الفرق الإسلامية.. كيف كان الحال قبل الانقسام والتحول إلى فرق؟

الخميس، 28 مارس 2024 04:30 م
الفرق الإسلامية.. كيف كان الحال قبل الانقسام والتحول إلى فرق؟ إسلام بلا مذاهب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثار مسلسل الحشاشين الذي تقدمه شركة المتحدة للخدمات الإعلامية الحديث عن الفرق والطوائف، على الرغم من كون الإسلام أرسى عددا كبيرا من القيم التى ترفع من قيمة الإنسان وقدره، وتقضى على العصبية وتخفف الرغبة فى الدنيا والقتال عليها، لكن مع مرور الوقت تغيرت الأمور وظهر بين المسلمين الانقسام والاختلاف، فكيف كان الحال، وكيف تمت الفرقة؟

يقول كتاب "إسلام بلا مذاهب" للدكتور مصطفى الشكعة، والذى يعد واحدا من أشهر من كتبوا فى هذه النقطة، تحت عنوان..

 

قبل الانقسام..

كانت العقيدة الإسلامية تكمن في قلوب المسلمين في صفاء ويسر واعتزاز وإيمان حينما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى مردداً قول الله تعالى: (اليوم أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، وبموته عليه السلام حاولت الفتنة أن تطل برأسها فى صورة خلاف على الزعامة، واتخذ الخلاف صورة جدية أول الأمر بين المهاجرين والأنصار، ولكن سماحة هذا الدين و عمق جذوره فى قلوب المؤمنين والبعد عن المطامع الذاتية، كل أولئك قد ساعد على وأد الخلاف حينما اعترف المهاجرون بفضل الأنصار ورددوا رأى رسول الله حين يقوم زعيم الأنصار سعد بن عبادة ويقول عن رضى وإيمان موجهاً خطابه للمهاجرين: نحن الوزراء وأنتم الأمراء.

وتنطفئ الفتنة التي أوشكت أن تندلع بأيسر ما يتصور العقل المفكر برضى الأنصار بأن تكون الإمارة في المهاجرين، وأما في صفوف المهاجرين فإنا نلمس الإيثار فى البيعة والاختيار ، فهذا عمر بن الخطاب العظيم يتلفت إلى أبي عبيدة يقول له : ابسط يدك أبايعك فأنت أمين هذه الأمة على لسان رسول الله ، فلا يستبشر أبو عبيدة ولا يرحب ببيعة عمر له ولا يتحمس لأخطر منصب عرفه الإسلام بعد الرسالة، ويعرض أبو عبيدة عن عمر وعن المنصب الذي يبايعه عليه ، منصب خليفة رسول الله ، وإنما يقول له في حزم وإيمان ورضى:  أتبايعنى وفيكم الصديق وثاني اثنين ، فيقتنع عمر ويذهب إلى أبى بكر قائلا : ابسط يدك أبايعك ، أنت أفضل منى . فيقول أبو بكر : أنت أقوى منى ويكرر ذلك ، ولكن عمر السمح سماحة أبي عبيدة يقول : إن قوتى لك مع فضلك ، وتتم البيعة لأبي بكر خليفة للرسول العظيم .

وتقابل بيعة أبى بكر بالرضى من المهاجرين والأنصار على السواء ، حتى إن أحد زعماء الأنصار ، ولعله سعد بن عبادة ، يقول في مقام تعظيم أبى بكر عند البيعة : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر . وإذا كان على بن أبي طالب كرم الله وجهه قد أستأنى في بيعة أبى بكر بعض الوقت فإنه ما لبث أن بايعه راضياً كل الرضى، فليس من شك في أن علياً كان يحب أبا بكر ويجله ويضعه في مكانه من الإكبار والتقدير .

فإذا مات أبو بكر لا يلبث المسلمون جميعاً أن يرتضوا مشورته قبل وفاته باختيار الخليفة العظيم عمر بن الخطاب ومن بينهم على، وكان الخليفة يستعين به في حل عظائم الأمور ويقول : أعوذ بالله من مشكلة ليس فيها أبو الحسن (وهى كنية الإمام على).

ويظل أمر المسلمين هادئاً حتى يحدث الشقاق إزاء سياسة عثمان بن عفان الخليفة الثالث ، وتنتهى الأمور بمأساة قتله وهو يتلو كتاب الله ، فبايع أكثر المسلمين على بن أبى طالب الخليفة الرابع أميراً للمؤمنين ، ولكن شبح الأطماع الشخصية وبقايا العصبية القبلية تطل برأسها لأول مرة في الإسلام ، فينقسم المسلمون إلى قسمين أو حزبين : حزب ينتصر لعلى وحزب ينتصر لمعاوية ، أو بالأخرى حزب يتشيع لعلى وحزب يتشيع لمعاوية ، وبمرور الزمن أصبحت لفظة التشيع عنوانا ودلالة لأنصار على وأبنائه وأحفاده من بعده . وكانت الشيعة في أول أمرها رأيا سياسيا ليس أكثر، كما كانت دعوة الأمويين للخلافة وحصرها في معاوية رأيا سياسيا أيضا، ويستشري الخلاف بين أنصار على وأنصار معاوية.
ويجرى التحكيم المعروف الذى كان بطلاه أبا موسى الأشعرى وعمرو بن العاص فلا يرضى به جناح من حزب على فيخرجون عليه ويكونون حزباً ثالثاً يعرف بالخوارج .

وإذن فقد كانت الفرق الإسلامية عند نشأتها أحزاباً سياسية وليست فرقاً دينية، والاختلاف بينها لم يكن اختلافاً في صلب العقيدة الإسلامية وإنما كان خلافاً في الرأي حول طريقة الحكم واختيار الحاكم، ثم انقسمت كل فرقة إلى عدة فرق ، ففى الشيعة بدأنا نسمع عن الزيدية والإسماعيلية والاثنا عشرية والكيسانية والمختارية والكربية والهاشمية والمنصورية والخطابية وغيرها ، وفيهم الغلاة والرافضة والخارجون على التوحيد أولئك الذين ألهوا على بن أبى طالب ، كما أن فيهم أصحاب العقيدة السليمة والفكرة الصائبة.

وكما انقسمت الشيعة إلى فرق عديدة فإن الخوارج انقسموا بدورهم إلى فرق كثيرة منها الأزارقة والصفرية والإباضية والمجاردة والثعالية وغيرها وكل فرقة من هؤلاء كانت تنقسم إلى فرق أخرى كثيرة ، وسبب كل ذلك على الأغلب خلافات سياسية نشأت عن اختلاف الرأى إزاء الحكم أو الحرب .

ومع مضى الزمن تنشأ فرق أخرى في الإسلام كالمعتزلة والأشاعرة وتتأجج الخصومة بين كل هذه الفرق ، ويظل أهل السنة أقربهم إلى الحيدة وإلى فهم عقيدة الإسلام في غير ما عصبية أو تعسف ، فما هي هذه الفرق ؟ وما أهمها ؟ وكيف نشأت ؟ وما محور عقيدة كل فرقة منها ؟ وهل من سبيل إلى تجميع الكلمة ولم الشمل ورأب الصدع وتوحيد الرأى وجمع الشتيت؟ هذا ما نرجوه مخلصين.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة