قصف مكثف يتزامن مع الاستعداد للمراحل المقبلة للحرب في غزة، مصحوبة بتهديد بزيادة الضغط العسكري، من قبل الاحتلال الاسرائيلي، بعد 199 يوما من العدوان الغاشم على القطاع المحاصر، مما يعكس تعنت السلطات الإسرائيلية، في لحظة تتزايد فيها الضغوط لوقف إطلاق النار لحماية المنطقة من حرب إقليمية قد تأكل الأخضر واليابس، ما تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المدنيين بالقصف، وذلك بعد ارتكابها 5 مجازر جديدة، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى.
واستشهد وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين، حيث طالت عمليات القصف الإسرائيلية مناطق متفرقة وسط وجنوب القطاع.
واستهدف قصف مدفعي شرقي مخيم المغازى وسط قطاع غزة، بالتزامن مع استهداف غارة المنطقة الجنوبية الشرقية لخان يونس جنوب القطاع.
واستشهد عدد من الأشخاص وجرح آخرون في غارة استهدفت مسجد التقوى فى مخيم البريج وسط القطاع، بينما استهدفت غارة أخرى شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، وأخرى استهدفت مدخل مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأصيب عدد من الأشخاص جراء قصف استهدف محيط مقبرة السوارحة في مخيم النصيرات، وإثر استهداف منزل في منطقة البروك بدير البلح وسط القطاع.
وطال القصف الإسرائيلي حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ومنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وقالت مصادر في قطاع الدفاع المدني، إن الطيران الإسرائيلي شن الليلة الماضية غارتين على المناطق الجنوبية لمدينة غزة، وعلى حي التفاح.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر صحية في القطاع، بارتفاع عدد الشهداء في غارات إسرائيلية على منزلين في رفح إلى 26 بينهم 16 طفلا و6 نساء.
وكان قد استشهد عدد من الأشخاص وأصيب آخرون، معظمهم من الأطفال، إثر غارة للاحتلال استهدفت منزلا غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34151 شهيد و 77084 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضى.
وكانت السلطات في غزة اكتشفت مقبرة جماعية تضم عددا كبيرا من جثامين الشهداء الذين دفنتهم قوات الاحتلال داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس قبل انسحابها منه، وأكد مكتب الإعلام الحكومي أن العشرات منهم أُعدموا.
وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة تزداد سوءاً، بما في ذلك مخيمات اللاجئين.
وأضاف لازاريني عبر منصة إكس، أن العملية التي نفذتها القوات الإسرائيلية مؤخراً في مخيم نور شمس سببت خسائر في الأرواح وألحقت أضراراً بالغة بالمنازل والخدمات العامة.
وأشار إلى سقوط مئات الضحايا في الضفة الغربية، بينهم ما لا يقل عن 112 طفلاً فلسطينياً، منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر.
وأشار لازاريني إلى أن القيود على الحركة وعنف المستوطنين الإسرائيليين يحولان دون حصول أهالي الضفة على عمل، وتحرمهم من كسب قوتهم كما تفرض حالة من الخوف المستديم.
وقال حان الوقت لإنهاء الاحتلال ومعالجة أطول صراع بلا حل عبر السبل السياسية ومن خلال التزام حقيقي بالسلام.
موازاة مع ذلك ، أفاد مكتب الوزير الإسرائيلي في حكومة الحرب بيني جانتس، أنه أكد لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحاجة الملحة للعمل مع الشركاء الإقليميين، لوضع خطة اليوم التالي للحرب في غزة.
وطلب جانتس من بلينكن، خلال هذه المكالمة، إعادة النظر في الخطة الأمريكية لفرض عقوبات على كتيبة "نتساح يهودا" الإسرائيلية، التي تعمل في الضفة الغربية المحتلة، بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان.
وقال جانتس لبلينكن إن فرض عقوبات على هذه الكتيبة سيضر بالشرعية الدولية لإسرائيل أثناء قتالها حركة حماس في غزة، كما اعتبر أنه لا يوجد مبرر للولايات المتحدة للقيام بذلك.
وزعم جانتس أن النظام القضائي الإسرائيلي قوي ومستقل.
وأقر الجيش الإسرائيلي خططا لمواصلة العمليات العسكرية بالقطاع، حيث هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصعيد أكبر، وتوعد حركة حماس بما سماها ضربات مؤلمة في الأيام المقبلة.
من جانبه اتهم رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، إسرائيل بالترويج لما وصفها بالرواية الكاذبة، بشأن زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع.
وقال معروف، في بيان، إن الجانب الإسرائيلي يسوق منذ فترة لرواية زائفة عن إدخال تحسينات في آلية مرور المساعدات وزيادة أعداد الشاحنات الداخلة للقطاع.
وأشار إلى أن ما بين 130 و150 شاحنة مساعدات فقط تدخل إلى القطاع يوميّاً بإجمالي 2800 شاحنة منذ أول أبريل الجاري، قائلاً إن عدد الشاحنات التي وصلت لشمال القطاع منذ بداية الشهر لم يتجاوز 327 شاحنة، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
وأضاف هذا الإعلان لبرنامج الأغذية العالمي يتوافق تماماً مع الإحصائيات الموثقة لدينا، والتي تؤكد أن رواية الاحتلال حول تحسن أعداد شاحنات المساعدات وتبني الولايات المتحدة لهذه الرواية وحديثها عن إدخال نحو 300 شاحنة مساعدات يومياً، هو محض كذب وتزييف للواقع.
وذكر أن مجمل ما يدخل يومياً من شاحنات مساعدات يمثل فعليا 25% تقريباً، مما كان عليه الحال قبل العدوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة