يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن، عدة أزمات التى تثقله أثناء محاولات فوزه بولاية ثانية لرئاسة أمريكا، وعندما يتوجه بالحديث للناخبين في خطاب الاتحاد اليوم سيكون أمامه مهمة شاقة برغم الإنجازات التي حققها خلال تواجده في البيت الأبيض منذ 3 سنوات بما في ذلك تجنب الركود الذى أعلن العديد من الاقتصاديين أنه لا مفر منه خاصة بعد ازمة كورونا.
تعاني الحدود الجنوبية للبلاد مع المكسيك من الفوضى، وارتفاع الأسعار يزيد من صعوبة الحياة بالنسبة للأمريكيين وسط غضب الناخبين بمختلف انتماءاتهم من تعامل ادارة بايدن مع حرب غزة وقروض الطلاب والمناخ ما دفع معدلات تأييده لادني مستوى.
ولم يحقق البيت الأبيض سوى نجاح محدود في محاولات الإصلاح، ورصدت مجلة بوليتكو عدد من القضايا التي من المتوقع ان يتناولها بايدن خلال خطاب حالة الاتحاد.
يمثل الاقتصاد أحد أبرز التناقضات بين موقف بايدن المنتصر ورأي الناخبين الساخطين، حيث تجاوز التوقعات بكثير في عام 2023، ونما بأكثر من 3% في عام توقع فيه الاقتصاديون بأغلبية ساحقة ركودًا لم يحدث أبدًا. يمكن لبايدن أن يروج لهذه الأرقام – إلى جانب حقيقة أن البطالة كانت أقل من 4 في المائة لمدة عامين، وانخفض التضخم بشكل ملحوظ من أعلى مستوياته خلال أربعة عقود التي شهدها في وقت سابق من ولايته، وتنمو الأجور الآن بشكل أسرع من الأسعار.
لكن التكاليف المرتفعة، وخاصة في المجالات الرئيسية مثل البقالة والإيجار، لا تزال تؤثر على تصورات الناس للاقتصاد، حتى مع تحسن البيانات الأساسية. يُظهر بحث حديث نشره بنك الاحتياطي الفيدرالي أن الأميركيين ما زالوا ينظرون إلى التضخم على أنه أعلى من 6% أعلى بكثير من مستويات ما قبل كوفيد .
بالنسبة لبايدن، تعد الرسائل بمثابة موازنة مستمرة بين محاولة توعية الناخبين ببعض النتائج الاقتصادية الإيجابية التي حدثت تحت إشرافه وعدم الظهور على أنهم غير مدركين أن الناس - وخاصة ذوي الدخل المنخفض - يكافحون تحت ضغط ارتفاع الأسعار.
وقالت بوليتكو ان حرب غزة ودعمه غير المشروط لإسرائيل قد يكون الأصعب لبايدن ضمن محاولات اقناع جمهور متشكك بأنه تعامل مع الحرب بين إسرائيل وحماس بشكل جيد منذ البداية وتظهر استطلاعات الرأي الجديدة التي أجرتها مؤسسة جالوب أن 58% من الأميركيين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، انخفاضا من 68% العام الماضي في نفس الوقت
بايدن يدرك تمام الإدراك أنه يواجه مقاومة قوية من الناخبين التقدميين والمؤيدين للفلسطينيين الذين يراقبون في رعب الحرب التي تسببت في استشهاد أكثر من 30 ألف شخص في غزة، على الرغم من فوز بايدن بسهولة في الانتخابات التمهيدية التي جرت الشهر الماضي في ميشيجان، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان العرب الأمريكيين، إلا أن أكثر من 100 ألف شخص صوتوا لصالح "غير الملتزمين" احتجاجًا على ذلك.
وتظهر استطلاعات متعددة أن بايدن يفقد الدعم من قاعدته الانتخابية بشأن هذه القضية، حتى مع معرفة الناخبين ذوي الميول اليسارية أن ترامب سيكون أكثر تأييدًا لإسرائيل من بايدن وقد دفعت المقاومة الإدارة إلى بذل المزيد من الجهد من أجل سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وكثير منهم على حافة المجاعة.
وهذا سيجبر بايدن على السير على خط رفيع خلال خطاب الخميس، فعليه أن يظهر أنه يقف إلى جانب إسرائيل وفي الوقت نفسه، يجب عليه إقناع الديمقراطيين بأنه يشعر بمحنة الفلسطينيين في أعماقه، وأن الرئيس الذي وعد بوضع حقوق الإنسان في قلب سياسته الخارجية لن يتراجع عن هذا التعهد.
وفقا لنيويورك تايمز، امضي الرئيس الأمريكي ساعات عدة في منتجع كامب ديفيد نهاية الأسبوع برفقة 6 من مستشاريه ومؤرخ للعمل على الخطاب الأهم قبل انتخابات نوفمبر، وضمت مجموعة المساعدين الذين كانوا بصحبة بايدن، نائب كبير موظفي البيت الأبيض، بروس ريد، وكاتب خطابات بايدن، فيناي ريدي، كبير مستشاري الرئيس، مايك دونيلون، والمشرفة على استراتيجية الاتصالات في البيت الأبيض، أنيتا دان، وكبير موظفي بايدن، جيفري زينتس، ومستشار الرئيس، ستيف ريكيتي وأخيرا المؤرخ، جون ميتشام.
خطاب حالة الاتحاد مدرج في الدستور الأمريكي حيث ينص على ان يطلع الرئيس الكونجرس دوريا على حالة الاتحاد، وأول رئيس امريكي نفذ هذا البند كان جورج واشنطن بأقصر خطاب حتى اليوم بلغ عدد كلماته اكثر من الف كلمة بقليل مقابل اكثر من 9 آلاف كلمة لخطاب بايدن العام الماضي.
وبعد واشنطن، اكتفى الرؤساء الامريكيون برسائل خطية فقط، ولم ترسخ تقاليد مثول أمام جميع البرلمانيين، قبل أن يتولى وودرو ويلسون الرئاسة، في عام 1913.
وأشارت نيويورك تايمز الى أن بايدن سيتناول قضايا دولية ومحلية خلال خطابه في مقدمتها الحرب في أوكرانيا، وحرب غزة، والصين، والتجارة، والإجهاض والهجرة كما من المتوقع ان يرسل بايدن رسائل طمأنة للناخبين بأنه ليس كبيرا في السن للمنصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة