عدوان إسرائيلي واستفزاز لأطراف إقليمية تبعه رد إيرانى في أجواء تل أبيب ثم هجوم في قلب مدينة أصفهان ، وأخيراً تفجير لقاعدة تابعة للحشد الشعبي في مدينة بابل العراقية.. هذا ما شهدته منطقة الشرق الأوسط في غضون أيام قليلة ، وهو ما يعكس مدي جدية التحذيرات التي أطلقتها الدولة المصرية مبكراً ، والتي تضمنت العديد من الرسائل مفادها : لا سلام دون حل جذري للقضية الفلسطينية قائم على الدولتين، ولا استقرار ما لم يتوقف العدوان .
وبعد أقل من 24 ساعة من استهداف مدينة أصفهان الإيرانية ، وقع انفجار شديد في قاعدة كالسو التابعة للحشد الشعبي في مدينة بابل العراقية جراء ضربة جوية مجهولة المصدر ، ما خلف سقوط عشرات ما بين قتيل وجريح .
وقالت مصادر بالجيش العراقي لوكالة رويترز إن انفجارا ضخما هز قاعدة عسكرية تستخدمها الحشد الشعبي العراقية جنوبي بغداد في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وفجر الجمعة ، شهدت مدينة أصفهان الإيرانية قصفاً نسبته وسائل إعلام غربية لإسرائيل ، دون خسائر بشرية ، وهو ما علق عليه وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان بقوله إن الهجوم تم بطائرات مسيرة صغيرة لم تسبب خسائر مادية أو بشرية، مؤكداً أن تلك العملية لم تسجل أضرار.
وتيرة التصعيد التي تشهدها المنطقة استبقتها القاهرة بسلسلة تحذيرات من تبعات اتساع دائرة الصراع في المنطقة ، فصباح الجمعة ، أعربت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران.
وطالبت مصر الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، محذرةً من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار فى المنطقة، وآثارها الخطيرة علي أمن وسلامة شعوبها.
وأكدت مصر على أنها سوف تستمر فى تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجارى.
وكانت مصر من أول الدول التي كثفت اتصالاتها فور اندلاع الأزمة بين إسرائيل وإيران، منذ أن استهدفت تل أبيب قنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل 2024، والرد الإيران باستهداف مواقع عسكرية في الأراضي المحتلة تحت مسمى "الوعد الصادق" بتاريخ 13 أبريل الجاري.
وتواصل مصر اتصالاتها وجهودها المكثفة بالشركاء الإقليميين، من أجل احتواء الأزمة التي اندلعت بين إيران وإسرائيل، حينها غرد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، عن الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية سامح شكري، بنظرائه في كل من إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لاحتواء الأزمة.
وكتب أبو زيد على موقع إكس: "اتصالات مصرية مكثفة مع إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لاحتواء الأزمة، فمصر تطالب بضبط النفس وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار".
وقبل أسبوع ، أعربت القاهرة عن قلقها البالغ في أعقاب عملية الوعد الصادق الإيرانية ضد إسرائيل ، حيث ذكرت وزارة الخارجية أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية/الإسرائيلية حالياً، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر مراراً، من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التى تمارس فى المنطقة.
وأكدت مصر على أنها على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.
وجدد بيان وزارة الخارجية موقف القاهرة الثابت منذ 7 أكتوبر، والداعي إلى ضرورة تجنب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط وخاصة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وهي الرسائل التي طالما أكدت عليها الدولة المصرية بداية من قمة القاهرة للسلام، وكذا خلال القمة العربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية، بخلاف اللقاءات والاتصالات الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وقادة دول المنطقة وبمقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورؤساء الدول الأوروبية.
وكانت مصر ودولاً عربية عدة فى طليعة المحذرين من تداعيات الاعتداء الإسرائيلي علي القنصلية الإيرانية قبل أسبوعين ، وطالما عكست الرسائل المصرية الأخيرة موقف القاهرة الثابت فى اتخاذ كافة ما يلزم للحفاظ علي الأمن القومي من جهة، والاستمرار فى جهود خفض التصعيد ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني مع الحفاظ علي ثوابت القضية الفلسطينية وبمقدمتها التصدي لسيناريو التهجير القسري الذي حاولت إسرائيل ولا تزال فرضه على أهالي قطاع غزة، وهو ما يظهر واضحاً فى محاولات التوغل الإسرائيلي فى مدينة رفح الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة