عبده زكى

أمي رقية محمد جعفر.. لم تمت

الجمعة، 08 مارس 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من عاداتنا في الصعيد عدم ذكر اسم الأم، لكن أمي تكسر القاعدة، كونها ليست كالأمهات، فهى من وجهة نظري، العظيمة في عفتها، وهى الكريمة والمعطاءة بلا حدود، هي الصادقة بلا كذب، هى النقية بلا شوائب، هي التي تفوقت في طبيعتها وصدقها وعطائها وكرمها وعهدها وإخلاصها حتى على أرجل الرجال، وهي عميدة عائلتها وعائلتنا.

 

رقية محمد جعفر يا سيدة النساء، في عيد الأم الذى سيحل بعد أيام أقدم لك أعظم تهنئة، تهنئة تليق بقيمتك وقامتك وقدرك الكبير، وسأظل أقدم لك التهنئة فأنت على قيد الحياة، تلازميني دوما، توجهيني نحو الصواب، استشيرك في النهار عندما يلتبس الأمر وتنصحيني بالليل، حين تزوريني في أحلامي لتقولي لي أن ما فعلت صواب أو خطأ، وأتواصل معك في كل شيء، اسأل نفسى: هل هذا التصرف يرضى أمي، فيأتي الجواب منك في شكل هاجس، وعليه أتصرف.

 

السيدة الفاضلة أمي رقية محمد جعفر، أود أن أقول لك بأن لحظة وفاتك كانت فاصلة في حياتي، وقتها أحببت عدوا تعامل بما يليق وقدرك، وكرهت حبيب، تصور أن أمي مثل أمه فلم يتعامل بما يليق، من وقتها قاطعت بعض ممن كانوا أحباء، وأحببت بعض ممن كانوا أعداء، لحظتها فقدت الذاكرة القديمة واكتسبت ذاكرة جديدة، بدأت في الأيام الأخيرة من مرضك ونشطت بعد دفنك.

إن إنسانا لم يقدرك كما أردت وكما تستحقين، لن يكون له مكانا في حياتي ما حييت، لن يشاركني فرح ولا حزن، ولن أشاركه، ولا أود سماع صوته، أبدا، وإن إنسانا تعامل باستهانة استنادا إلى عظمتك وتجاهلك لتوافهه لن ينال منا إلا كل الاحتقار ولن يكون له مكانا بيننا ما حيينا، لأن سؤالا لا يفارقني: كيف لمن تجاهل مواقف أمي العظيمة والكثيرة أن أقبله؟.

 

وحزني على أمي متجدد إلى اليوم بل يزيد بمرور الوقت، أنا يا أمي أبكيك في اليوم مرات عديدة حتى اللحظة، إن ذاكرتي توقفت عند مشهد رحيلك أشعر بأنه حدث للتو، أذكر التفاصيل جميعها، إنها مؤلمة لدرجة لا تتخيليها يا أمي، إنه ألم الفراق القاتل، إن قلبي ينزف عليك دما، وعيوني تذرف الدموع، ولا أعرف كيف اتصرف أو أقبل، أنا لا أقبل إلا بعودتك للحياة، عودة ألمسك فيها بيدي، أتمدد على قدميك، أشعر بالأمان، والطمأنينة.

في عيدك يا أمي، وهو في الجنة بإذن الله، أدعو الله، أخبرك بأنني فقدت الأمان، وشعرت بالوحدة، شعرت بأنني عاريا وسط الزحام، لا أملك سندا ولا ظهرا، فأنت كنت السند الوحيد، كنت مصدر الأمان الوحيد، كنت الستر والدفء والحنان، وبعدك شعرت بالوحدة، فلا أحد عوضني ولو بشكل بسيط جدا عن غيابك.

في عيد الأم، أقدم قلبي وعقلي هدية لسيدة النساء أمي الفاضلة رقية محمد جعفر، وأناشد من حظوا ببقاء أمهاتهم أن يلتصقوا بهم علهم يتشبعون بها، وأن يكونوا رفقاء في الاحتفال بأمهاتهم لأنني وآخرون لم نعد نمتلك هذه الفرصة.. كل سنة وأمي وأمهاتكم بخير.. ولروحك الطاهرة السلام يا أمي.

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة