شهد ملتقى القاهرة الأدبي السادس عقد ندوة تحت عنوان "من الذاكرة إلى النص حياة واقعية مقتبسة في الأدب" استضافت الكاتبة الهولندية كريستين أوتن، وهي مخرجة مسرحية وصحفية، صدر لها عن دار صفصافة للنشر ترجمة لروايتها "الشعراء الأخيرون" بترجمة للكاتب والمترجم المصري عبد الرحيم يوسف والكاتب المصري طارق إمام الذي يتنوع إنتاجه بين الروايات والمجموعات القصصية، من أبرزها "هدوء القتلة" 2007، "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" 2012، "ضريح أبي" 2013، "مدينة الحوائط اللانهائية" 2018، وماكيت القاهرة 2021، وغيرها.
وأدارت الندوة الكاتبة المصرية الشابة منى عبد ربه، التي بدأت بالسؤال عن الدور الذي يلعبه الأدب في الكتابة عن الحيوات الواقعية للشعراء.
وقال طارق إمام إن إحدى المهام الأساسية للأدب هي أنه يدخل على الرواية المستقرة والواقعية ليثبت أن لا وجود لها لأن الواقع ممتليء بالثغرات ويحتاج الفن دائما لكي يشتبك مع المجهول والهامشي به فعيد تفسيره.
وعن سؤال الشعور بالاغتراب في المدينة وعلاقة كفافيس بها قال طارق إن الأدب يلعب دورين مختلفين تماما حيث يؤكد على استكشاف الخصوصية فنستطيع ان نعثر على كفافيس من المدينة كما نجيب على سؤال المدينة نفسه من حياة كفافيس مؤكدا أن ذاكرة المدينة تنتقل للقاريء بواسطة النص بأشكال عديدة بحيث يمكن للقارىء أن يشعر ويرى المدينة بالضبط ويدرج جزء من تاريخ المكان عن طريق ذاكرة الأدب مضيفا أن أحد اهدافه هو تثبيت صورة ما لقاهرة نعيشها الآن قاهرة حاضرة لكننا نعرف أنها ستختفي قريبا.
ورأى إمام أن دور الفن في اللحظة الحالية هو أن يخلص بشكل تام لرصد والتقاط تحولات المكان والتأكيد على التغيرات الآخذة في ابتلاعه والتعبير عنه في لحظة التحول لتقديم المكان المتسائل عن ذاته وليس المكان الجامد.
وعن المدينة التي يرغب في الكتابة عنها يقول إمام انه يرغب في الكتابة عن مدينة "فوة" التي ولد بها في محافظة كفر الشيخ مفضلا ابكتابة عن المدينة والواقع بشكل فانتازي وعجائبي ليس للهروب من الواقع ولكن لتعميقه والالتحام به.
ورأت كرستين أوتن أن الكتابة عن الشعراء ليست لملء الفراغات بل إن الجميع جزء من الصورة حيث قالت أن البشر جميعا مهمين ككل نقطة مياة في المحيط.
بعد ذلك تحدثت كرستين عن كيف بدأت في الكتابة عن روايتها "الشعراء الأخيرون"، فعندما رأت كيف يؤثر الأمريكان من أصل أفريقي بموسيقاهم الهيب هوب على الأطفال والمراهقين أحبت ان تكتب عن معانتهم ولكي تكتب عن معانتهم يجب ان تشعر بهم لهذا قررت ان تخوض تجربة تعليم السجناء الكتابة الإبداعية حيث في ظل هذه الظروف القاسية استطاع السجناء اخراج طاقتهم ومشاعرهم في الكتابة ، مؤكدة أن من خلال الفن نفهم التاريخ أحسن.
ثم ختمت منى عبدالوهاب بسؤال كرستين عن رؤيتها لمصر قبل زيارتها وبعد الزيارة، فذكرت أن -للأسف- في أوروبا لم يملكوا فرصة التعرف على أدب إفريقيا ولهذا كانت تخيلاتها قليلة عن مصر وأنها سعيدة لترى روايتها تترجم إلى العربية وأنها عندما أتت رأت سيدات يكتبون وسعدت أكثر إن الأدب العربي بدأ أن يترجم إلى اللغات الأوروبية وتتمنى أن يتم تكملة ترجمة الأدب العربي ليرى الغرب ما لدى الدول العربية من ثقافة وأدب خاص بهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة