ذكرى ميلاد أحمد عرابى.. حكاية خطبة سعيد باشا ومبدأ "مصر للمصريين"

الأحد، 31 مارس 2024 11:00 ص
ذكرى ميلاد أحمد عرابى.. حكاية خطبة سعيد باشا ومبدأ "مصر للمصريين" الثورة العرابية
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم ذكرى ميلاد أحمد عرابى، قائد الثورة العرابية الذى عاش مقطعا من حياته منفيا فى جزيرة سرنديب بعد نهاية الثورة العرابية واحتلال الإنجليز مصر عام 1882، وكانت الروح الثورية حاضرة لديه منذ بداياته، وهنا نتعرف على ما جرى فى تلك المرحلة في عهد الخديوى سعيد ثم إسماعيل.

يقول عبد الرحمن الرافعي فى كتاب الزعيم الثائر أحمد عرابي يبدو من التأمل في حياة عرابي، إن دعوته الوطنية قد بدأت تخالجه فى عهد سعيد باشا، فقد سمعه يُلقي خطبة في «قصر النيل» مقر وزارة الحربية وقتئذٍ، قال فيها مخاطبًا الحاضرين من العلماء والرؤساء الروحانيين، وأفراد الأسرة الحاكمة وكبار رجال الحكومة الملكيين والعسكريين:

أيها الإخوان… إني نظرت فى أحوال هذا الشعب المصري من حيث التاريخ، فوجدته مظلومًا مستعبَدًا لغيره من أمم الأرض، فقد توالت عليه دول ظالمة له كثيرًا…

وحيث إني أعتبر نفسي مصريًّا، فوجب علي أن أربي أبناء هذا الشعب، وأهذبه تهذيبًا حتى أجعله صالحًا لأن يخدم بلاده خدمة صحيحة نافعة، ويستغني بنفسه عن الأجانب، وقد وطدت نفسي على إبراز هذا الرأى من الفكر إلى العمل.

يقول عرابي تعليقًا على هذه الخطبة: إنه لما انتهى سعيد باشا من إلقائها خرج المدعوون من الأمراء والعظماء غاضبين حنقين مدهوشين مما سمعوا، وأما المصريون فخرجوا ووجوههم تتهلَّل فرحًا واستبشارًا، ويقول إنه اعتبر هذه الخطبة أول حجر فى أساس مبدأ "مصر للمصريين".

ولا شكَّ أن خطبة سعيد باشا لم تصادف في نفس عرابي موضع الإقناع والغبطة إلَّا لأن روحه كانت وطنية، فهي تقبل ما يوافق ميولها واتجاهاتها.

على أن دعوته الوطنية لم تنضج إلَّا في عهد الخديو إسماعيل، ذلك أنه حين خلَف سعيد باشا في ولاية الحكم، فقد عرابي عطف ولي الأمر الجديد، إذ لم يكن إسماعيل يأخذ بسُنة سلفه في العطف على الضباط الوطنيين، فعادت الحظوة فى الجيش إلى الضباط الشراكسة، فكان ذلك من أسباب تذمر عرابي، واتجاه أفكاره إلى المطالبة بحقوق الضباط الوطنيين.

ووقع له حادث في أوائل عهد إسماعيل كان له أثر كبير في اتجاه أفكاره وتكوين دعوته الوطنية، فقد وقعت خصومة بينه وبين اللواء خسرو باشا الشركسي أدَّت إلى تقديمه إلى مجلس عسكري، والحكم عليه بالسجن واحدًا وعشرين يومًا، فاستأنف عرابي هذا الحكم أمام المجلس العسكري الأعلى، فقضى بإلغاء الحكم الابتدائي.
وحدث خلاف بسبب هذا الحكم بين وزير الحربية وقتئذٍ إسماعيل سليم باشا ورئيس المجلس الأعلى؛ لأن الوزير كان يرغب في تأييد الحكم الابتدائي، فسعى لدى الخديو إسماعيل في فصل عرابي من الجيش، فتمَّ له ما أراد، فأورثته هذه الحادثة بغضًا شديدًا للشراكسة.
 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة