"ورثة العظماء".. نسرين أسامة أنور عكاشة فى حوار خاص لـ"اليوم السابع": أبى كان شخصية حساسة وعندما كان يعرض له عمل فنى نراه مثل طالب لديه امتحان مصيرى.. كان قلقا علينا من الدخول إلى الوسط الفنى لهذا السبب

الأربعاء، 06 مارس 2024 08:30 م
"ورثة العظماء".. نسرين أسامة أنور عكاشة فى حوار خاص لـ"اليوم السابع": أبى كان شخصية حساسة وعندما كان يعرض له عمل فنى نراه مثل طالب لديه امتحان مصيرى.. كان قلقا علينا من الدخول إلى الوسط الفنى لهذا السبب نسرين أسامة أنور عكاشة
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوسف إدريس وعبد القادر القط أبرز من شجوا والدي على الكتابة الدرامية.. وطه حسين ونجيب محفوظ والعقاد كانوا الأقرب له

والدي كان دائما يفكر في كيف ننمى فكرة انتماء الوطن والهوية لدى الأجيال المستقبلية خلال كل أعماله

أبى لم يكن يحكم على أعماله بل يرى المتلقى الحكم.. وتوقع للراية البيضاء وليالى الحلمية وزيزينيا صدى واسع قبل عرضهما

والدي لف مصر وكان جليس قهاوى ويسمع من الناس أكثر مما يتكلم ويعشق زيارة شوارع مصر القديمة

أسعى لإعادة تنفيذ أعمال أبي بإمكانيات عصرية حديثة تشد انتباه الفئات الأصغر

المصراوية كان مشروع متكامل من عدة أجزاء كان يريد أن يستكمله ولكن العمر لم يمهله

المتشددون وبعض الأطراف استغلوا تصريحات أبى عن عمرو بن العاص للهجوم عليه رغم توضيحه للتصريحات

أبى لم يكن يؤله أي شخصية إسلامية وكان يرى أن الأمور الدينية لها متخصصيها

كان حريص قبل وفاته أن نكون كأسرة مع بعض ونتكاتف وفكرة البيت كانت مهمة للغاية بالنسبة له
 

أعماله الدرامية خالدة، رغم مرور عشرات السنوات على بثها عبر شاشات التلفاز، يمكن أن نطلق عليه ملك الدراما، أعماله الفنية تميزت بالتركيز على هوية الإنسان المصري، كان يستشرف خطورة ابتعاد الأجيال المستقبلية عن هويتهم، لذلك كانت زينينا وأرابيسك والمصراوية وغيرها من الأعمال التي تزكي هذا المفهوم لدى كل الأجيال بمجرد مشاهدتها، رغم أن تخصصه كان بعيدا عن التأليف إلا أنه منذ صغره وهو يعشق القراءة والكتابة حتى تعمل تحليل الأحداث بطريقة عميقة، إنه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.

ارتبط بالحارة المصرية، كان يحب الجلوس على المقهي والاستماع إلى الناس، كان يعشق التاريخ والتراث، كثير التنقل حتى أن المقربين منه قالوا إنه جاب مصر بأكملها، وهو ما سمح له للتعرف عن قرب على طبيعة المواطن المصري ليعبر عنه في كافة أعماله وكتاباته، أدباء كثيرون أثروا عليه على رأسهم طه حسين ويوسف إدريس وعباس محمود العقاد، كان لديه مشروعات درامية عديدة إلا أن الموت لم يمهله من استكمالها.

أجرينا حوارا مع ابنته نسرين أنور عكاشة، التي كشفت الكثير من تفاصيل حياته، ويكف ساهمت طفولته في تكوينه الفكرى، بجانب كيف كان يتابع أعماله الفنية قبل عرضها؟ وأبرز الأدباء والمفكرين الذين نصحوا أباها في بداية مشواره في التأليف والكتابة، والمعارك التي خاضها خاصة بعد حديثه عن الصحابى عمرو بن العاص، ولماذا لم يكن يرحب بدخول أبنائه الوسط الفني؟ وجهود الأسرة في حفظ تراث الأب وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..

والدك كان يعمل إخصائيا اجتماعيا في إحدى دور رعاية الأحداث ثم مدرسا.. كيف اتجه للكتاب والتأليف؟
 

على مدار سنين عمر والدى وهو يحرص على القراءة والكتابة والتأليف، منذ صغره كان يحرص على كتابة القصص، وكان مدرس اللغة العربية في المدرسة التي يدرس فيها والدى قد شجعه على الكتابة، وكذلك عندما أرسل والدى قصة قصيرة إلى بابا شارو وحينها أشاد بها بابا شارو وعلق عليها وذكر اسمه.

السيناريت الراحل أسامة أنور عكاشة
السيناريت الراحل أسامة أنور عكاشة

من الذي شجع والدك على الكتابة والتأليف؟

كل المدرسين الذين مروا على والدي خلال مراحل دراسته في التعليم كان يشجعوه لأنه كان يطور من نفسه في الكتابة، وكذلك بعض الأدباء شجعوه على التأليف والكتابة.

من هم الأدباء الذين كان يحرص أنور عكاشة على القراءة لهم؟

بالفعل .. بعض الأدباء والمثقفين بدأوا يشجعوه، ومن أشهر الذين شجعوه في الدراما كان يوسف إدريس، وعبد القادر القط في بعض مراحل حياة والدي، وأكثر من مثقف وأديب شجعوا والدى منذ بداية عمله بالتأليف والكتابة.

من كان أقرب الأدباء من قلب أسامة أنور عكاشة؟

والدي كان موسوعة وخلفيته الثقافة كبيرة للغاية، وكان يحب أن يقرأ في مختلف الكتابات وكان ليه أدباء قريبين من روحه من طه حسين وعباس العقاد ونجيب محفوظ  يوسف إدريس، وجميعهم ساهموا في تكوين شخصية أسامة أنور عكاشة الأدبية، وجميعهم لهم بذرة في تكوين أبي وكانوا قدوة له ، ووالدى كان لديه تنويعة في قرأته، حيث كان يقرأ في مختلف المجالات.

الإذاعية نسرين عكاشة
الإذاعية نسرين عكاشة

وكيف شجعه الأدباء على استكمال كتاباته؟
 

نجيب محفوظ جلس معه، وتحدث معه كثيرا وشجعه، وكان فخورا به ودفعه نحو استكمال اعماله ونجيب محفوظ تعامل مع أبي على أنه ابنه وأحد تلاميذه المقربين، وكذلك يوسف إدريس شجع والدي كثيرا منذ بدايته ودفعه لاستكمال مشوار الكتابة والتأليف .

هل كان حلم والدك هو وصول رسالته إلى الأجيال المقبلة؟

انتماء والدى كان دائما للوطن والأجيال المختلفة خاصة الأجيال المقبلة، فكان يريد أن يزيد انتمائها للوطن، وكان دائما يفكر في كيف ننمى فكرة انتماء الوطن والهوية لدى الأجيال المستقبلية، من خلال التأكيد على تفرد الهوية المصرية التي تتسم بعوامل غير موجودة في أي هوية أخرى، وكان يعمل على ترسيخ المجتمع المثالى والصحيح والسوى، وكان يسعى لتوصيل فكرته بكل السبل، فمشروعه الأساسى الهوية والانتماء.

وماذا كان يقول لكم عن الأجيال المقبلة؟

كان دائما يجلس معنا ويكلمنا عن الأجيال المقبلة وأهمية أن ننمى الهوية الوطنية لديها، وأن هذا ما يركز عليه، خاصة أن والدي كان قارئا جيدا للتاريخ ولديه عمق شديد فيه، وكان يربط بين التاريخ والحاضر والمستقبل وكان لديه استشراف لما سيحدث لسنوات مقبلة، وكان يؤكد لنا أنه يعرف أن الأجيال المقبلة ستتعرض لتيارات سلبية ومتغيرات كثيرة فكان يتمنى أن تفهم الأجيال المقبلة كل رسالة يسعى لأن يوصلها لهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ويستوعبونها بطريقة تختلف عن الأجيال السابقة.

 

الكاتب الكبير أنور عكاشة
الكاتب الكبير أنور عكاشة

هل كان والدك يتوتر للغاية قبل عرض مسلسلاته ؟

والدي كان شخصية حساسة وبكتب من روحه وصحته وقلبه، وعندما كان يعرض له عمل فني، كنا نراه مثل الطالب الذي لديه امتحان مصيرى وينتظر نتيجته.

كيف كان يحكم على أعماله ؟

 كان يرى أنه لا يمكن أن يحكم على أعماله مهما كان مؤمن بها، بل يرى دائما أن المتلقى هو الحكم في النهاية، خاصة أن المتلقين ليسوا بنفس العقلية، وكان يكفيه أن الرسالة تصل للمتلقى كي يتأكد أن العمل الفني قد نجح، وكان خلال بداية أي عمل يظل قلق متوتر ويقول "أتمنى أن يستوعب المتلقى الرسالة ويقهم ما أريد أن أقوله"، فكان يعتبر هذا العلم امتحان ، وكان هدفه ليس فقد نجاح العمل بل وصول الرسالة الصحيحة للمشاهد .

هل توقع أسامة أنور عكاشة نجاح عمل فنى له قبل عرضه؟

لم يكن يقول ذلك صراحة، فعندما كنا نسأله على نجاح أي عمل فني قبل عرضه يقول إنه لا يتوقع ويؤكد أن توقعه ليس الحكم وأنه من الممكن أن يتوقع شيء وتكون النتيجة معاكسة تماما لما توقعه سواء نجاح أو عدم نجاح أي عمل فني، ولكن كان يترقب أعمال فنية معينة قبل خروجها للنور مثل الراية البيضاء وزيزينا وليالى الحلمية والأعمال التى أصبحت علامات في تاريخ الدراما، حيث كان يرى أنها سيكون لها صدي واسع عند الناس .

والدك كان يحب كتابة أعمال فنية خاصة بهوية الإنسان المصري ما أبرزها؟

أنا أرى أن كل أعماله كانت تذهب إلى منطقة الهوية، وأحيانا تكون واضحة في أعماله ويركز عليها كثيرا، وأحيانا أخرى تركز على الهوية بطريقة غير مباشرة، ولكن هناك أعمال درامية كانت أساسها هو هوية الإنسان المصري مثل المشربية وأرابيسك وزيزينيا والمصراوية، فهذه الأعمال تحدث فيها بشكل مباشر عن هوية المصريين.

الكاتب أسامة أنور عكاشة
الكاتب أسامة أنور عكاشة

في تصريح سابق لك قلت إن والدك كان حالة فريدة جداً من جميع النواحي لماذا؟

أسامة أنور عكاشة كان شخصية كاريزماتية طاغية للغاية فهو شخصية فريدة ككاتب ومفكر وأديب وإنسان، فإذا جلس أي أحد معه لابد أن تطغى كاريزما أسامة أنور عكاشة عليه، وجميعا كقريبين منه كنا نشعر بذلك، وكان يتحدث في كل شيء ويقرأ في كل شيء.

وما الذي ساعده على تكوين تلك الشخصية الفريدة؟

لأنه تعود على الكتابة من صغره، فكان يحلل كل من يمر عليه، ولا ينتج أدب ودراما فقط بل كان ناقدا ومحللا لكل ما يراه أمامه وأحيانا يواجه السلبيات بسخرية لتوضيحها كي تعدى الأمور بشكل سلس، ودائما ما يبحث عن حلول لكل السلبيات، ودائما ما يفكر في أبعاد كل شيء، فلم يكن إنسانا عاديا يحكى قصة أو حكاية بطريقة مباشرة بل كان يحكى القصة بتمكن وتحليل نفسي واجتماعي وفكرى للبشر، وكان لدراسته لعلم النفس تأثير في ذلك، بجانب قراءاته فيما بعد في الفلسفة والقراءات المختلفة في كافة المجالات.

وهل طبيعة تلك الشخصية المحللة والناقدة انعكست على أعماله وكتاباته؟

نعم.. وهذا يقال من كل من يشاهد أعماله، أنه كل ما يشاهد المسلسل عدة مرات تصل له رسائل جديدة ويستوعب رسائل أكثر من التي استوعبها في المشاهدات السابقة لنفس المسلسل، لأن والدى كان  يقدم في أعماله فكر أعمق مما كان يظهر في أي عمل أدبى أو درامي بشكل عام.

هل كان والدك مهتما بالتحضير لأي عمل درامى مع كل فريق العمل قبل التنفيذ؟

نعم.. لقد كان أسلوبه في العمل الجلوس مع فريق العمل للاطمئنان على العمل ومتابعة طريقة تحويل القصة إلى عمل دراسي، ورسخ هذا الأسلوب في الكتابة الدرامية، ومن غير ما يقصد ابتدع هذا الأسلوب الذي أصبح متبعا فيما بعد، وأصبح هو رائد هذا الأسلوب، وكام يعمل معه مخرجين يتفهمون طريقته في العمل، وكان هناك تواصل فكرى بينهم وهو ما أنتج أعمال فنية ناجحة للغاية.

نسرين أنور عكاشة
نسرين أنور عكاشة

قلت إن الله عز وجل وضع والدى في ظروف ملائمة حتي يستطيع تكوين النجاح.. كيف ذلك؟

تصريحى هذا كان بمناسبة فيلم "الإسكندرانى"، وذلك أن من ساعد والدي على النجاح نشأته وظروفه القدرية ووفاة الوالدة وهو طفل، حيث نشأ في ظروف لم يتقبلها لتعلقه بوالدته كثيرا منذ صغره، وهذا جعله يدخل في عالم القراءة والمعرفة ونمى لديه شئ فطري متعلق بتحليل الناس وتصرفاتهم ويكتسب من الناس خبرات، ومن خلال مخزونه وقراءاته نمى لديه خبرات كثيرة ساعدته على النجاح.

هل بالفعل كان أسامة أنور عكاشة كثير التنقل بين المدن ولا يمكث في مكان وقتا طويلا؟

والدي لف مصر، وكان جليس قهاوى ويجب الجلوس في الجلسات الثقافية ويجلس مع الناس ويسمع منهم أكثر مما يتكلم وكان حريصا على الاحتكاك بالناس عن قرب، وكان يعشق زيارة شوارع مصر القديمة، وذهب لأماكن كثيرة للغاية وكان يسافر ويعود ويسكن في عدة أماكن ويتنقل بين المحافظات، وأغلب فترات حياته كانت في الإسكندرية والقاهرة.

قلت إنك تحلمين بإعادة كتابة أعمال والدي بنظرة عصرية.. كيف؟

لم أقل أنني أريد إعادة كتابة أعمال والدي، لكن أريد إعادة تنفيذ الهدف من الأعمال التي كتبها، بحيث تخرج بإمكانيات عصرية حديثة تشد انتباه الفئات الأصغر كي يشاهدون الرسائل الخاصة بأعماله بإمكانيات إخراجية متطورة في العصر الحالي والتي تطورت مع الزمن وليس الأمر له علاقة بإعادة كتابة مؤلفات والدي، بل أسعى للحافظ على العمل الأساسي ويستحدث ما يستلزم تحديثه في عمل درامى حتى لا يظهر غير المنطقى مع الزمن الحالي، خاصة أن تلك الكتابات منذ عشرات السنوات، وهذا حلم لدى أسرة أسامة أنور عكاشة، واقترحت الفكرة ولكن لم تترجم بالفعل إلى واقع.

من كان أقرب الأعمال التي ألفها والدك إلى قلبه؟

لم يكن يقول لنا ما هي أقرب الأعمال الدراسة إلى قلبه، وإذا سألناه هذا السؤال لا يرد علينا وكذلك لم يكن يرد على الإعلام حال تم سؤاله هذا السؤال، فهو كان كل عمل قدمه كان يأخذ حتة منه ، وهذا ما كان نلاحظه فيه، وكان يتمنى أن يكمل مشروعه لأنه كان ينفذه بشغف كبير للغاية، فهناك مشروعات كان يتمنى استكمالها مثل زيزينيا الذي كان حزينا للغاية لأنه لم يستكمل وكان مشروع مهم للغاية بالنسبة له، وهناك أعمال كثيرة تأثر بها مثل زيزينيا والمصراوية وارابيسك، ومسلسل المصراوية كان مشروع متكامل أيضا من عدة أجزاء كان يريد أن يستكمله مع مشروعات أخرى ولكن العمر لم يمهله وتوفى قبل استكمالهم.

من كان أقرب الممثلين والمخرجين إلى قلبه؟

المجموعة التى كانت تشارك في أغلب اعماله هم أقرب الناس إليه، مثل فخرى الدين صلاح وعاطف الطيب، والأبطال صلاح السعدني ويحيى الفخراني ونبيل الحلفاوى وصفية العمري، فهذه المجموعة التي كانت تشارك في أغلب أعماله، حتى لو شاركوا فيما بعد في أعمال أخرى كانوا يعودون ويشاركون في أعمال من كتاباته، وكان لديه ثقة فيهم.

هل كان ينصح بعض أصدقائه الفنانين في بعض الأعمال الدرامية؟

بالفعل كان هذا يحدث مع أصدقائه في العمل الفني، حيث كان يحدث بينهم لقاءات كفريق عمل، وكل واحد كان يكمل للثاني وكان يعطى نصائح لأصدقائه الفنانين سواء في أعمال من كتاباته أو في أعمال لم يكتبها، فكانوا يكملون بعضهم البعض للخروج بالعمل بالشكل اللائق.

احك لنا عن أزمة أسامة أنور عكاشة خلال انتقاده للصحابي عمرو بن العاص؟

والدى كان مثير للجدل لناس كثيرة ومستفز لكل من يرى أن كلام والدي ليس في مصلحته، وخلال حديثه عن الصحابي عمرو بن العاص، واجه بحملة منظمة وكان هو ضد التيار المتشدد وبعض الأطراف انتهزوا فرصة أن هناك شيء يمكن استخدامه ضد أسامة أنور عكاشة واستغلوا الموقف وهاجموه رغم أن تصريحاته عن عمرو بن العاص حرفت عن سياقها، فهو لم يسئ للصحابي الجليل ولم يقلل منه.

كيف واجه أسامة أنور عكاشة تلك الحملة المنظمة ضده؟

في البداية، لم يكن راضيا الدخول في جدل ولكن المقربين منه نصحوه بالخروج وتوضيح وجهة نظره والدخول في مناظرات فكرية  ، والتيارات المتشددة حاولت استفزازه وسعت للدخول في نواياه، وحينها لم يتنازل والدي عن رأيه وأوضح أرائه وأكد أنه كان تصريح صحفى ولم يتنازل عن أرائه ولكن أوضح أن كلامه اقتطع جزء من سياقه فالمعنى اختلف كليا، خاصة أن والدى فيما يخص الدين والأمور الدينية يرى أن لكل مجال متخصصيه وأن من يتحدث في الدين هم رجال الدين، ووالدى كان يعمل عقله كقارئ وكان يرى أنه له دور ناحية مجتمعه وناسه فكان يحاول توعية المجتمع ، وعندما سئل عن عمرو بن العاص رد وفقا لرأيه، خاصة أن شخصية عمرو بن العاص هناك كتابات جدلية حوله فقد يكون تأثر ببعض تلك الكتابات، وهو لم يقلل من عمرو عبد العاص ولم يقلل من أي شخصية إسلامية ولكن لم يكن يعتبر أي شخصية إله بل لكل شخصيات إيجابيات وكذلك أخطاء وكان أسامة أنور عكاشة يرفض تأليه الشخصيات.

وكيف كانت نظرته للصحابة والشخصيات الإسلامية؟

هو كان يرى أنهم بشر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، ونحن نحترم ونقدس سيرتهم ولكن لا يصبح أن تقديسنا لسيرتهم يعمينا عن بعض الحقائق، فوالدي لم يشكك في أي شخصية إسلامية، وكان يؤكد دائما أنه لا يؤله الأشخاص فهم بشر وله إله ،ولم يكن غرضه من حديثه عن الصحابي عمرو بن العاص إثارة البلبلة.

كيف كان يواجه أسامة أنور العكاشة الشائعات والأكاذيب التي كانت تتردد ضده؟

كان كثيرا يتجنب الرد عليها، لكن مع محاولات الاستفزاز وجره لجدالات فكان أحيانا تستفزه بعض الأكاذيب فيرد، ولكن في الغالب لم يكن يرد على الشائعات التي تخرج عنه بل إن الشائعات مستمرة حتى بعد وفاته، ولم يكن يرد إلى على الأكاذيب التي تمثل خطورة وتجرحه وتمس كرامته، حيث رد على الشائعات والأكاذيب عنه في فيلم أكتوبر وعمرو بن العاص تأثر نفسيا بتلك الأكاذيب لذلك رد عليها.

هل سعى أسامة أنور عكاشة إدخال أبنائه للوسط الفني؟

لا.. كان يقلق علينا ولم يحب أن يدخلنا الوسط الفني، وكان دائما يقول لنا إنه أمر جيد أننا بعيدين عن الوسط الفني، ولكن شقيقى هشام التحق بالوسط الفني، ووالدي حاول أن يثنه وكان يخشى عليه وبالفعل شقيقي تعب كثيرا في هذا الوسط بعد أن التحق به.

لماذا لم يكن أسامة أنور عكاشة يريد أن يلتحق أبنائه بالوسط الفني؟

والدي قام بتربيتنا على مبادئ كان يعرف أننا سنتعب كثيرا إذا التحقنا بهذا المجال، فلم يكن يريد أن يحملنا نتائج عدم حب البعض له وتصفية الحسابات معه، وكان يعرف أن هذا قد يحدث بسهولة وهذا ما حدث مع شقيقي هشام، ولكنه في الحقيقة ترك هشام يعمل ما يحبه، ولم يكن يمنعنا عن شيء نريده ولكن كان يناقشنا ويترك كل شخص يعمل ما يحب ويريد ويحققه هدفه كيفما يريد.

ما هي أبرز نصائح والدك لأسرته؟

والدي لم يكن ينصح بشكل مباشر، ففيما يخصنى أنا كابنته قبل رحيله كان ينصحى بالأشياء التي تقوينى عندما أواجه الحياة العملية وكان دائما ينصحنا بأن نكون أقوياء ونحافظ على المبادئ التي تربينا عليها لأن المبدأ واحد لا يتغير، وكان ينصحنا بشكل غير مباشر من خلال الأعمال التي كان يكتبها ويوصل رسائله من خلالها بشكل غير مباشر.

ما هي وصية أسامة أنور عكاشة لأسرته قبل وفاته؟

كان حريص قبل وفاته أن نكون كأسرة مع بعض ونتكاتف كأسرة واحدة، ففكرة البيت كانت مهمة للغاية بالنسبة له، وكان يريد أن يطمئن علينا كلنا ، كان يريد قبل أن يمشى عن دنيانا أن يطمئن بأننا كأسرة لن نتوه عن بعض مهما كانت الظروف.

في تصريح سابق اقترحت بإنشاء متحف يضم أعماله لماذا؟

بالفعل.. قلت أتمنى ذلك، فهل يكون والدي أسامة أنور عكاشة وأكره أن يكون له متحف يحمل اسمه، فنحن نتمنى تدشين متحف باسمه ولكن لم تكتمل الفكرة حتى الآن ولم يتحدث معنا أحد حول هذا الأمر، ونحن مستعدين للتعاون حال قررت أي جهة عمل متحف باسم والدي يحمل كل أعماله وتراثه.

كيف حافظتم على تراث أسامة أنور عكاشة؟

بعد وفاة والدي كنا متأثرين لفترة وبعد رحيل شقيقى هشام بعده مباشرة أخذنا فترة لنحصل على التوازن ولم يكن لدينا شيء معين نسعى للحفاظ عليه فظللنا نرتب مكتبه ونبحث الموجود فيه، وإذا كان هناك تراث ناقص نبحث عنه، وبعض الأشياء وجدناها بالفعل، وظل مكتبه كما هو نحافظ عليه بنفس الشكل الذي كان موجودا خلال حياته، وبدأنا نتجه إلى دورنا تجاه والدى الذى كان يعيش داخل الناس وكان حلمه أن يصل للأجيال المقبلة وأن تصل رسالته، وعندما تأتى أي فرصة كي نوضح أفكاره نفعل ذلك ونقدم أعماله بالشكل الذي يسهل توصيل فكرته.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة