الوضع بالشرق الأوسط يثير القلق عالميا.. افتتاحية جارديان تدعو الغرب لمنع نتنياهو من التسبب فى حرب إقليمية شاملة.. وتؤكد: التصعيد سيكون كارثة تطيل أمد البؤس فى غزة وتزعزع استقرار المنطقة وتضر الاقتصاد العالمى

الأحد، 14 أبريل 2024 01:13 م
الوضع بالشرق الأوسط يثير القلق عالميا.. افتتاحية جارديان تدعو الغرب لمنع نتنياهو من التسبب فى حرب إقليمية شاملة.. وتؤكد: التصعيد سيكون كارثة تطيل أمد البؤس فى غزة وتزعزع استقرار المنطقة وتضر الاقتصاد العالمى هجوم إيران
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحت عنوان "لا بد من وقف المزيد من التصعيد بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل"، علقت صحيفة الجارديان البريطانية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم على الهجوم الإيراني على إسرائيل، وقالت أن الهجوم العسكرى من المحتمل أن يؤدى تحويل الأزمة فى غزة إلى حرب واسعة النطاق فى الشرق الأوسط، ولذلك يتعين على القادة الغربيين بذل كل الجهود لمنع نتنياهو من جر المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة، من خلال نزع فتيل هذه المواجهة المباشرة غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة تماماً.

وأوضحت الافتتاحية أن هذا هو السيناريو الذى كانت الحكومات الغربية والعربية تخشاه منذ هجمات 7 أكتوبر، والآن بعد أن حدث الأسوأ، لا أحد يستطيع أن يعرف أين أو كيف سينتهي.

ويذكر أن مصر كانت من أوائل الدول التى حذرت من اتساع رقعة الصراع فى المنطقة وظلت تسعى جاهدة لخفض التصعيد والتوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.


وتابعت الافتتاحية أن التقارير الأولى من إسرائيل، نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، ذكرت أن إيران أطلقت عشرات الطائرات بدون طيار على أهداف إسرائيلية مفترضة. ثم جاءت أنباء مفادها أن إيران كانت تطلق أيضاً صواريخ كروز ــ وهو تهديد أعظم وأسرع كثيراً. وقالت إسرائيل أن دفاعاتها الجوية وأنظمتها المضادة للصواريخ فى حالة تأهب قصوى وإن المجال الجوى الإسرائيلى مغلق. وأعلن الأردن والعراق عن إجراءات مماثلة. وذكرت تقارير سعودية أن الولايات المتحدة اعترضت بعض الطائرات بدون طيار فوق سوريا والعراق. كما أطلق حزب الله فى لبنان وقوات الحوثيين فى اليمن صواريخ على إسرائيل فيما بدا وكأنه هجوم منسق.


وأضافت أنه يجب الافتراض أنه إذا ضربت الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية أهدافا على الأراضى الإسرائيلية أو ضربت مدنا إسرائيلية، فإن حكومة بنيامين  نتنياهو سترد بالمثل، كما هددت بالقيام بذلك. وفى الأسبوع الماضي، أشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة ستدعم وربما تنضم إلى أى عمل عسكرى إسرائيلى انتقامي. وقال أن إسرائيل تحظى بدعم أمريكى "قوي". وفى مثل هذه الحالة فإن الضغوط المفروضة على حلفاء أمريكا وإسرائيل للمساعدة فى أى اشتباكات لاحقة سوف تكون كبيرة. وحذرت الافتتاحية أنه يجب على ريشى سوناك أن يفكر مليًا فيما سيفعله بعد ذلك.

ويشار إلى أن مسئول رفيع المستوى بإدارة بايدن قال أن الرئيس الأمريكى أوضح لبنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تشارك فى أى عمليات هجومية ضد إيران.

وأشارت الافتتاحية إلى أن ما يحتاجه العالم الآن قبل كل شيء هو رؤوس هادئة، قائلة: نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون فى الائتلاف لا يشتهرون بمثل هذه الصفات. وهذا يزيد من أهمية أن يستخدم الأمريكيون وبريطانيا كل سلطاتهم المقنعة وكل الوسائل الدبلوماسية المتاحة لمحاولة تخفيف رد فعل إسرائيل ووقف المزيد من الهجمات من جانب إيران. وقد تكون غريزة نتنياهو الأولى، إذا تعرضت إسرائيل لضربة قوية، هى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما هدد بالقيام به فى الماضي، وربما أهداف قيادة النظام فى طهران أيضا. أن القيام بذلك سيكون بمثابة المخاطرة بحدوث تطور آخر فى دوامة التصعيد، مما يؤدى حتماً إلى حرب شاملة.

ومن الأهمية بمكان أن يتم إخماد هذا الصراع بأقصى سرعة، وإلا فإنه قد ينتشر بسرعة فى جميع أنحاء المنطقة، مما يشعل الضفة الغربية المحتلة وخارجها المشتعلة بالفعل. ومن شأن مثل هذه الكارثة أن تطيل أمد البؤس فى غزة، وتدمر محادثات الرهائن، وتزيد من عدم الاستقرار فى لبنان وربما العراق وسوريا والخليج والبحر الأحمر أيضا.

واعتبرت الصحيفة أن المواجهة المفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران من شأنها أن تؤدى إلى تقسيم الديمقراطيات الغربية، والإضرار بالاقتصاد العالمي، وتعزيز طموحات الصين الجيوسياسية، وتهميش المعركة ضد الحرب الروسية المتزايد فى أوكرانيا. والأكثر من ذلك، أنها ستكون هدية لنتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف، الذين تتمثل سياستهم الوحيدة فى الحرب الأبدية.

ووسط الاضطرابات الحالية، لا ينبغى أن ننسى أن هذا الهجوم الإيرانى قد تم استفزازه، من خلال القصف الإسرائيلى فى الأول من أبريل لملحق السفارة الإيرانية فى دمشق والذى أسفر عن مقتل العديد من كبار القادة. ومن وجهة نظر طهران المعقولة، فإن هذا الهجوم تجاوز خطًا أحمر من خلال استهداف المبانى الدبلوماسية. وبالنسبة للمرشد الأعلى آية الله على خامنئي، كان ذلك بمثابة اعتداء على الأراضى الإيرانية ذات السيادة. لا يمكن أن تمر دون إجابة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة