شيريهان المنيرى

لحظة غضب نجاح هادئ دون ضجيج

الأربعاء، 27 مارس 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فكرة مختلفة بأداء هادئ ومتميز، ظهرت خلال مسلسل لحظة غضب على مدار 15 حلقة، فقد استطاع منذ الدقائق الأولى فى حلقاته جذب المتابع، الذى أصبح شغوفًا لمعرفة الأحداث يوميًا، وتطورها، حيث يُمنى - صبا مبارك - التى بدت زوجة مقهورة ضعيفة، الجميع يحاول احتواءها بسبب معاملة زوجها - محمد فراج - السيئة لها.


الحلقات الأولى نجحت فى جعل المشاهد فى حالة من الارتباك بين متعاطف مع يُمنى، ومُدين لها لتسببها فى مقتل زوجها، وسعيها لإخفاء الجريمة بشتى الطرق، فيما تطورت الأحداث حتى باتت الزوجة تظهر بشكل مُغاير تمامًا شكلًا ومضمونًا، فقد تحولت إلى سيدة قوية قادرة على المُواجهة واتخاذ القرارات، حتى أن «استايل» ملابسها أصبح مرآة لتطور شخصيتها، ونجحت صبا مبارك فى أداء هذه الشخصية المُركبة، التى بطبيعة الأحداث كانت فى حاجة إلى رسم ملامح وردود أفعال على وجهها بشكل مُعين، لتعكس ما تُمر به بطلة المسلسل من تغيرات نفسية، بالطبع كان لها كبير الأثر فى تغيير مسار الأحداث.


ليس فقط البطلة الرئيسية أو «فراج»، والذى ظهر كضيف شرف فى بداية المسلسل؛ فقط من نجحوا فى إيصال رسالة المسلسل، ولكن جميع المشاركين كل فى دوره، فقد أدت ناردين فرج دور نيرة بشكل مُبهر، فهى الصديقة التى لم تتخل عن صديقتها فى محنتها، على الرغم من ظروفها الاجتماعية والنفسية، التى فى الغالب كانت سببًا رئيسيًا فيما تميزت به من قوة لمساعدة صديقتها، أيضًا تميز أداء محمد شاهين، ذلك الأخ الذى يحاول طوال حلقات المسلسل كشف لغز اختفاء أخيه، وقد نجح بالفعل، على الرغم من حبه الشديد ليُمنى، إلا أن قوة ملاحظته وقدرته على ربط الأحداث استطاعت إيصاله للحقيقة.


التتر والموسيقى والأغانى التى تخللت بعض حلقات المسلسل، كانت على قدر عالٍ من المواءمة مع الأحداث، ولعلها شهادة نجاح فى موسم درامى استثنائى، حصلت عليها دنيا وائل، والتى ساهم ما تغنت به فى مزيد من الشهرة التى لحقت بالمسلسل.


وفى سياق اهتمام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بدعم المواهب الجديدة، ظهر الطفل آدم النحاس فى دور مروان، الذى حقق نجاحًا كبيرًا فى أدائه لهذا الدور، فقد تطلب أن يمزج بين مشاعر الغضب والحزن وهو صامت تمامًا، نظرًا لتعرضه لصدمة رؤيته لعمه وهو ميت وعدم قدرته على التعبير لما فى داخله.


ربما لم يلق المسلسل ضجة كبيرة أثناء عرضه، ولكنه نجح فى هدوء فى جذب متابعين على مدار حلقاته، وجاءت نهايته غير النمطية لتكون محل نقاش وجدل، دفعت لتحقيق مزيد من الشهرة، ومن ثم رغبة المزيد من المتابعين فى مشاهدته عبر منصة Watch it.


المسلسل بالفعل قدم لوحة متناغمة بين التمثيل والإخراج والموسيقى والأغانى دفعت به إلى التميُز والنجاح، فقد نجحت جميع عناصره فى إظهار القصة بشكل مختلف، والتى تحمل عددا من الرسائل المجتمعية المهمة، أبرزها أن تدرك المرأة حقوقها، وألا تتنازل عنها فى سبيل إرضاء المحيطين بها على حسابها واستقرارها النفسى، لأن عواقب ذلك من المؤكد أنها ستكون لحظة غضب سيئة العواقب، أيضًا ألقى المسلسل الضوء على فكرة فارق السن الكبير بين الزوج وزوجته، وما يُمكن أن يتسبب فيه من مشكلات، وأن المال ليس بمفرده سر السعادة فى الحياة، كما وضحت فكرة ضرورة عدم الثقة المُطلقة فى الأشخاص، فالجميع يُمكن أن تتغير طباعه أو صفاته بحُكم المواقف والأحداث التى يتعرض لها الأفراد فى مسيرة الحياة، وبالتالى فى موضع الجريمة؛ فالجميع يُمكن أن يكون مُتهمًا.


ولعل التكنولوجيا الحديثة كان لها دور فعال فى أحداث المسلسل، حيث أهمية كاميرات المراقبة فى الشوارع وقدرتها على كشف حقيقة كثير من الجرائم والحوادث، التى ربما لم يُكن هناك أمل فى اكتشافها دون الكاميرات، كما ظهرت أهمية الصداقة وقدرتها على تخفيف وطأة ما يتعرض له الشخص أحيانًا من ضغوط كبيرة فى حياته، بالإضافة إلى أن الاعتراف بالحقيقة دائمًا ما يُخفف من توابع الأفعال الخاطئة أو السيئة، بينما الاستمرار فى الخطأ دون الاعتراف به ومواجهته، يدفع إلى مُعالجة الخطأ بآخر أكبر منه، حتى تتفاقم الأمور.


لحظة الغضب توابعها كثيرة، ولكن عند مواجهة النفس والتصدى لأسبابها أولًا بأول، يُمكن ألا يصل الشخص إليها بالحد الذى لا يُمكن تداركه كما ظهر خلال أحداث المسلسل.

 

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان 2024 عبر بوابة دراما رمضان

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة