عميد سابق بالأزهر: يمكن للفرد ممارسة دينه والمحافظة على ماله وعرضه بالوطن الآمن

الأحد، 31 مارس 2024 09:10 م
عميد سابق بالأزهر: يمكن للفرد ممارسة دينه والمحافظة على ماله وعرضه بالوطن الآمن الدكتور محمد سالم أبو عاصي
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ألقى الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر،الضوء على مفهوم المقاصد في الدين، مؤكدا أن الدين يتمثل في علاقتين أساسيتين: علاقة الإنسان بالله وعلاقته بالناس.

وأوضح أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"،أنه لا يمكن فصل هاتين العلاقتين، حيث يجب أن تكون علاقتك بالله مرتبطة بتصرفاتك تجاه الآخرين.

وأشار أبو عاصي إلى أن كل آية في القرآن الكريم تحمل مقصدًا، سواء كان مقصدًا كليًا أو جزئيًا، فالصلاة تهدف إلى منع الفحشاء والمنكر، والزكاة تطهر النفوس وتزكيها، والصيام يعزز التقوى.

وبالنسبة للمقاصد الخاصة، أوضح أبو عاصي أنها ترتبط بالمعاملات اليومية، فتشريع نظام الأسرة يهدف إلى الحفاظ على هذه المؤسسة المقدسة، وتحريم الخمر يحمي الفرد والمجتمع.

وأكد أبو عاصي أن مقاصد الشريعة عبارة عن مقاصد القرآن نفسه، كما أن علماء الشريعة استمدوا هذه المقاصد من نصوص القرآن الكريم، فمثلاً، القرآن يحث على محافظة الدين وعدم التفريط فيه، ويحظر استهزاء الدين، كما يحرم القتل ويشرع القصاص من أجل المحافظة على النفس.

وأوضح أن القرآن يشير إلى قيمة العقل، ولكن القدماء كانوا يرتبطون محافظة العقل بتحريم الخمر والمخدرات فقط، ومع ذلك، يجب أن يكون الاهتمام بالعقل شاملاً، بما في ذلك تنميته بالعلم والفكر والتحصين من كل ما يضره.

وتابع بأنه من أجل المحافظة على عقول الناس في المجتمع، يجب نشر ثقافة صحيحة والعمل على محو العادات السيئة والأفكار الضارة، ولا يكفي أن نحظر ما يضر العقل فقط، بل يجب أن ننميه بكل ما ينفعه.

وأشار أبو عاصي إلى أهمية الحفاظ على المال والعرض، مؤكدًا أن المحافظة على المال تتضمن النفقة الحسنة والاستثمار الحلال، كما أكد على أهمية العناية بالنسل والتأكيد على حرمة القذف على الأفراد.

وفيما يتعلق بمفهوم الوطن، أوضح أبو عاصي أنه يمكن اعتبار الوطن وعاءً لتحقيق مقاصد الشريعة، وإذا كان الوطن آمنًا ومستقرًا، يمكن للفرد أن يمارس دينه ويحافظ على ماله وعرضه، وبالتالي، يعتبر الوطن جزءًا من هذه المقاصد الخمسة أو الستة التي تحققها الشريعة.

وأشار أبو عاصي إلى وجود ثلاث مدارس في المقاصد، قديمة وحديثة. المدرسة الأولى تعتمد على النصوص الجزئية، حيث يتم التركيز على تفسير جزء محدد من النص دون النظر إلى المقاصد الكلية،وهذا النهج يمثله التيار السلفي، الذي يركز على النصوص الحرفية.

من ناحية أخرى، أوضح أن المدرسة الثانية تركز على المقاصد الكلية دون الالتفات إلى النصوص الجزئية، ويُعتقد أن بعض الحداثيين يتبنون هذا النهج، حيث يركزون على تحقيق القيم العليا في المجتمع دون الالتفات إلى النصوص الشرعية.

وتابع: "أما المدرسة الثالثة، فهي تحاول التوفيق بين النصوص والمقاصد،ويُعتبر هذا النهج أكثر توازنًا، حيث يُحاول المفسرون تحقيق الغايات الكلية للشريعة مع الالتزام بالنصوص الجزئية، ومع ذلك، يُعتبر هذا النهج تحديًا، حيث يتطلب توفيقًا دقيقًا بين النصوص والمقاصد".

وتحدث عن موضوع تفسير النصوص الدينية، وكشف عن أهمية البحث عن المقصد والتوفيق بين النصوص الجزئية والمقاصد العامة، مؤكدا أن هذا الأسلوب يساهم في تحقيق مصلحة الإنسان من خلال فهم أعمق للنصوص.

وأضاف : "الصعوبة تكمن في أن الفقيه يجب أن يكون على درجة من الذكاء والاطلاع والغوص في أسرار النصوص،ويجب أن يستخرج المقصد الذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام يستخدم هذا اللفظ، ويجب أن يحقق توازنًا بين النصوص الظاهرية والمقاصد الكامنة فيها."










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة