا الذهب عرضة لتوقعات السياسة النقدية الحالية للولايات المتحدة.
أدت العلامات المتزايدة على التضخم الثابت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى قيام الأسواق بتقليص توقعاتهم إلى حد كبير بشأن حدوث تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي. ومن المتوقع الآن أن يبدأ البنك في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، أو حتى في الربع الرابع.
وهذا يزيد من تركيز الأسواق على اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي القادم في محاولة للحصول على المزيد من الإشارات حول خطط البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، خاصة بعد تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الذي صدر يوم الجمعة عن الاقتصاد الأمريكي ليظهر تماسك معدلات التضخم دون وجود علامات على التراجع.
التصريحات الأخيرة من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي وعلى رأسهم رئيس البنك جيروم باول أفادت أن البنك في حاجة إلى مزيد من الأدلة على تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام يضمن الوصول إلى مستهدف التضخم للبنك عند 2%.
إن ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، نظرا لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس. وقد انعكس هذا في انخفاض أسعار الذهب في الجلسات الأخيرة، إلا أن الذهب لا يزال يتداول بشكل إيجابي لهذا العام، وسط مخاوف مستمرة من أن أسعار الفائدة المرتفعة ستؤثر بشكل سلبي على النمو الاقتصادي العالمي.
من جهة أخرى نجد أن الدولار الأمريكي متماسك بشكل كبير بالقرب من أعلى مستوياته منذ 5 أشهر ونصف، وذلك في ظل التوقعات باستمرار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وهو الأمر الذي يقلل من فرص تراجع الدولار، خاصة أن التوقعات بالنسبة للعملات الرئيسية الأخرى سلبية ليصب هذا في صالح الدولار.
بالرغم من التحرك السلبي الأخير لأسعار الذهب بسبب تأثره بتوقعات الفائدة الأمريكية، إلا أن التوقعات جميعها تظل في صالح ارتفاع الذهب أو حفاظه على مستويات مرتفعة في ظل الدعم الذي يحصل عليه من ارتفاع الطلب الفعلي من قبل البنوك المركزية العالمي ومن قبل مبيعات التجزئة في المنطقة الأسيوية.
هناك أيضاً الطلب من الصين المتزايد على الذهب لدرجة أن تجار التجزئة كانوا يدفعون علاوة مرتفعة منذ أواخر عام 2023 وهي الرسوم الإضافية على سعر الذهب بأعلى من السعر العالمي. وقد تم تداول علاوة سعر الذهب المتداول في بورصة شنغهاي للذهب بشكل ثابت بحوالي 40 دولار اعلى من سعر الذهب العالمي الذي حددته جمعية سوق سبائك الذهب في لندن مع بدايات عام 2024.
ارتفع الطلب على الذهب في الصين خلال عام 2023 بنسبة 28% ومن المتوقع أن يستمر هذا الطلب في التزايد خلال العام الجاري، خاصة أن المستثمرين لديهم خيارات قليلة للغاية في الصين لحماية ثرواتهم مع تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وقالت جمعية الذهب الصينية يوم الجمعة إن استهلاك الذهب في البلاد ارتفع بنسبة 5.94٪ في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، بسبب ارتفاع الطلب بين المواطنين على الملاذ الآمن. حيث اشترى الصينيون 308.91 طن من الذهب في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. وقالت جمعية الذهب الصينية إن السبائك والعملات الذهبية تمثل 34% من الإجمالي، حيث شهدت زيادة بنسبة 26.77% إلى 106.32 طن في الربع الأول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة