مصر أم العرب وقِبلتهم ..تتحقق تلك العبارة بما لا يدع مجالا للشك أو الريبة يومًا تلو الآخر، فهى قبلة الدول العربية ورُمانة ميزان المنطقة.
ليس أدل على صدق هذه الكلمات من متانة العلاقات المصرية مع أشقائها العرب ومن بين تلك الدول مملكة البحرين، حيث تتمتع مصر والبحرين بعلاقات ثنائية مميزة قائمة على التآخي والتعاون، يعود تاريخها لقرن مضى؛ رسمت ملامحها الأحداث التي مر بها الشرق الأوسط على مدار السنوات، وستظل القاهرة مقر التشاور فى كل وقت عصيب تمر به المنطقة.
من هذا المنطلق جاءت زيارة الملك حمد بن عيسى ملك البحرين، أمس الأربعاء، إلى مصر لإجراء مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى حول ما تشهده المنطقة من ظروف استثنائية تجعل استقرارها على المحك ، وهى الزيارة التى شهدت توافقا فى رؤى البلدين حول الملفات المختلفة فى المنطقة وفى مقدمتها حرب غزة، كما أكد ملك البحرين أن مصر مهد الأمن والأمان فى المنطقة.
12 زيارة متبادلة
تُعد هذه الزيارة هى الـ 12 فى قائمة الزيارات المتبادلة بين مصر والبحرين، والتى ساهمت فى توطيد العلاقات الثنائية .
من بين تلك الزيارات 4 زيارات أداها الرئيس السيسى إلى البحرين، و8 زيارات قام بها ملك البحرين إلى مصر ، كان آخرها في 5 أغسطس العام الماضي، حيث تناولت المشاورات العلاقات الأخوية على مختلف الأصعدة بين مصر والبحرين، سياسيا واقتصاديا وتنمويا، كما استعرض الزعيمان خلال لقائهما الأخوي عددا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، وتم تأكيد أهمية تكثيف التنسيق بين البلدين الشقيقين، والدفع نحو استمرار العمل على تعزيز آليات العمل العربي المشترك.
وخلال الزيارات الثمانية التى قام بها ملك البحرين، أكد على مشروعية نضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وتعمل القاهرة والمنامة معًا بشكل دؤوب من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية، وأيضا أكد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل،كما كانت آخر زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي لمملكة البحرين، في يونيو 2022، حيث تناولت الزيارة العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل زيادة وتيرة التعاون الاقتصادى.
كانت تلك الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مملكة البحرين بمثابة تدشين مرحلة اكثر قوة وعمقا فى مسار العلاقات المصرية البحرينية، والتى كان لها العديد من الثمار والمكاسب التى ستعود بالخير على شعبى البلدين فقد تم توقيع 10اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تضمن تنفيذ العديد من مشروعات التعاون على المستويات كافة.
وأكد الرئيس السيسى وقتذاك على أن التكاتف ووحدة الصف السبيل الفعال لدرء المخاطر الخارجية عن الوطن العربي، مشددا على حرص الدولة المصرية على تطوير التعاون والتنسيق الثنائي الوثيق لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والأمة العربية.
وحرص الزعيمان على تبادل الأوسمة والهدايا التذكارية خلال تلك الزيارات؛ فقام الملك حمد بن عيسى بمنح السيسي وسام الشيخ عيسى آل خليفة، خلال زيارته للبحرين، في 8 مايو 2017، وهو أرفع وسام بحريني امتنانًا لمساندة مصر الدائمة للبحرين، وأيضا منح الرئيس السيسي الملك "قلادة النيل"، خلال زيارة الملك حمد لمصر في 26 أبريل 2016، التي تعد أرفع وسام مصري.
تاريخ الدعم و التعاون
وقد شهدت العلاقات المصرية البحرينية طفرة كبيرة من التنسيق والشركات الاستراتيجية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك حمد بن عيسى آل خليفة، حتى وضعت تلك المرحلة أسس العصر الذهبى للعلاقات المصرية البحرينية.
وإذا عُدنا بعجلة الزمن للخلف ، سنتوقف عند عام 1919 ، حيث تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين قبل استقلالها في عام 1919.
وكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال البحرين عام 1971، كما كانت البحرين من أوائل الدول التي أيدت ثورة 30 يونيو، كما شارك العاهل البحريني فى حفل تنصيب الرئيس السيسي، وفي حفل افتتاح قناة السويس، ومؤتمر مصر الاقتصادي لدعم الاقتصاد الوطني.
اتفاق الصداقة مع مصر
ووقعت مصر فى عام 2022 اتفاق الصداقة والتعاون بين المنامة والقاهرة، على هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى مملكة البحرين، والذى ساهم في فتح آفاق متجددة بين البلدين، وذلك في إطار حرص عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس عبدالفتاح السيسي، على تعزيز الشراكة بمختلف المجالات، ووحدة الرؤى والمواقف تجاه العديد من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية.
تبادل الخبرات التعليمية
وبالنسبة إلى التعاون فى قطاع التعليم، فقد شهدت الدولنتان تعاونا مستمرا فى هذا المجال كان آخره توقيع البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التربية والتعليم والتعليم العالي ، وفى هذا الإطار سبق أن أكد وزير التربية والتعليم البحريني الدكتور ماجد بن علي النعيمي، على أهمية هذا البرنامج لتبادل الخبرات بين البلدين، مشيرا إلى عمق العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع بين مصر والبحرين، وما يشهده التعاون الثنائي من تطورٍ مستمر على كافة المستويات، في ظل حرص واهتمام البلدين بتوثيق وتنمية أواصر العلاقات البحرينية المصرية.
التبادل التجارى
وعلى صعيد التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى، تحتل ممكلة البحرين المرتبة الـ16 في قائمة الدول المستثمرة في السوق المصري.
وقد شهد ميزان التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعا ، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر من عام 2023 نحو 379 مليون دولار.
وكان قد بلغت قيمته 917.2 مليون دولار خلال عام 2021، و بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى البحرين 450.7 مليون دولار ، و ارتفعت صادرات البحرين لمصر إلى 224 مليون دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة