محمود عبد الشكور

حلمي بكر .. تجليات الموهبة والقيمة

الثلاثاء، 05 مارس 2024 03:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحزنني رحيل الملحن الكبير حلمي بكر، بعد مرض طويل، وظروف صعبة ومؤلمة، وأحزنني أكثر أن وسائل الإعلام ركّزت على حياته الخاصة، وما أثير حول ظروف مرضه ووفاته، دون أن تقدم للمشاهدين والمستمعين حيثيات أهمية هذا الملحن، وأبرزأعماله وأغنياته الجميلة والشهيرة، خاصة أن كثيرين لا يعرفون أصلا أنه ملحنها.

قيل في تبرير هذا التجاهل "الفني" إن حلمي بكر نفسه مسؤول عن ذلك، فقد دخل في معارك كثيرة، وتعددت زيجاته، وكان ضيفا دائما على البرامج، يتكلم بصراحة، ويعلو صوته، ويهاجم مالا يعجبه، بينما اعتزل التلحين تقريبا، قبل سنوات طويلة من وفاته.

في هذا الرأي بعض الصحة وليس كلها، وهناك آراء كثيرة اختلفت فيها مع بكر، وكان من الأفضل، في رأيي، أن يرد على الأغاني الرديئة بإنتاج غنائي متميز، مثلما فعل عبد الوهاب بطرح أغنية "من غير ليه" بصوته، ولكن الجانب الآخر من الصورة يقول إن حلمي بكر الإنسان لا يستطيع أن يكون غير نفسه، ولا يمكنه أن يختار سوى ما يجعله متسقا مع شخصيته.

 علينا أن نتفهم ذلك، مثلما يجب علينا أن نتفهم أن ابتعاده عن التلحين لم يكن اختيارا، فلا أعتقد أنه كان يرفض مثلا أن تتاح له فرصة المشاركة بأغنية أو بأعمال مسرحية، ولكن ظروف وآليات الإنتاج تغيرت جذريا، وطبيعته الشخصية أيضا لم تكن تقبل بأي صيغة، ولكني أعرف أنه كان مبادرا في حالات كثيرة، وأن لحنا شهيرا مثل "الحلم العربي"، لم يكن ممكنا لولا حماسه ومبادرته وموافقته على العمل مع أجيال تالية.

حلمي بكر ليس ملاكا ولا شيطانا، ولكنه إنسان بكل موهبته العظيمة، وبكل أخطائه ومشاكله، كان مخلصا دوما لهذه الذات، وكان صعبا أن يغيرها، اتفق أو اختلف معه كيفما شئت، ولكن قيمته كملحن كبير لا يمكن الجدل بشأنها.

 متابعة ضجيج المشكلات جذاب وجائز من باب مسايرة الترند، قطاعات واسعة أيضا تحب النميمة، وحكايات الكواليس، ولكن تجاهل قيمة الرجل الموسيقية إهانة له وللفن، بل لعل هذا التجاهل يؤكد وجهة نظر بكر نفسه في حواراته الصاخبة، من غياب فكرة "القيمة"، وعن زمن تطرد  فيه العملة الرديئة كل عملة جيدة.

                                       ألحان عجيبة

أحببت أعمال حلمي بكر منذ الصبا، دون أن أعرف أنه ملحنها، بل ودون أن أعرف اسمه أو صورته،  رغم أنني في تلك المرحلة المبكرة كنت أعرف أسماء وصور ملحنين كثيرين، مثل عبد الوهاب والموجي والطويل وبليغ ومنير مراد، بل إنني كنت أعرف مثلا شكل وصورة ملحن مثل خالد الأمير، صاحب أغنية "كدة برضه يا قمر"، إذ كانت منشورة في مجلة "الكواكب"، ولكني لا أتذكر أن  برنامجا  تليفزيونيا قد استضاف بكر، ولا أظن أن حضوره الإعلامي في سنوات السبعينيات، كان بحجم حضوره البرامجي المكتسح في العشرين عاما الأخيرة من حياته.

أول أغنية أعجبتني، وعرفت بعد سنوات أنها من ألحان بكر، وكانت من أبرز أغنيات الصبا، أغنية "حبايب مصر" للمطربة التونسية عُليّا، وكانت أغنية مقررة علينا يوميا تقريبا قبل حرب أكتوبر، حيث تذاع من تسجيل حفلة بعينها، ونسمع تصفيق الجمهور بين كل مقطع.

 بسبب التكرار حفظت الأغنية كاملة، وأحببتها جدا، وفي مرحلة تالية أكثر نضجا، فطنت الى أمر عجيب حقا، إذ بدت كلمات الأغنية مباشرة للغاية، وخطابية وتعليمية تقريبا، تشبه جمل الميثاق التي كانت ترصع الأغلفة الخلفية للكراسات والكشاكيل، يكفي أن تجد أغنية تبدأ بهذه العبارة التقريرية : " مطلوب من كل وطني من كل وطنية .. مطلوب من كل مصري من كل مصرية".

 ما هذا بالضبط ؟ هل هو استدعاء للتعبئة العامة؟ّ!!

ولكن موهبة حلمي بكر صنعت من الكلمات الخطابية شيئا مدهشا وخطيرا، لقد جردها اللحن البديع من خطابيتها تماما، ولو كان بكر ملحنا تقليديا "على قدّه" لصنع منها نشيدا جهير الصوت، عالي النبرة، ولا بأس من استخدام الالات النحاسية، حالة التعبئة للحرب تحتمل مثل هذا الصخب، وسينجح النشيد أيضا، وستعاد إذاعته يوميا.

بكر فعل العكس تماما، وحقّق فكرة مذهلة وهي تحويل البيان التقريري الى أغنية عاطفية، وتحويل مصر الجميلة الحلوة الجريحة الى حبيبة تستحق أن تطلب من عشاقها أن ينفذوا ما تطلبه.

 يتدفق اللحن هادئا سلسا مثل مياه النيل، وتمتليء نبرات صوت عليا بطاقة حب هائلة، ترتعش شفتاها وهي تردد :"ياحبايب مصر .. حبايبنا"، تصبح كلمات البيان المباشرة همسات، الكورال من ناحيته هاديء وبسيط، يكرر عبارات المغنية بكل بساطة.

 فهم بكر مضمون الكلمات، وعبر عنها بعظمة، لدرجة أنني تصورت أنه كان يبكي مثلا وهو يغني :" ادّوها حبكم .. ادّهوا فكركم .. ادّوها عمركم .. ادّوها كل شيء .. ادّوها أغلى شيء".

 كان بكر يغني بصدق لمحبوبته، وكان يقدم أغنية عاطفية وليس أغنية وطنية أو سياسية.

توقفت طويلا عند أغنية "عرباوي" عندما سمعتها لأول مرة في فيلم "الزوج العازب"، هنا يتحرك تفسير بكر لكلمات الأغنية الجميلة التي كتبها حسن أبو عتمان، في طريق معاكس لطريق قراءته لكلمات "حبايب مصر"، فبينما يفترض أننا مام أغنية بسيطة شعبية، جميلة المعاني والصور، فإن بكر وجد فيها ملحمة كاملة، ووجد بطلها العرباوي جديرا بزفة وبكرنفال، تلعب فيه الكمنجات والإيقاعات، وتتعدد فيه الإنتقالات والزخارف.

 هذا ابن البلد الذي يستحق السنيورة، وبكر هو عرّاب الإحتفال، يستعرض عضلاته، لا يبخل عن العرباوي وحبيبته بكل الدندشة والبهجة، ويخلق مودا عاما موازيا، حتى إذا جاء مقطع "والله ياهوى مغرم صبابة"، عاد بكر الى رومانتيكية عذبة رائقة طربية ومؤثرة.

مازلت أعتقد أن هذه الأغنية الشعبية لم تأخذ حظها من التحليل، فيها تكنيك واستعراض موسيقي باذخ، مع الحفاظ على روحها التلقائية، وفيها إبداع متفرد من محمد رشدي في الأداء، أغنية تبدو بسيطة، ولكنها ليست كذلك، أتفهم تماما غضب بكر، صاحب هذه التحفة الفريدة، على ما يسمى "بالأغاني الشعبية المعاصرة"، وعلى أصوات مطربيها المنكرة.

                                       "الميوزيكال" المصري

هل يمكن أن تتجاهل منجز حلمي بكر الهائل في مجال المسرحية الغنائية المصرية، وتحديدا ألحانه في اثنتين من أكثر مسرحياتنا الموسيقية تكاملا ونجاحا وهما :" سيدتي الجميلة" و"موسيكا في الحي الشرقي"؟

 هنا بكر ملحن درامي من طراز رفيع، يعرف كيفية التعبير عن الموقف والحالة والشخصية، يكفي أن تتأمل طريقته في تلحين "الردح" على لسان صدفة (شويكار) في المسرحية الأولى، ورقة ونعومة الجملة الموسيقية التي تعلن عن ظهور نرجس (صفاء أبو السعود) في المسرحية الثانية، والتي لا تزيد عن "لالالالالالا .. دوبي دوبي دوبي لالالا"، والتي صارت عنوانا على العرض كله، فلا يمكن أن تستدعي المسرحية في عقلك، دون أن تسمع جملة حلمي بكر.

وبينما صنع الفيلم  الأمريكي "صوت الموسيقي" أغنية عظيمة لتعليم حروف السلم الموسيقى بطريقة كلاسيكية، فإن حلمي بكر يستخدم حروف السلم الموسيقى بطريقة مختلفة تماما، سريعة، وعصرية، وراقصة، الى درجة أن أطفال المسرحية كانوا يرقصون عليها رقصة "الجيرك" الشهيرة في السبيعينيات.

لا يستسهل بكر أبدا، ويبدو لي أحيانا أنه يضع لنفسه في كل أغنية أو تجربة موسيقية درجة صعوبة ما، ويحاول أن يتجاوزها، أظن أيضا أن العازفين كان يعانون من براعته التقنية العالية، هذا تخمين وليس معلومة، لأنه بينما تبدو الألحان سلسة، إلا أنها ليست كذلك حال كتابتها وعزفها، وكانت ثقافته الموسيقية حاضرة طول الوقت، مما أتاح له أن يحوّل تترات النهاية والبداية، التي لحنها لفوازير نيللي  وسمير غانم، الى فاترينة لكل أنواع الموسيقى تقريبا، ينتقل بينها بسهولة، وبروح مصرية شرقية، فلا تشعر بغرابة، ولا تشعر بأي تكلف.

وبينما مرت  الحان الفوازير مرورالكرام، وكأنها نوع من "الهزار"،  فإنني أراها إحدى التجليات الكبرى على موهبة وأستاذية حلمي بكر.

 كنا نحفظ تترات الفوزاير بسهولة عجيبة، ونرددها كاملة ربما في اليوم الثالث من إذاعتها، دون أن نفطن الى ما فيها من شغل وحرفة باذخة، ودون أن ننتبه مثلا أنه يجمع بين الفالس والواحدة ونص في تتر واحد، ودون أن نتوقف عند "التشخيص الدرامي الموسيقي" للكلمات، بل وعمل مؤثرات خاصة داخل التتر، ولا شك أن هذا الثراء الكبير هو الذي أعطى الموزع الشهير إبراهيم الراديو الفرصة لكي يبدع أيضا في توزيع التترات.

سأعطيك مثلا بسيطا من فوزاير فطوطة الأولى عن الشخصيات المشهورة، حيث ينقلنا حلمي بكر مباشرة الى باريس في عبارة "باريس .. بونجور باريس"، بجملة حالمة ناعمة،  تظنها جزءا من سيمفونية، ثم يأخذنا بعدها فورا الى جملة شعبية في "يا عيني على دنيا الحمام/ صابون وشامبو ومية كمان/ يا قلب غني وقول يا غرام"، وقبل أن تستوعب هذه النقلة الغريبة، يجعل سمير غانم يلقي الجملة التالية بدون موسيقى على الإطلاق، فيقول: " اليوستفندي يا عم بكام؟".

ما هذه الإستعراضات في مساحة ضيقة مثلما يفعل لاعب الباتيناج؟!

هكذا هو بكر، أكاد أجزم أن وراء كل اختيار فكرة ما، وأنه لا يمرر شيئا دون أن يضع عليه بصمته، وأعتقد جازما أن طريقة بكر في تقسيم تتر الفوازير، وتحويله الى ألوان من الموسيقى، بانتقالات محسوبة، دون التخلي عن التعبير الدرامي عن الحالة أو الشخصية، وتحويل التترالى عمل غني متكامل، هذه الطريقة ستكون دستور كل من لحنوا تترات الفوازير بعد ذلك.

                             شخصيته وألحانه

 هل يمكن فصل شخصية بكر المتحدية العنيدة والطموحة والمتحدية عن ألحانه؟ الإجابة: أبدا  .. مستحيل.

 بكر الصاخب الذي لا يعجب الكثيرين في كلامه هو نفسه بكر المتحدي في الحانه، والذي لو كانت شخصية هادئة ودبلوماسية لكانت ألحانه شيئا آخر.

لا يمكن إذن تفتيت الشخصية، وإنما هي كلٌ متكامل، بكل العيوب والصفات الجيدة، هناك صلة لا تنفصم بين الطبيعة الشخصية للملحن، وبين ألحانه.

أظن أن فن حلمي بكر قد استفاد من شخصيته بكل ما فيها، على عكس ما يعتقد الكثيرون، هذا التحدي، وذلك الصخب، هو الذي جعله يصنع لنجاة أغنيات مختلفة تماما عن علاماتها الكبرى مع عبد الوهاب وبليغ ومحمد الموجي.

 خذ مثلا أغنية "فاكرة" أو الدرة الصغيرة "مهما الأيام تعمل فينا"، وانظر الى استعراض بكر لقدراته، واستخدامه المختلف والهاديء للكورال في الأغنيتين، دون أن يتجاهل بصمة نجاة الخاصة.

 الاستعراض ستجده في اللزمات الموسيقية، وفي البدء من جملة لحنية بسيطة جدا جدا، ثم الدخول الى طريقة بكر المميزة في تعقيدها، أو بمعنى أدق "تعميقها" واللعب بها، وبصمة نجاة تجدها في أداء ناعم فريد، يصل في الأغنية الأولى الى تلحين مقطع كامل في الأغنية الأولى مثل الموال، ويصل ذروة رقته ونعومته الجديرة بصوت نجاة في الأغنية الثانية، وذلك في مقطع "ياااه ع اللى باتمناه".

لو كان حلمي بكر شخصية تقليدية لما أضاف شيئا الى وردة بعد بليغ حمدي العظيم، ولكنك ستجد وردة ببصمة بكر الصاخبة والمتحدية في أغنيات كثيرة، مثل "ما عندكش فكرة"، وفيها مقطع عجيب  فريد لحنه بكر بصورة أقرب الى حالة الوجد التي تنتاب الذاكرين في الحضرة، وهو المقطع المتكرر :" إنت الضلّ في صيف أيامي .. وانت النجم في ليل أوهامي .. وانت اللحن اللي أنغامي .. إنت إنت ".

وهناك أغنية فريدة أخرى لوردة لحنها بكر هي مزيج من الرومانسية والروح الشعبية هي : " على عيني با حبة عيني"،وأظنه كان يحاول أن يثبت فيها من جديد أن الأغنية الشعبية تستوعب كل الألعاب الموسيقية كما فعل في "عرباوي"، ولديه مع وردة أغنية بديعة من كلمات مرسى جميل عزيز بعنوان" ياخبر" ، فيها أحد أجمل المقاطع الرومانسية الهادئة لبكر، وذلك في مقطع : العمر بدا .. ياحبيب العمر .. العمر بدا"، ولديهما أغنية تفيض بهجة وفرحا ومرحا بعنوان :" يا حلاوة ياولاد .. احنا على معاد"، المقدمة الموسيقية وحدها لهذه الأغنية المظلومة يمكن أن نطلق عليها :" نشيد الفرح المصري".

طبعا أحببت "ع اللي جرى"، التي صارت أكثر شهرة عند استعادتها، ورغم أنها عمل بديع كلاما ولحنا بأداء عُليّا التونسية، ورغم أن بكر قد أشبع اللحن تطريبا وتعبيرا، بل ومحا تماما المسافة بين التعبير والتعبير في مقطع " ياليلي آه .. يا حب آه .. يا جرح آه"، فإن اعتبار الأغنية هي أبرز أعمال بكر فيه ظلم شديد، وفيه أيضا استسهال وتبسيط لا يستحقهما الفنان الكبير.

هذا مرة أخرى ملحن كبير، لو اخترت له وصفا واحدا بسيطا وشعبيا، فهو "الملحن العفي"، و"العفي" لفظ عامي مصري بليغ أحبه، قادم مباشرة من كلمة "العافية"، والتي تعني "الصحة المكتملة"، ولكن :"العفي" في العامية المصرية لا يتضمن فقط التمتع بالصحة، ولكن أيضا القدرة على ممارسة تجلياتها، وربما الاستعراض بها أحيانا.

تمتع بكر يحيوية وصحة جيدة، باستثناء سنواته الأخيرة، وكان أقرب الى الإمتلاء، حتى صوته كان أجش وعفيا، ولكن ما أقصده أنه كان أيضا ملحنا عفيّا، باذخ الإمكانيات والقدرات، موهبة ودراسة وثقافة، وكان قادرا على استعراض هذه العافية بكل تمكن وسلاسة في ألحانه، مع تطويعها ضمن السياق الذي يلحن فيه، سواء كان ذلك في الغناء الفردي لمطربين مشهورين، أو في الفوازير، أو في ألحانه في السينما، أو في التليفزيون.

أتذكر لقاء لحلمي بكر في برنامج "سهرة شريعي": كان عمار الشريعي يتأمل مندهشا لزمات بكر المعقدة، ويقول له : "طبعا لو انت عملتها بسيطة ما تبقاش حلمي بكر"، وكان بكر يضحك ولا يعلّق.

تلك العافية هي فرط وفائض موهبة ودراسة معا، مضافا إليها شخصية قوية ومتفردة، بكل جوانبها الأيجابية والسلبية ، وكل من شاهد بكر وهو يتكلم، سواء التفق مع أو اختلف، يستحيل أن يتجاهله أو ينساه، وبالمناسبة فإنني لم ألتق حلمي بكر أبدا، ولكني أراه صاحب شخصية متفردة سواء في الحياة، أو في ألحانه وأغنياته.

..................................................

هذا المقال بعض حقك يا أستاذ.

 حق موهبتك وبصمتك.

 أقول ذلك متمنيا أن يعاد اكتشاف أعمالك، وأن تخضع للتحليل الأكاديمي في رسائل علمية، وأن توضع في مكانة يستحقها بكر، وتستحقها تلك الأعمال.

هذا هو الفنان حلمي بكر، أما بكر الإنسان، فهو مثلنا جميعا، يخطيء ويصيب، قوي وضعيف، يستحق، ونستحق جميعا، العفو والمغفرة.

 نسأل الله جميعا أن يتجاوز عن نواقصنا وعيوبنا وأخطائنا، وما أكثرها.

لعله أخيرا مقال في مدح القيمة والموهبة والتفرد، نفخة وبصمة المبدع الأعظم، في خليفته التي صُنعت من طين، والتي لم تتوقف أبدا عن التطلع الى نوره البهي.

نحن، من قبل ومن بعد، نمجّد خالق القيمة وحافظها، إذ نمجد القيمة وتجلياتها في الإنسان ..  وفي حلمي بكر.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة