فرانسيس بيكون من حياة الترف فى القصر الملكى إلى العزلة بعد اتهامات بالرشوة

السبت، 13 أبريل 2024 02:00 ص
فرانسيس بيكون من حياة الترف فى القصر الملكى إلى العزلة بعد اتهامات بالرشوة فرانسيس بيكون
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد فرانسيس بيكون (يناير 1561 - أبريل 1626) أحد أشهر الفلاسفة والكتاب الإنجليز، حيث عرف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على "الملاحظة والتجريب"، حيث أحدثت فلسفته ثورة علمية كبرى، وتجاوزت القياس الأرسطي نحو المنهج التجريبي القائم على الملاحظة والتجريب.

كان بيكون أول شخص يتسلم منصب مستشار الملكة، الذي مُنِح له في عام 1597 عندما احتفظت به إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا كمستشار قانوني لها، وعلى الرغم من مكانته المرموقة علميا واجتماعيا لكن نهايته لم تكن مثلما عاش أغلبية حياته قريبا من القصر الملكي، ويذكر كتاب "أوهام العقل.. قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون" لعادل مصطفى، أن مكانة بيكون تدهورت بسرعة بعدما وجهت إليه تهمة الرشوة وبتقاضي هدايا من المتهمين قبل محاكمتهم وأثنائها، ولم يعترض بيكون على الاتهام، بل اعترف به، لكنه دافع عن نفسه بقوله إن أحكامه لم تتأثَّر قط بالهدايا.

ويوضح أن الكتاب أنه على الرغم من أن أحدًا من خصومه لم يجرؤ على اتهامه في أحكامه ذاتها، إلا أنه كان يتلقى الهدايا من طرفَي الخصومة ثم يحكم بالعدل، وكان الحكم الذي أصدره مجلس اللوردات هو تغريمه 40 ألف جنيه وسجنه في برج لندن طوال الوقت الذي يشاؤه الملك، وحرمانه في المستقبل من منصبه السياسي ومقعده في البرلمان.

وقد حرم بالفعل من تولي أي منصب في الدولة، ولكن الملك أعفاه من الغرامة ولم يدم سجنه إلا أربعة أيام، ومنذ ذلك الوقت عاش معتكفا ومتفرغا لبحوثه وكتاباته، وليته عاش حياتَه كلها معتكفا! لقد كانت الفلسفةُ مرضعته في طفولته، ورفيقته في منصبه، وسلواه في سجنه وحرمانه، وظل بيكون مكبا على العمل والتجريب، ومات في ميدان العمل والتجريب؛ إذ وافته المنية في صباح التاسع من أبريل عام 1626م، بعد أن أُصيب ببردٍ شديد وهو يُجري آخر تجاربه لاختبار تأثير البرودة في منع التعفُّن، بدفن دجاجة مذبوحة في الثلج. 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة