أبوعاصى: القرآن معجزة تتفق مع الحياة وتهدف لتطهير النفوس وتحقيق الخير للبشرية

الأحد، 31 مارس 2024 09:03 م
أبوعاصى: القرآن معجزة تتفق مع الحياة وتهدف لتطهير النفوس وتحقيق الخير للبشرية الدكتور محمد سالم أبو عاصي
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحدث الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، عن تفسير القرآن الكريم وتصورات الناس المختلفة له، مشيرا إلى أن بعض الناس يتعاملون مع القرآن بشكل محدد، حيث يميلون إلى قراءة سور معينة أو استخلاص معان محددة، وفي المقابل، هناك من يتوقف عند أحداث ومواقف معينة.

وأوضح أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنه رغم أن هذا النهج قد يكون مقبولًا للعامة، إلا أن بعض المفسرين والوعاظ يتعاملون مع القرآن بشكل شامل، مدركين أن هذا النص المعجز يحمل مقاصد كلية تتفق مع الحياة.


وأضاف أن القرآن الكريم يحمل مقاصد متعددة، منها مقاصد النزول ومقاصد المعاني، وهناك مقاصد كلية تشمل الهداية والتوجيه، ومقاصد جزئية وخاصة، فالهدف العام من نزول القرآن هو هداية الخلق من الظلمات إلى النور.


وأكد أبو عاصي أن القرآن ليس مجرد كتاب، بل هو معجزة تحمل مقاصد عميقة تتفق مع الحياة وتهدف إلى تطهير النفوس وتحقيق الخير للبشرية.


وأدلى أبو عاصي، بتصريحات هامة حول مفهوم المقاصد في القرآن الكريم، حيث ألقى الضوء على أهمية فهم الهدف وراء النصوص، وكيف يمكن للتفسير المصلحي أن يحقق مصلحة الإنسان في العصر الحديث، موضحا أن المقاصد هي الغايات والأهداف التي تنبع من وراء النصوص القرآنية، كما يمكن أن نعتبرها "مصلحة الإنسان"، حيث تهدف إلى تحقيق الخير والرفاهية للبشرية، مؤكدا أننا بحاجة ماسة إلى تفسير مصلحي يتناسب مع زماننا ومكاننا.


واستكمل: "القرآن الكريم يحمل في طياته معانٍ تناسب كل زمان ومكان، ولذلك، يجب أن يكون التفسير مرنًا ومتجددًا، يستجيب لاحتياجات الإنسان في كل عصر، إذا كان هناك ثلاثة أو أربعة آراء مختلفة حول معنى آية معينة، يجب أن يختار المفسر الرأي الذي يحقق مصلحة الإنسان في الوقت الحاضر".


وأشار إلى أنه في الفتوى، يجب أن يُفتى الإنسان بما يحقق مصلحته، حتى لو كان الرأي الذي يُفتى به ضعيفًا من الناحية العلمية،فالمصلحة هي المعيار العام، وإذا كان الإنسان مضطرًا إلى اتخاذ قرار معين لتحقيق مصلحته، فإن ذلك يعتبر مشروعًا.


وقال أبوعاصي إن القرآن يؤكد على تصحيح التصورات المعينة في العقيدة، وبغض النظر عن الديانة، يهدف القرآن إلى تصحيح الفهم الصحيح لوجود الله والنبوات واليوم الآخر.

وأوضح أن الإنسان يعاني أحيانًا من الانحراف عن الفطرة التي خلقه الله عليها، ويأتي القرآن ليهذب الأخلاق ويوجه السلوك نحو الخير والفضيلة، كما يُظهر القرآن أن الإنسان لديه علاقتان أساسيتان: علاقته بربه وعلاقته بباقي البشر، فالعلاقة الجيدة بالله تنعكس على العلاقة بالناس، والعكس صحيح أيضًا.


وأشار إلى أن العلاقة الظاهرية للإنسان بالله قد تكون مختلفة عن العلاقة الجوهرية، فقد يجد الإنسان الذي يعتاد المساجد ويحافظ على الصلوات أمام الناس، ولكن قد يكون قاسي القلب وفظ غليظًا في تعامله مع الآخرين.


وشدد أبو عاصي على أهمية القلب السليم في العلاقة مع الله، قائلا: "القرآن يقول إلا من أتى الله بقلب سليم"،فإن القلب الذي يحمل رحمة وشفقة يعكس الأسماء الحسنى لله، وهذا ينعكس على سلوك الإنسان.


وذكر أيضا أن المعاملة في الآخرة تعتمد على القصود والنيات،فإذا كان الإنسان يغفر للآخرين، يجب أن يكون له نصيب من أسماء الله الحسنى.
 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة