بعد أيام قليلة من وقوع الهجوم الإرهابى قرب موسكو، والذى استهدف قاعة حفلات موسيقية، مما أسفر عن مصرع وإصابة العشرات، بات السؤال المطروح هو ما إذا كان لهذا الهجوم علاقة بالحرب الدائرة فى أوكرانيا منذ أكثر من عامين، وإذا كان الامر كذلك، فهل يعنى هذا أن المراحل القادمة من تلك الحرب، التى أصابها الجمود فى الوقت الراهن، تنذر بتطورات جديدة يكشر فيها الدب الروسى عن أنيابه انتقاما لما حدث.
حتى الآن، لم تتضح الأمور بعد، فالرئيس الروسى فلاديمير بوتين ألمح إلى دور أوكرانيا فى الهجوم، على الرغم من إعلان تنظيم داعش خرسان مسئوليته عنه. ففى أول تعليق له على الهجوم الذى وقع مساء الجمعة الماضى فى مدينة كركوس قرب موسكو، قال بوتين أن منفذى الهجوم حاولوا الهروب إلى أوكرانيا حسب المعلومات الأولية، متوعدا بمعاقبة كل المسئولين عن هجوم موسكو، ووصف الهجوم بالإرهابى والوحشى.
كما نقلت وكالة تاس الروسية عن أجهزة الأمن قولها: بعد تنفيذ الهجوم الإرهابى، كان المجرمون يعتزمون عبور الحدود الروسية الأوكرانية، وكانت لديهم جهات اتصال مناسبة على الجانب الأوكرانى.
بينما قال بيان الكرملين، إن مدير جهاز الامن الفيدرالى ألكسدر بورتنيكوف أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باعتقال 11 شخصا بينهم 4 إرهابيين تورطوا بشكل مباشر فى الهجوم الإرهابى على مجمع كروكوس سيتى هول.
إلا أن الولايات المتحدة حاولت إبعاد الشبهة عن أوكرانيا. وقالت شبكة "سى أن إن" الأمريكية أن واشنطن حذرت موسكو من أن مسلحى داعش عازمون على استهداف روسيا فى الأيام التى سبقت الهجوم على قاعة حفلات كروكاس، إلا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رفض النصيحة واعتبرها استفزازية، على حد قولها.
وفى وقت سابق هذا الشهر، قالت السفارة الأمريكية فى موسكو إنها تراقب تقارير أن متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبرى فى موسكو، بما فى ذلك الحفلات الموسيقية، وأنها حذرت لمواطنين الأمريكيين لتجنب هذه الأماكن.
كما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى أن واشنطن شاركت هذه المعلومات مع السلطات الروسية تماشيا مع سياستها القائمة منذ وقت طويل والخاصة بـ "واجب التحذير".
ويبدو أن موسكو غير مستعدة لتبرئة أوكرانيا من تحمل مسئولية الهجوم. فقد اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن أى بيان من السلطات الأمريكية يبرر الهجوم الإرهابى على قاعة "كروكوس" بضواحى موسكو، هو "دليل إثبات وإدانة لكييف"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة سارعت إلى إعلان عدم تورط أوكرانيا فى الهجوم الإرهابي.
وقالت زاخاروفا - فى منشور لها على "تليجرام"- "على مر العقود تعلمت النخب السياسية فى الولايات المتحدة كيفية تحويل الانتباه بمهارة عن الجرائم البارزة وجميع أنواع التخطيط، لذلك حتى يتم الانتهاء من التحقيق فى الهجوم الإرهابى على قاعة مدينة كروكوس، فإن أى عبارة من واشنطن تبرر لكييف يجب أن يعتبر دليل إثبات وإدانة"، وفقا لما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وأضافت: أن تمويل الديمقراطيين الليبراليين الأمريكيين للأنشطة الإرهابية لجماعة الجريمة المنظمة فى كييف والمشاركة فى مخططات الفساد لعائلة بايدن مستمرة منذ سنوات عديدة.
وكتبت المتحدثة الروسية: "تقول المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض أدريان واتسون أن أوكرانيا ليست متورطة فى الهجوم الإرهابى فى كراسنوجورسك، ويقع اللوم على تنظيم داعش، كنت أتمنى أن يفعلوا ذلك بهذه السرعة باغتيال رئيسهم جون كينيدى، لكن لا، فلأكثر من 60 عاما لم يتمكنوا من معرفة من قتله بعد كل شيء، أم أنها داعش أيضًا؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة