داخل فناء مبنى بسيط بمنطقة الكيلو 17 غرب مدينة العريش بشمال سيناء، يجلس أطفال وشباب فى عمر الزهور على الرمال يمسكون بأيديهم كتاب الله، ويتلو كل زوج منهم ما حفظه من القرآن الكريم على سمع بعضهم البعض، وفى غرف تطل على الفناء، ينقسم الباقون منهم إلى مجموعات، فمنهم من يتعلم مبادئ القراءة والكتابة فى جلسة دائرية أمام سبورة حائط، ومنهم من يتدارس ما حفظه من أجزاء القرآن الكريم فى غرفة أخرى.
هذا المشهد يتكرر كل يوم فى فصل تنويرى تعليمى تطوعى يستقبل أطفال وشباب وفتيات من مناطق وتجمعات الكيلو 17 غرب مدينة العريش، ويقوم بالتدريس لهم معلم متطوع، مهمته تأسيس الصغار منهم حتى يتعلموا القراءة والكتابة، ثم يستكمل معهم تحفيظ القرآن الكريم على مراحل.
من جانبه، قال المعلم "محمد سالم أبو عبدون"، الذى يتحمل هذه المسؤولية، إنه بدأ حياته من الكتاب فى العريش، وبجانب دراسته، تعلم مهنة التأسيس والتحفيظ للقرآن الكريم، مضيفا أن أهل القرية لديهم اهتماما كبيرا بتعليم أبنائهم، وكانت البداية معهم قبل سنوات فى بيت أحد الأهالى.
وأكد أنه مع نجاح التجربة وتأثيرها على الأطفال، قام شباب متطوعون من أهالى العريش بدعوة فاعلى الخير لبناء مقر يتم فيه استقبال الطلاب لتلقى العلم النافع، وبالفعل تم توفير المواد اللازمة للإنشاء، بينما ساهم الأهالى فى توفير الأرض والمشاركة فى البناء، وأصبح المقر يستقبل للعام الثانى على التوالى طلاب العلم من كل المناطق السكنية المحيطة به.
وأشار إلى أن الصغار لديهم شغف شديد بالتعلم، فهم بعد انتهاء يومهم الدراسى يحضرون سيرًا على الأقدام من بيوتهم وصولا لهذا المكان، بينهم من يقطع مسافة تصل إلى نحو 4 كيلومترات.
وأوضح "أبو عبدون" أن رحلة التعليم تبدأ من سن الرابعة بتأسيس الطفل حتى يجيد القراءة والكتابة تمامًا، ثم ينتقل لمرحلة حفظ القرآن الكريم على مراحل بداية من الجزء الأول وصولًا إلى الجزء الثلاثين، ويقول إنه يتم تعليمهم القراءة الصحيحة، ومن بينهم كثيرون يجيدون القراءة والتلاوة بأصوات عذبة وجميلة.
فيما قال توفيق أحمد حامد حماد، طالب بالصف الثانى الإعدادى، إن التعلم فى المقر التنويرى أفاده كثيرًا فى إجادته اللغة العربية قراءة وكتابة وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، ويتمنى أن يحفظ كتاب الله كاملًا، لافتًا إلى أنه يقتدى بالشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأمنيته أن يصل إلى ما وصل إليه.
وقالت ندا محمد وحواء آدم، طالبات بالمرحلة الإعدادية، أنهما يفخران بأن هذا المكان أضاف لهما بصمة، وبجهد معلمهما تمكنتا من حفظ أجزاء من القرآن الكريم.
وأشار "إسلام عروج"، أحد الشباب القائمين على المكان، أنهم سعداء بنجاح تجربة إنارة العقول واستفادة أطفال صغار فى قرى مناطق غرب العريش منها فى زيادة حصيلتهم من العلم الذى يبدأ بالتأسيس، لافتا أن هذا انعكس بتفوّقهم الدراسى، كما خفف عن أسرهم والأهم أنه عالج مشكلة التسرب من التعليم، وشغل فراغ الصغار والفتيان حيث التعليم فيه يتواصل على مدار العام.
وأعرب "عروج" عن شكره لكل الداعمين لفكرة المشروع التنويرى التعليمى الهادف الذى أصبح نموذجا فى منطقة الكيلو 17 غرب العريش لتضافر جهود الأهالى والمتطوعين ورجال الأعمال، ودعم ورعاية كل المهتمين بشأن التعليم بسيناء.
اسلام-عروج-احد-المتطوعين-
الاشبال-في-مهمة-التعلم
الاطفال-داخل-مقرهم-مع-محرر-اليوم-السابع-
الفصل-التنويري-يستقبل-الصغار
المعلم-مع-تلاميذه
برآة-الصغار
بعد-انتهاء--حصصهم
داخل-فناء-الفصل
علر-الرمل-يتدارسون
كل-الاعمار
من-داخل-المكان
من-يوميات-الدراسه
يراجعون-مع-بعضهم-مايحفظون
يسمع،ن-لبعضهم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة