قال الدكتور محمد سالم أبوعاصى، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، أن القرآنيين يفرقون بين السنة والسنة المحكية، ولديهم شبهة قوية فى نظرهم أن هناك فرقا بين السنة الواقعية وبين السنة المحكية، يقولون من أين نعلم أن ما تحكيه قاله النبي؟ ويستندون إلى أن الرواية بالمعنى هى الشائعة فى السنة، فكل لا يروى باللفظ إنما يروى بالمعنى حسب الفهم الذى فهمه، والفهوم مختلفة ومن ثم المعانى مختلفة، فكيف تنسب للنبى هذا.
وأضاف خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناتى "الحياة" و"إكسترا نيوز":"يقولون أن هناك أحاديث متعارضة هل يعقل منطقيا أن النبى عليه الصلاة والسلام يقول كلام متعارض؟ "وما ينطق عن الهوى" لكن هناك أحاديث متعارضة فى الظاهر، وهذا التعارض نشأ من الحكاية.
وأردف: "لو سلمنا برأى القرآنيين أن هناك سنة واقعية، فكيف نعرفها؟ لا سبيل لنا إلا عن طريق الرواة الذين يروون بالمعنى، فى القرآن من أين يتأتى من الدلالة الظاهرة أن صلاة الظهر 4 ركعات وأن العصر 4 ركعات، والمغرب 3 ركعات، والفجر ركعتين، ليس فى القرآن". وأشار إلى أن القرآنيين ممكن يتأولوا الآيات ويصلوا لأن عدد الصلوات خمس، أما عدد ركعات كل صلاة ليس فى القرآن.
وقال أبوعاصى، أن خطورة فكر القرآنيين أنه بعد ذلك سيؤدى إلى فقد الثقة بالقرآن، لأننا سنكون أمام كتاب فيه أمور كثيرة غير بينة، مثلا مناسك الحج النبى عليه الصلاة والسلام يبين للناس ويقول خذوا عنى مناسككم، ويسأل افعل ولا حرج، والقرآن ليس فيه مقادير زكاة.
وأضاف أن السنة النبوية تبين القرآن وتوضحه للناس، ومثال أن أكبر زكاة تخدم الفقراء زكاة عروض التجارة، الألبانى مثلا يقول لا زكاة فى عروض التجارة تقليدا لابن حزم، لأن الحديث لم يثبت، بينما القرآن يقول "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"، علماء الأصول وعلماء اللغة يقولون الجمع المضاف يعم خذ من أموالهم، أى أن كلمة أموالهم تشمل كل ما هو مال، فعروض التجارة أموال.
وأردف: "كيف تقول لا زكاة فى عروض التجارة لأن الحديث ضعيف يبقى بصرك كليل بالقرآن، لم تنظر إلى الآية القرآنية فى عمومها، والتى تشير لأخذ الزكاة من كل شيء، وأبو حنيفة يقول الزكاة فى كل ما أخرجت الأرض".
وختم: "النظر إذا اختل ونظر للسنة فقط بعيدا عن القرآن يحدث هذا الاضطراب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة