خلال الحلقة السادسة من مسلسل جودر ألف ليلة وليلة، للنجم ياسر جلال، والذي يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2024، ظهرت حورية البحر أو عروسة البحر "هنادي مهنى" أمام جودر أثناء وجوده في الجزيرة المجهورة التي وصل إليها بعدما هرب من فخ شواهي "نور".
ولعل حورية البحر واحدة من أكثر المخلوقات البحرية المثيرة للاهتمام، ويختلف الكثير حول وجودها أم أنها مجرد أسطورة، لكن لعل الثابت هو وجود مخلوق يحمل هذا الاسم لكن نسجت حوله الكثير من الأًساطير الغريبة.
ووفقا لكتاب "الثدييات البحرية" لـ أحمد حماد الحسيني، فأن حوريات البحر من أكثر أسماء فصائل الحيوان تمتعا بالشهرة فذهب اسمها بين الأساطير كأحلى ما تكون الأسماء، كما احتلَّ بين قصص الأُدَباء والشُّعراء مكانة عليا، نسجوا من حوله خُيوطًا من الخَيال.
عرائس البحر Sirenia كلِمة لفصيلةٍ من الحيوانات اللَّبونة أطلَقَها إليجر (نقلًا عن فلور) بعد أن سمِع في المُحيط الهندي عن مخلوقات نصف بين الإنسان والحيوان. والواقِع أن نظرةً فاحِصة واحدة في وجوه هذه العرائس تهدِم هذا الوَصْف من أساسه، فوَجْه عروس البحر لا جمال فيه ولا اتِّساق.
ويوضح الكتاب سالف الذكر، أن عرَف الهنود هذه المَخلوقات ولا نظن أن خِلقَتها قد غابَت عنهم. والواقع أن في الأساطير الهندية، كما جاء في حديث السندباد القديم: «مخلوقات وَسط بين الإنس والحيوانات المائية تعرف باسم «ناجا» أرفع مَرتبة من البشرية، أما الرحالون العرب، فقد نقلوا عن الأسطورة الهندية فتحدثوا، لا عن عرائس البحر، بل عن «بنات الماء» و«إنسان الماء»، ثم أضفوا عليهما من خيالِهم عجَبًا فقالوا إنها نتاج بين السمكة والإنسان، غلب الظن أن اليونانيين إنما أطلَقوا لفظ «سيرينيا» ومعناه عرائس البحر إما على مخلوقاتِ حقيقية شاهدوها بأنفسهم، ثُمَّ أضفَوا عليها — من خيالهم الرائع في أساطيرهم الخالدة — تلك الصورة المُشوِّقة الجميلة.
ويوضح الكتاب أن عرائس البحر ثدييات مائية تكيفت أجسامُها، ولعروس البحر عينان صغيرتان يُحيط بكل منهما جفن علوي وآخر سُفلي وثالث يسمى الغشاء الرامش إلى الداخل من هذين، وتقطُن عرائس البحر الأنهار العظيمة والبحار، فلا تترك الماء أبدًا، ولكنها في البِحار تفضل الخلجان والبحيرات المتصلة بها فلا تتغلغل إلى عروضها، كما أنها تفضل المناطق الصخرية حيث تأوى إلى الكُهوف تَستكنُّ فيها، بينما هي في الأنهار تتجول حتى تصِل إلى منابعها، ولكن من الثابت أنها لا تخرُج من الماء إلى اليابسة كسباع البحر، وعرائس البحر حيوانات اجتماعية تعيش في جماعات، تكرَه الوحدة، وهي وديعة أبعد ما تكون عن الشراسة، لا تؤذي إنسانًا أو حيوانًا فهي لا تأكل سوى الأعشاب البحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة