أميرة خواسك

هل يستحق الهجوم الإيرانى السخرية؟!

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الأول من هذا الشهر قامت إسرائيل بضرب مبنى سكنيا في دمشق تابعا للسفارة الإيرانية، وقد نجم عن هذا الحادث مقتل 16 شخصا، من بينهم محمد رضا زاهدي أحد كبار القادة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وسبعة ضباط آخرين في الحرس الثوري، وقد وصف رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري هذه الخطوة بالجنون، وأكد أن رد إيران سيكون حتميا، وفي الوقت الذي تحدده.

مساء يوم السبت الماضي دقت طبول الحرب بين إيران وإسرائيل، وأخذت الطائرات المسيرة الإيرانية طريقها من طهران إلى تل أبيب في حوالي تسع ساعات، وقد بلغت 185 طائرة بدون طيار، و36 صاروخ كروز، و 110 صواريخ أرض أرض، وقد صرح الجيش الإسرائيلي أن غالبية الصواريخ التي أطلقت من إيران تم اعتراضها خارج حدود إسرائيل.

حبس العالم أنفاسه لأن حربا جديدة تدق طبولها، بينما مأساة غزة لم تنته بعد، والحرب الروسية الأوكرانية مازالت دائرة، والعالم لا يحتمل المزيد من الحروب، لكن الجديد فيما أقدمت عليه إيران أنها أعلنت للولايات المتحدة ولكل العالم عما تنتويه، وأن طائراتها في الطريق إلى إسرائيل، وهو ما منح الوقت الكافي لإسرائيل وحلفائها بوضع الترتيبات اللازمة لاستقبال الهجوم الإيراني، والطريف أن هذا الهجوم قد فقد كل مقومات تكبيد خسائر للدولة العبرية، فلم يفجر ولم يدك ولم يحطم أي شيء، وهو ما أثار سخرية الكثيرين من الذين هرب النوم من عيونهم في هذه الليلة حتى يشاهدوا اللحظات الأولى من الحرب التي تكاد تشتعل.

الحقيقة أن ما فعلته إيران- في رأيي – كاف جدا لأسباب كثيرة، أولها أنها لم تمكن نتنياهو من استغلال الفرصة للتمادي في تصوير الخطر المحدق بإسرائيل والذي يمنع أي فرصة لتغيير حكومته ورحيله هو شخصيا، وسيصبح لديه سبب قوى للبقاء والاستمرار لأن حالة الحرب تستدعي ذلك.

ثان هذه الأسباب أن اشتعال حرب في تلك الظروف من المؤكد أنه سيكون للصالح الإسرائيلي الذي سيطبق حصاره على غزة، وينكل بها أكثر مما نكل، ويفعل ما يشاء تحت مسمى حالة الحرب الاستثنائية، وهو ما يسيضيع أي حقوق في الحفاظ على وطنهم .

أما ثالثاً، فهو ما تكلفته إسرائيل حتى الآن في صد هذا الهجوم، وهو ما قدر بنحو مليار دولار، ناهيك عما أصيب به المجتمع الإسرائيلي من زعر وهلع ورعب توافق مع ما يحمله في الأصل  من مخاوف ، وأن تلك الخطوة مجرد إنذار بألا تعيد الكرة مرة أخرى وتقدم على عمليات تستهدف مصالح إيرانية.

نتنياهو بنرجيسته وتمسكه بالحكم وفساده المطروح بالفعل في أربع قضايا أمام القضاء الإسرائيلي، يمكن أن يعيد المحاولة ليستفز إيران، خاصة بعد أن انقلبت مذبحة غزة على رأسه، وأصبح مدانا من كل العالم حتى حلفائه، وتلك هي فرصته للبقاء في السلطة ، واسترداد ما خسره في غزة.

استفزاز إسرائيل لإيران في الأول من أبريل ليس له معنى آخر سوى انها تريد استدراج إيران لعمل عسكري ،  بينما الرد الإيراني يقول أننّا يمكن أن نصل إليكم لكننا لن نُستدرج، وإن عدتم عدنا، وبالتالي لم تحقق إسرائيل هدفها، لهذا فأنا على عكس كل من سخر من الرد الإيراني الذي اتسم – في رأيي- بقدر كبير من ضبط النفس والخبرة  وعدم الانسياق للأهداف الإسرائيلية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة