يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى لليوم الـ 175 على التوالي ارتكاب مجازر وإبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين فى غزة، وذلك بشن سلسلة غارات جوية وقصف مدفعى، وأحزمة نارية على كافة مناطق غزة، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء ومئات المصابين.
ووصل 8 شهداء فلسطينيين، وأشلاء لمدنيين لم يتم التعرف عليهم، إضافةً إلى عدد من الإصابات، إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد قصف الاحتلال الاسرائيلي منزلاً لعائلة موسى في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بحسب ما أكدته مصادر صحفية فلسطينية.
وكشف الدفاع المدني الفلسطيني في شمال قطاع غزة عن تسجيل مئات الشهداء في محيط مجمع الشفاء الطبي، وارتقى عدد من الشهداء الفلسطينيين ووقع إصابات في صفوف الأطفال، جراء غارة للاحتلال الاسرائيلي على حي الزيتون شرقي غزة.
وتعرضت مناطق شمالي غزة لسلسلة انفجارات ضخمة جراء القصف المدفعي والطيران الحربي الإسرائيلي، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على حي الرمال غربي غزة.
وفي مدينة خان يونس، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي محيط بلدة القرارة شمالي المدينة، بالتزامن مع استهداف غارات إسرائيلية مناطق متفرقة هناك.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية باستشهاد 12 شخصا وإصابة آخرين في قصف طيران الاحتلال الاسرائيلي منزلا لعائلة معمر جنوب خان يونس، جنوب القطاع.
في رفح، تمكنت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من انتشال عدد من الشهداء الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونقل عدد من المصابين، وإنقاذ امرأة على قيد الحياة، من منزل عائلة معمر في حي النصر شمالي شرقي رفح، نتيجة استهداف طائرات الاحتلال الاسرائيلي للمنزل الليلة.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الجمعة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 71 شهيدًا و112 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت الصحة الفلسطينية، في تقريرها الإحصائي اليومي، إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأعلنت الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 32623 شهيدًا و75092 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
في سياق آخر، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مساعي جيش الاحتلال لإنشاء منطقة عازلة قرب السياج الحدودي لقطاع غزة من بيت حانون شمالا إلى كرم أبو سالم جنوبا، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي يواصل إنشاء المنطقة العازلة التي يصل عرضها إلى كيلو متر داخل القطاع، موضحة أنها ستشكل لدى الانتهاء من إنشائها 16% من مجمل مساحة القطاع.
وحول المهام التي ينفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي فيما يتعلق بهذه المنطقة أشارت الصحيفة إلى أنه يعمل على إكمال إنشاء ممر عرضي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، موضحة أن إنشاء المنطقة العازلة والممر يشير إلى احتمال استعداد الجيش للبقاء في غزة فترة طويلة.
وفي منتصف مارس الجاري سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على عزم إسرائيل إنشاء منطقة عازلة بعرض 800 متر على طول الحدود مع غزة، وعكفت على تدمير الأراضي الزراعية وهدم مئات المنازل والمدارس من أجل تنفيذ هذا الغرض.
أوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال الاسرائيلي يعتزم حظر دخول الفلسطينيين إلى المنطقة، تحت مزاعم أنها ستسمح للإسرائيليين بالعودة إلى المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، التي تم إخلاؤها بعد السابع من أكتوبر الماضي.
وفي فبراير الماضي، كشفت صور الأقمار الصناعية خطة الاحتلال تنفيذ منطقة عازلة بعمق كيلومتر عند حدود قطاع غزة، عبر تنفيذ أعمال هدم واسعة، وتجريف استعدادا لتنفيذ هذا المخطط.
في رام الله، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن إصدار محكمة العدل الدولية تدابير احترازية مؤقتة جديدة، دليل قانوني دولي يثبت أن إسرائيل لم تلتزم كعادتها بالأمر الاحترازي الأول الذي صدر عن المحكمة، مؤكدة أن إشارة المحكمة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2728 يعطي أهمية كبيرة من ناحية قانونية للوقف الفوري لإطلاق النار واقتناعا من أعلى هيئة قضائية دولية بالترابط المجدي بين وقف الحرب وإدخال المساعدات.
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيانها أن إسرائيل تواصل تعميق تمردها التاريخي على قرارات الشرعيات الدولية ورفضها لكل ما يصدر عن الهيئات الدولية السياسية والقانونية، وتتحدى إرادة المجتمع الدولي في إمعانها بقتل المدنيين وتجويعهم وتعطيشهم وتهجيرهم تحت القصف من مكان لآخر دون مأوى، أو ملجأ، أو أي مكان آمن.
ورأت الخارجية الفلسطينية أن مصداقية العالم وأنظمته على محك اختبار نهائي بشأن قدرته على إدخال المساعدات الإغاثية بشكل مستدام للمدنيين العزل، مؤكدة أنه لا توجد أية تبريرات للفشل الدولي المريع في حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية، مشددة على أن إصرار إسرائيل- كقوة احتلال- على منع إدخال المساعدات للمدنيين ليس فقط استخفاف بالعالم وقراراته ومناشداته، وإنما دليل إمعانها في الحرب على المدنيين الفلسطينيين وفرض المزيد من العقوبات الجماعية القاتلة عليهم، في أبشع أشكال الإبادة والتهجير.
وطالبت بآليات تنفيذية ملزمة وتحت طائلة المسؤولية والعقاب، لإجبار الاحتلال على احترام قرار مجلس الأمن وأوامر "العدل الدولية" وتنفيذها بشكل فوري، مبينة أنه دون ذلك سيفقد المجتمع الدولي احترامه لذاته ويشرعن شريعة الغاب بديلا لقوة القانون الدولي، والفوضى الدولية بديلا لأمن واستقرار العالم.
على جانب آخر، تؤدي الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى اليمين الدستورية أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد غد الأحد.
قدم رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد مصطفى، الخميس، التشكيل المقترح لحكومته، وبرنامج عملها، إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن تؤدي الحكومة اليمين الدستورية، الأحد المقبل، فيما تضمن برنامج الحكومة "إيلاء الوضع الإنساني في غزة أولوية قصوى"، بحسب ما نقلته وكالة وفا.
وأسند التشكيل وزارة الخارجية والمغتربين إلى رئيس الوزراء محمد مصطفى، فضلاً عن تولي عمر أكرم البيطار وزارة المالية، وأكد برنامج الحكومة الفلسطينية أنّ المرجعية السياسية للحكومة هي منظمة التحرير الفلسطينية، وتضمن إيلاء الوضع الإنساني في غزة "أولوية قصوى" بما يشمل وضع خطة شاملة للمساعدات الإنسانية والإغاثة الفورية، وإعادة الإعمار في كل من القطاع والضفة، وتركيز الجهود الهادفة إلى تثبيت واستقرار الوضع المالي وانعكاسه على الاستقرار الاقتصادي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة