تصاعد التوترات بين واشنطن وتل أبيب.. كامالا هاريس: الهجوم على رفح سيكون خطأ فادحا ولا أستبعد أن تواجه إسرائيل تداعيات حال تنفيذه.. وجالانت يزور الولايات المتحدة للحفاظ على "التفوق العسكرى النوعى" لإسرائيل

الإثنين، 25 مارس 2024 03:30 م
تصاعد التوترات بين واشنطن وتل أبيب.. كامالا هاريس: الهجوم على رفح سيكون خطأ فادحا ولا أستبعد أن تواجه إسرائيل تداعيات حال تنفيذه.. وجالانت يزور الولايات المتحدة للحفاظ على "التفوق العسكرى النوعى" لإسرائيل كامالا هاريس
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع اتجاه الحرب على غزة نحو إتمام شهرها السادس، فى ظل استمرار القصف الإسرائيلى الوحشى على مناطق واسعة من القطاع واستعدادات للهجوم على رفح لم يتراجع عنها نتنياهو رغم التحذيرات الدولية، بات وضع الولايات المتحدة محرجا بشكل أكبر، رغم ما تمارسه من ضغوط، أو هكذا يبدو، لثنى حكومة إسرائيل عن الإقدام على اجتياح رفح، التى يوجد بها أكثر من مليون نازح فلسطينى فيما ينبئ بمزيد من الكوارث الإنسانية التى لم تتوقف منذ بداية الحرب.

ينبع الإحراج الأمريكى من استمرار إدارة بايدن فى تزويد إسرائيل بالأسلحة التى تستخدمها فى الحرب برغم الانتقادات المتزايدة من قبل المسئولين الأمريكيين لنظرائهم فى تل أبيب بسبب إدارتهم للحرب. ويبدو أن الإدارة تريد تحسين موقفها، بإشارات إلى أن حليفتها الأقرب، تل أبيب ستواجه تداعيات لو أقدمت على اجتياح رفح.

التحذير الأحدث جاء على لسان نائبة الرئيس الأمريكى، كامالا هاريس، التى لم تستبعد أن تواجه إسرائيل عواقب حال إقادمها على الهجوم البرى على رفح. هاريس أضافت فى مقابلة مع قناة ABC NEWS أن أى عملية عسكرية كبرى فى رفح ستكون خطأ فادحا، مشيرى إلى انها درست الخرائط، ورأت أنه لا مكان أخر لتلك الجموع ( من الفلسطينيين) للذهاب إليه، وقالت إننا ننظر إلى مليون ونصف مليون فى رفح هم هناك لأنهم ليس لديهم مكان أخر يذهبون إليه.

ورغم أن الحذر كان واضحا فى تصريحات هاريس، حتى أنها رفضت الذهاب إلى الحد الذى وصل إليه رفيقها الديمقراطى تشاك شومر، زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ، عندما دعا إلى إجراء انتخابات جديدة فى إسرائيل، إلا أن التصريحات تعكس استعداد واشنطن لنهج جديد فى التعامل مع حليفتها لا تستبعد فيه أن تواجه إسرائيل تداعيات ربما تشمل تعليق الأسلحة أو ربطها بشروط معينة.

وكانت منظمتى أوكسفام وهيومان رايتس ووتش الحقوقيتين قد أصدرتا تقريرا مشتركا الأسبوع الماضى يوثق التعديات الإسرائيلية فى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية على غزة. ودعت المنظمتان إدارة بايدن إلى الالتزام بالقانون الدولى وتعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة، على أساس أن التأكيدات الإسرائيلية بعدم انتهاك القانون الدولى لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد. كما حاول 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تكثيف الضغط على إسرائيل، ودعوا إدارة بايدن إلى رفض مزاعم تل أبيب بانها لا تنتهم القانون الدلة بتقييد المساعدات الإنسانية.

إسرائيل من جانبها، باتت أكثر قلقا بشأن المساعدات، وهو ما تعكسه زيارة وزير دفاعها يواف جالانت لواشنطن الاثنين، لإجراء محادثات مع إدارة بايدن حول الأسلحة والدعم الأمريكى مع توتر العلاقات بين البلدين، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

وكانت الولايات المتحدة قد قدمت لإسرائيل أكثر من 100 شحنة سلاح من السابع من أكنتوبر. ويتلقى جالانت بنظيره الأمريكى لويد أوست وززير الخارجية بلينكن ومستشار الأمن القومى جيك سوليفان ومدير السى أى إيه، وأن الزيرة ترحز على الحفاظ على التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل وقدرتها على الحصول على المنصات والذخائر.

من ناحية أخرى، قالت فيه صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما مشكلة مصداقية كبرى، فى ظل استمرار دفاع واشنطن عن الدولة العبرية على الساحة الدولية برغم تزايد انتقاداتها للحكومة الإسرائيلية.

وتحدثت الصحيفة عن تحذير مسئول أمريكى بارز لنظرائه الإسرائيليين فى وقت سابق هذا الشهر من ضرر فى السمعة نتيجة لاستمرار الحرب على غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن المذكرة الداخلية التى ورد بها هذا التحذير الذى شمل مساعد وزير الخارجية الأمريكى بيل راسو، تقدم توضيحا آخر لحجم الخلاف بين إدارة بايدن وإسرائيل، والذى يعود سببه إلى حد كبير إلى الفزع الأمريكى المتنامى من ارتفاع عدد الشهداء فى الحرب ودور إسرائيل فى جعلها أسوأ حتى فى الوقت الذى تحمى فيه الولايات المتحدة إسرائيل فى المنتديات الدولية وتساعدها على إعادة شحن ماكينتها الحربية.

ووفقا للإذاعة الوطنية الأمريكية التى نشرت تفاصيل هذا التحذير، فإن راسو قال فى 13 مارس أن إسرائيل والولايات المتحدة، حليفتها وضامنة أمنها، تواجهان مشكلة مصداقية كبرى بسبب الحرب وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الذى تجاوز الآن 32 ألف، والمجاعة التى تسببت فيها إسرائيل فى القطاع، وتنامى الإحباط العالمى من إصرار إسرائيل على إطالة أمد الحرب.

وجاء فى المذكرة، أن الإسرائيليين يغفلون على ما يبدو حقيقة أنهم يواجهون ضررا كبيرا، وربما يكون الأكبر منذ عقود، لسمعتهم ليس فقط فى المنطقة لكن فى أماكن أخرى فى العالم. ونشعر بالقلق من أن الإسرائيليين يرتكبون خطأ استراتيجيا كبيرا فى منع تضرر سمعتهم.

وتتابع الصحيفة قائلة أن المسئولين الأمريكيين يجدون أنفسهم فى مأزق غير مريح. فهم يدافعون عن إسرائيل على الساحة العالمية فى ظل عزلتها المتزايدة ومع وجود حكومة تفتقر للشعبية، فى الوقت الذى تحاول فيه خلف الأبواب المغلقة إقناع نتنياهو بأن يسلك طريقا مختلفا بعد ما يقرب من ستة أشهر على هجوم السابع من أكتوبر.. وكانت نتنياهو قد رفض مؤخرا طلبات من وزير الخارجية اأأمريكى انتونى بلينكن إعادة النظر فى الهجوم العسكرى الوشيك على رفح.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة