تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن معنى اسم "العلي"، قائلا:" هو من أسماء الله الحسنى ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية وأجمع عليه المسلمون، ومعناه مأخوذ من العلو والارتفاع.
وأوضح الإمام الأكبر خلال حديثه في الحلقة السادسة عشر من برنامج "الإمام الطيب" الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة "الناس"، أن العلو قد يكون حسيا جسميا، ويعني علو الأجسام على بعضها البعض.
تابع شيخ الأزهر، وقد يكون بمعنى الارتفاع في الشأن وفي العظمة والشرف والقدر وغيرها من الصفات التي لا تقدر بمادة أو بجسم، بما يعني علو المكانة، يقال فلان ذو مكانة عالية أى ذو شرف وقدر.
وقال الدكتور أحمد الطيب، إن أهل السنة جميعا، حين يقرأون اسم "العلي" يثبتون لله تعالي علو المكانة وليس علو المكان، يستحيل عليه وصفه بعلو المكان، لأن العقل يتدخل فى أمرين الأول أن العقل لا يستطيع أن يتصور أن الله فى مكان.
وأضاف أن العقل عرف أن الله ليس محتاج إلى غيره وليس جسما مركبا وليست له أجزاء، وأنه ليس فى جهة وليس فى مكان، فالعقل يقول إما أن يكون الله بهذه الصفة التى وصفناه إياه فلا يمكن أن يكون فى مكان، فحين إذ سيحتاج إلى هذا المكان واحتياجاه لهذا المكان، وقبل هذا المكان كيف كان.
تابع الإمام الطيب، إذا تم الانطلاق به من مواصفات معينة لتصفه بصفة تكر بالنقض على الصفات التى افترضناها أولا.
ولفت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إلى أن هناك تأويل بعض الصفات؛ بمعنى أن ظاهرها غير مراد، مثل قوله تعالى: "فإنك بأعيننا" يؤول بالعلم، أى أن الله تعالى يعلمه.
وأوضح أن هذا الكلام ليس فيه تحكم، حيث أن لغة العرب ورد فيها هذا، من أن العين تستعمل بمعنى العلم والمشاهدة والمراقبة والملاحظة، وأيضا الحراسة مثل قولهم "واحرسنا بعينك التي لا تنام"، كما ورد في لغة العرب أن اليد بمعنى القدرة، "يد الله فوق أيديهم" يعني: قدرته فوق قدرتهم.
وأكد شيخ الأزهر أن العبد يجب عليه أن يعتقد أنه لا يمكن أن يصل إلى الدرجة العليا الكاملة فى هذا العلو وإنما هي لله وحده، فيشعر دائما بأن علوه ناقص، وهذا ما يليق به، وأيضا فإن هناك علوا لا يصل إليه فرد من بني الإنسان وهو العلو الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام، فهو علو أعلى بالنسبة لنا، لكن بالنسبة للعلي الأعلى هو دونه بكثير.