زكى القاضى

صاحب المضمون يعيش

السبت، 13 أبريل 2024 08:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في نهاية إحدى مهمات العمل، تجمع الأصدقاء حول " السبورة" أو " البورد" ليسجل كلا منا كلمة حول تلك المهمة التي شاركنا فيها، فوجدتنى أكتب بكل سهولة تلك العبارة التي أحبها وأذكرها دائما " صاحب المضمون يعيش"، مما جعل البعض يسألنى ماذا تقصد، فأخبرتهم بأن الشخص الذى لديه مضمون وقيمة حقيقية هو الذى يعيش ويستمر، مهما ظن البعض أن وسائل أخرى يمكن أن تصل به لبر الأمان، ومهما اكتسبت مسارات بعينها بريقا في تحقيق النتيجة.

حينما كنت أزور المدينة الصناعية بمنطقة 15 مايو، وعدت لأكتب مقالا حولها وكيف أن صوت العمل فيها يحتاج لرؤية وطنية أعم و أشمل، ووجهت النداء لمبادرة " إبدأ" لكي تنظر لتلك المدينة ومصانعها، كان لدي يقينا بأن هناك خطوة ستحدث، لأن الصناعة مضمون، وصاحب المضمون يعيش، حتى لو اختلفت الرؤى المؤسسية في أولويات العمل الوطنى، ويقينى مستمرا وستكون هناك متغيرات وطنية لصالح الصناعة عموما.

في حفل إفطار عيد الفطر المبارك، وحينما كانت الفنانة القديرة صفاء أبو السعود تغنى أغنيتها الشهيرة وجدتنى أقول للصديق المتميز محمد سامى من موقع مصراوى " صاحب المضمون يعيش"، وقلت له أن أغنية صفاء أبو السعود التي مر عليها عدة عقود مازالت تعيش بيننا حتى الآن لأن هناك من قرر وقتها أن يحترم اسمه وفنه وموقعه فنسج هذه الأغنية العظيمة، والتى استمرت معنا منذ الثمانينات، ولذلك استمر الفن، ولا عجب أن معظم أغانى شهر رمضان مر عليها عقود، بل إن أغنية وحوى يا وحوى مر عليها أكثر من 80 عاما.

حينما تابعت حرب الإبادة ضد شعب غزة منذ يوم 7 أكتوبر 2023، وخرج برنامج مسرح العمليات على تلفزيون اليوم السابع وقتها، كنت أدرك تماما أن أهل غزة سينتصرون رغم أسلحة الأمريكان واستخباراتهم، ورغم كل ما يفعله الإسرائيليون نيابة عن الغرب، وقلت وقتها بأن صاحب المضمون يعيش،فلا يمكن لمحتل أبدا أن ينتصر، ومرت الشهور ولم ينجح رهان الإسرائيليين ومن في حكمهم في تحقيق مكاسبهم المعلنة وغير المعلنة، ورغم التضحيات والأرقام وكل أشكال الإبادة فإن شعب فلسطين منتصر و مستمر وسيعيش ويبقى، وسينتهى الآخرون " حرفيا" بشكل لا يتخيله الكثيرون.

في الصراع الدائر والمستمر بين إيران وإسرائيل، لا يمكن _ على الاطلاق_ انكار أن إيران دولة ذات قومية عقائدية، ولها سيرة فى التاريخ ممتدة ومتأصلة،  كما أن لها زخما في الحاضر، وقوة في الحضور، وتواجدا رئيسيا في القضية الفلسطينية، ولذلك فالمعركة بينها وبين إسرائيل ومن تمثلهم، لو أتت اليوم أو أتت بعد سنوات، فالمنتصر فيها واضح، لأن صاحب المضمون يعيش، حتى لو كانت مظاهر القوة والاقتصاد عند غيره.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة