زكى القاضى يكتب: عن "سيرة سيناء".. رحلة البطولات من الجدود للأبناء.. ونكشف مدى مساهمة الحرب على الإرهاب فى عودة الارتباط بين مشايخ القبائل وشبابها.. شهادات حية للتضحيات فى الماضى والحاضر

الخميس، 25 أبريل 2024 12:00 م
زكى القاضى يكتب: عن "سيرة سيناء".. رحلة البطولات من الجدود للأبناء.. ونكشف مدى مساهمة الحرب على الإرهاب فى عودة الارتباط بين مشايخ القبائل وشبابها.. شهادات حية للتضحيات فى الماضى والحاضر شبه جزيرة سيناء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يا دنيا سمعانى يا دنيا سمعانى.. أبويا وصانى.. ما خللى جنس غريب يخش أوطانى.. الأرض دى أرضى أحميها أنا وولدى.. أفديها بالأرواح وتعيشى يا بلدى".. فرقة أبناء الإسماعيلية

فى رحلة تحرير سيناء سيرة مستضاءة بالعظماء، وكنز مستنار بأهل الدفع والتضحية، وروايات تحمل فى طياتها عظمة شعب أراد الحياة فاستجاب له القدر، وفى تلك الرحلة الممتدة عبر عقود هناك فصول خلدت قيمة ما فعله أبناء سيناء الأبطال، الذين جادوا بأعظم شىء فى الوجود وهو التضحية من أجل الوطن، وكما يقول القائل فيهم «نحن مصريون وغير مستغرب فينا أن يكون لدينا نفس جينات المصريين جميعا، فى التضحية والفداء من أجل كل حبة رمل».

 تقول الباحثة داليا هشام فهمى، فى رسالتها المهمة للماجستير والمنشورة بجامعة عين شمس عن أهالى سيناء، بأن البطولات التى قام بها أهالى سيناء عبر التاريخ كثيرة ولا جدال فيها حتى أنه لا يمكن حصرها، ولا تقتصر تلك البطولات على قبيلة أو فئة معينة، فكل أهالى سيناء أبطال، وتلك الحقيقة يجب أن يدركها الجميع، فأهالى سيناء قدموا تضحيات بالدم فى سبيل عودة الوطن، سواء كان ذلك فى الحروب السابقة، أو فى الحرب ضد الإرهاب الأخيرة، وقدم أبناء سيناء شهداء على مدار التاريخ فى سبيل الحفاظ على الأرض والكرامة الوطنية، وجادوا بكل ما لديهم فى سبيل الاستقرار والأمان، وتلك التضحية قدرتها الدولة المصرية، ووضعت أهل سيناء فى قدرهم الطبيعى من الاحترام والود والدعم الكبير واللامتناهى للقبائل ومشايخها.

"هناك لحظات تاريخية تواجه الأمم، إذا لم تقبل فيها التحدى فقدت فيها كل شىء، ونحن هذه الأيام نواجه هذه اللحظات التاريخية فإما أن نقبل التحدى أو نفقد كل شىء».. الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل حرب أكتوبر

 

إقرأ أيضا

الرئيس السيسى فى الذكرى 42 لتحريرها: سيناء ستظل شاهدة على قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة ومؤسسات دولتها ورمزاً خالداً لصلابة الشعب فى دحر المعتدين والغزاة على مر العصور.. ونرفض تهجير الفلسطينيين

ومع ذكرى تحرير سيناء التى توافق يوم 25 أبريل من كل عام، ننعش فيها الذاكرة الوطنية بجهود مصرية تمت على تلك الأرض المقدسة، ونعيد سرد روايات الواقع للجيل الجديد، خاصة أن تلك الروايات كتبت صفحاتها بالدماء، وارتوت فصولها بالتضحية، وفى رحلة البحث والتذكير تواصلنا مع عدد كبير من مشايخ القبائل والعواقل والبطون والفروع فى شمال سيناء وجنوبها، مقدمين لهم التهنئة فى الذكرى الغالية التى تأتى ضمن تواريخ مشرفة لسيناء بداية من حرب أكتوبر أو العاشر من رمضان، وكذلك ذكرى استعادة طابا، وكلها تواريخ تتضمن بطولات عظيمة، وكلها تواريخ كانت شاهدة على سيرة أبناء سيناء الشرفاء الذين فعلوا ما لم يفعله الأولون والآخرون، واحتفظت صحراء مصر فى البوابة الشرقية بكثير من الأسرار عن الجدود والأبناء، وذلك كونهم من الفدائيين المضحين فى سبيل الحفاظ على الأرض.

كما كنا - مع التهنئة - نرصد تطورات الأجيال واتصالها، حتى أن السؤال حول سنة الميلاد لمن تحدث إلينا كان سؤالا غريبا، وكنا نطرحه رغبة منا فى استقراء تطورات التاريخ والأحداث على الأجيال المختلفة، والحقيقة أن أهالى سيناء يمتلكون جينات مصر بكل ما تحمله الكلمة، وهذه الجينات لم تنقطع بين الأجيال بل تواصلت، ومن المؤكد أن الحرب الأخيرة على الإرهاب ذكرت الشباب ببطولات آبائهم وجدودهم، واسترجعوا فيها عظمة التضحية التى يمكن تقديمها فى سبيل الوطن، وهو الأمر الذى لم يكن شرحه سهلا لو لم تكن هناك حرب حقيقية ضد الإرهاب، شاهدوا فيها الشباب هجمات ضد الوطن، ولذلك استعادوا ما تم سرده تاريخيا عن قبائلهم، فتمكنوا من التثبت والوقوف ضد عناصر الإرهاب والتطرف، وانتصروا فى النهاية.

وسيناء لمن لا يتابع فقد شهدت عملية تطوير ضخمة خلال السنوات العشر الماضية أضعاف ما تم إنفاقه فى كل مراحلها التاريخية، وتجاوزت الميزانية المخصصة لها مليارات الجنيهات بهدف تغيير شكل سيناء بالكامل فى التعمير والبناء، وتضمنت خطط التطوير والتعمير فى سيناء كل شبر فيها، وذلك تعويضا عن سنوات كانت سيناء فيها متروكة دون تعمير ملموس، كما قامت الدولة المصرية فى ذلك الوقت بعملية مواجهة الإرهاب والتطرف والتى أصبحت صفحة مطوية منذ إعلان الرئيس السيسى خلو سيناء من الإرهاب، وهو طريق تم تطهيره بدماء المصريين من رجال الجيش والشرطة والشعب المصرى.

هذا وتمثل ذكرى تحرير سيناء طريقا للتذكير بما قدمته الأجيال السابقة من تضحية وفداء بهدف الحفاظ على الأرض واستعادتها بشكل كامل، حيث كان المتفق عليه بعد معاهدة السلام أن تتم استعادة أجزاء من الأرض كل يوم 25 أبريل، إلا أن الاحتلال الإسرائيلى كان يحاول التملص من وعوده والمواثيق التى وافق عليها، ولذلك نتج عن ذلك أزمة مدينة طابا، والتى استطاعت مصر أن تستعيدها عام 1989، وفى تلك الاستعادة استفادة قصوى جوهرها الأساسى أن مصر سارت فى طريقى الحرب والسلام، واستعادت أرضها مرة بالحرب ومرة بالمفاوضات والتحكيم الدولى، ولذلك فالرحلة متصلة فى كيفية استعادة الأرض والحفاظ عليها فى نفس الوقت.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة