حرب المسيرات رسائل "إيرانية- إسرائيلية" مبطنة.. ترسانة طهران نجحت في اختراق تل أبيب.. إسرائيل تحتفظ بعملاء داخل إيران نفذوا هجمات أصفهان.. والتركيز على أهداف عسكرية وإخراج النووي من اللعبة لتجنب حرب مفتوحة

الإثنين، 22 أبريل 2024 03:00 ص
حرب المسيرات رسائل "إيرانية- إسرائيلية" مبطنة.. ترسانة طهران نجحت في اختراق تل أبيب.. إسرائيل تحتفظ بعملاء داخل إيران نفذوا هجمات أصفهان.. والتركيز على أهداف عسكرية وإخراج النووي من اللعبة لتجنب حرب مفتوحة هجوم إيران
كتبت : إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أيام قليلة من الهجوم الإيراني على إسرائيل فى 13 أبريل الماضي، على مواقع عسكرية ألحق بها أضرار طفيفة بحسب مسئولين إسرائيليين فى مقدمتها قاعدة نيفاتيم الجوية فى النقب التى استخدمت فى الهجوم على قنصلية طهران فى دمشق، جاء رد إسرائيلى محدود تكتيكى وخفى أيضا بحسب مراقبين ليلة الجمعة 18 أبريل، وحتى الأن لم تتبناه رسميا حكومة بنيامين نتنياهو، فيما عدا تسريبات فى تقارير لوسائل اعلام أجنبية و‏إسرائيلية تفيد بمسيرات إسرائيلية استهدفت موقع رادار دفاع جوى قرب أصفهان وهو جزء من حماية منشأة نووية.

 

ما يمكن أن يطلق عليه حرب المسيرات بين إيران وإسرائيل تعنى فى المقام الأول تغيير قواعد الاشتباك بين الطرفين، والانتقال من حروب ظل والاغتيالات إلى هجمات عسكرية مباشرة استهدفت تحديدا مواقع عسكرية غير نووية أى أن المواقع النووية أصبحت -بحسب قواعد المواجهة الجديدة- خارج إطار لعبة الهجمات، وارسلت رسائل مبطنة بين الطرفين.

 

رسائل إسرائيلية

فى مقدمة هذه الرسائل أن إسرائيل لاتزال تحتفظ بعملاء لها داخل إيران نجحوا فى إطلاق المسيرات، حيث يشير الرد الإسرائيلى الذى جاء من الداخل الإيرانى وليس خارجها، أنه لم تكن تل ابيب نقطة انطلاق المسيرات بل كانت نقطة انطلاقها من الداخل، وما يؤكد ذلك هو تقرير قناة "برس تى في" الإيرانية التى نقلت عن مصدر مطلع أنه لم يقع أى هجوم من الخارج على مدن إيرانية بما فيها أصفهان، وأكد المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى عدم تعرض البلاد لأى هجوم صاروخى خارجي، ما أثار تساؤلات عديدة حول الجهة التى انطلقت منها، لكن يبقى اسلوب الهجوم يشير إلى رسالة إسرائيلية إلى طهران بوجود ثغرات امنية واختراق إسرائيلى عبر عملاء لتل ابيب فى الداخل الإيرانى.

كما أن إسرائيل أرادت أن تبعث لطهران والعالم رسالة بأنها غير مقيدة ولا تعبأ بالتهديدات الإيرانية، لكن دون إثارة المزيد من التصعيد، كما أن حجم الهجوم، لكن أسلوب الاعلان عن الضربة يعكس تخوف إسرائيلى من رد إيرانى أكبر من السابق كما يعكس ضربة إسرائيلية خجولة برعاية أمريكية تحفظ ماء الوجه وتضبط معادلة الردع وترسم قواعد اشتباك جديدة بين الطرفين.

رسالة جديدة من إسرائيل تتضمن تجنب مزيد من التصعيد والدخول فى حرب مفتوحة، لذا حرصت على الرد الخفى والمحدد والمنضبط لكن دون الرغبة فى التصعيد، والحرص على عدم انشغالها عسكريا عن العدوان على غزة، كما أن الرد الإسرائيلى جاء بهدف ضبط صورة إسرائيل التى اهتزت بالداخل كثيرا جراء اولا استمرار الحرب على غزة وفشل تل ابيب فى استعادة رهائنها حتى اليوم من يد حماس وتزايد الغليان الشعبى وغضب الشارع ضد حكومة نتنياهو التى فشلت للمرة الثانية فى حماية أمن الإسرائيليين بعد هجمات السابع من اكتوبر 2023.

ثانيا الضربة الإيرانية يوم ١٣ أبريل والتى احدثت زلزال داخل تل أبيب كونها الاولى فى تاريخ التصعيد الإيرانى الإسرائيلي، خاصة وان عدم الرد الإسرائيلى يضعف صورة إسرائيل امام حلفائها ممن اكتسبت المزيد من تعاطفهم بعد الهجوم الإيراني، بحسب تقارير أجنبية واستثمرت هذا الهجوم فى استعادة المساندة الأمريكية لها، كما جاء الرد الإسرائيلى جاء بهدف ضبط معادلة توازن الردع دون إثارة استفزاز إيران مجددا بالصمت الإسرائيلى.

 

رسائل إيرانية

أما هجوم طهران جاء رداً على قصف قنصليتها فى دمشق، بحرب يمكن وصفها بالدعائية طالما هى نفسها أعلنت أنها لا ترغب فى إطالة أمدها على لسان وزير خارجيتها أمير عبد اللهيان، ضربة عسكرية استغرقت ساعات فى وقت متأخر مساء السبت 13 أبريل، على اهداف عسكرية إسرائيلية دقيقة وفقا لبيانات الحرس الثورى الإيرانى فى مقدمتها قاعدة نيفاتيم الجوية فى النقب التى استخدمت فى الهجوم على القنصلية، ربما لم تحدث الضربة تخريبا كبير فى القاعدة على الاقل -بحسب متحدث الجيش الإسرائيلي- لكنها احدثت زلزال فى الداخل الإسرائيلى وحققت أهدافا أكبر من ذلك والمتمثلة فى ارسال عدة رسائل لإسرائيل ثم إلى المجتمع الدولى.

الرسالة الأولى لإسرائيل نقلتها الصواريخ والمسيرات الإيرانية -التى قالت امريكا وإسرائيل أنها تمكنت من اعتراض بعضها-، هى "لا تجربوا طهران مجددا" لا تتجاوزوا الخطوط الحمراء فترسانتنا نجحت فى اختراق تل ابيب حتى مع وجود أحدث المنظومات الدفاعية كالقبة الحديدية الإسرائيلية، ودفعت المسئولين للاختباء فى ملاجئ مضادة للصواريخ وأحدثت رعبا فى تل أبيب.

الرسالة الثانية كانت لمجلس الأمن الدولي، الذى رأت طهران ازدواجيته فى عدم تحريك ساكنا أو إدانة الجريمة الإسرائيلية على قنصلية طهران والانتهاكات الإسرائيلية ضد إيران العقود الماضية من اغتيالات وتجسس و... إلخ، لذا نقلت الصواريخ رسالة مفادها قدرة طهران على الردع المباشر ضد الممارسات الإسرائيلية، وحتى ردود الأفعال المستقبلية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة