اليوم 23 أبريل هو ذكرى رحيل أخف دم في السينما المصرية، وأجمل روح وصانعة بهجة في تاريخ الفن المصري، والصدفة جعلت من ذكرى رحيلها يومًا لعيد ميلادي، ولذلك دائمًا أتذكرها فهي بالنسبة لي نموذج للفنانة المتعددة المواهب والكاريزما الطاغية علي الشاشة.
نعيمة عاكف لم يهملها القدر أن تستمر طويلاً في رحلتها الفنية، فقد رحلت عام 1966، وولدت عام 1929، أي أنها عاشت 37 سنة، وعمرها الفني 15 عامًا قدمت خلالها 22 فيلمًا، من أجمل أفلام السينما المصرية، فأنا شخصيًا بمجرد أن أري فيلمًا معروض لها عبر أي قناة فضائية أترك كل ما ورائي وأجلس أمام التليفزيون لأشاهد هذه الطاقة الفنية، وهذه الروح الفرفوشة علي الشاشة.
نعيمة عاكف بنت الفن فعائلتها عائلة فنية في فنون السيرك وتعلمت بداخله الكثير من الفنون التي استفادت منها كممثلة، وهي تحمل ملامح شعبية غير مزيفة وطبيعية كأنها ثمرة برتقال قطفت لتوها، ولا تستطيع أن تخفي مصريتها الشديدة جدًا والواضحة وضوح الشمس، تكشف بشموخ وكبرياء عن طبقتها، ولو تصادف وارتدت السواريه والفرير والسوليتير أو ركبت السيارات الفارهة وأقامت في القصور الفاخرة، واتعوج لسانها بلغات شتي، فإن العين لا تخطئها ولا تنخدع فيها، فانفاسها تفضحها وتكشف عن هويتها، فهي بنت البلد وبنت الفن وبنت النكتة فهي فنانة صنعت لها مكانة ظلت شاغرة حتي يومنا هذا، وهكذا كتب عنها ووصفها الشاعر الفلسطيني أشرف بيدس في كتابه "أبيض وأسود".
نعيمة عاكف هي ملكة متوجة في فن الاستعراض وأفضل من قدم الاستعراض في السينما من خلال عدة أفلام، فهي: لهاليبو يا ولا.. وهي تمر حنة السينما المصرية، صانعة البسمة في كل أعمالها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة