في مثل هذا اليوم من عام 625 خرج محمد رسول الله (ص) مع أصحابه بعد عودتهم من غزوة أحد بيوم واحد، وهى المعركة التي هزم فيها المسلمون، وبينما أهل قريش فى "فرحتهم" بالنصر والمسلمون يعالجون جراحهم، فاجأ النبى عليه الصلاة والسلام الجميع بالدعوة للخروج لغزوة جديدة، تسمى حمراء الأسد.
ويقول ابن كثير عن تلك المعركة في تفسيره لقول الله تعالى "الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح" سورة آل عمران آية 172، حيث يقول هذا كان يوم "حمراء الأسد"، وذلك أن المشركين لما أصابوا ما أصابوا من المسلمين كروا راجعين إلى بلادهم، فلما استمروا فى سيرهم تندموا لم لا تتموا على أهل المدينة.
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب المسلمين إلى الذهاب وراءهم ليرعبهم ويريهم أن بهم قوة وجلدا، ولم يأذن لأحد سوى من حضر الوقعة يوم أحد، سوى جابر بن عبد الله رضى الله عنه - لما سنذكره - فانتدب المسلمون على ما بهم من الجراح والإثخان طاعة لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال محمد بن إسحاق: كان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال، أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الناس بطلب العدو، وأذن مؤذنه ألا يخرج معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس. فكلمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام فقال : يا رسول الله، إن أبى كان خلفنى على أخوات لى سبع وقال: يا بنى، إنه لا ينبغى لى ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، ولست بالذى أوثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسى، فتخلف على أخواتك، فتخلفت عليهن، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج معه. وإنما خرج رسول الله مرهبا للعدو، وليبلغهم أنه خرج فى طلبهم ليظنوا به قوة، وأن الذى أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم.
ويقول الإمام البخارى حدثنا محمد بن سلام، حدثنا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضى الله عنها: (الذين استجابوا لله والرسول) [ من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ] ) قالت لعروة: يا ابن أختى، كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر، رضى الله عنهما، لما أصاب نبى الله صلى الله عليه وسلم ما أصابه يوم أحد، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا فقال : "من يرجع فى إثرهم؟" فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر والزبير، رضى الله عنهما.
غَزْوَةُ حَمْراءُ الأَسَد حدثت في السنة الثالثة للهجرة، في منطقة حمراء الأسد 20 كيلو متر جنوب المدينة المنورة. كان هدفها مطاردة قريش ومنعها من العودة للقضاء على المسلمين بالمدينة ورفع الروح المعنوية للصحابة بعد غزوة أحد. علمت قريش بخروج الرسول محمد وفضلت الهرب خوفاً من المسلمين الذين بقوا 3 أيام في حمراء الأسد ثم رجعوا إلى المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة