أحمد التايب

جوتيريش بين زيارتيه الأولى والثانية لمعبر رفح.. ماذا حدث وما ينبغى أن يكون؟

الأحد، 24 مارس 2024 12:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل تفاقم الأوضاع في غزة على كل الأصعدة تأتى الزيارة الثانية لـ "جوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة لمعبر رفح المصرى أمس السبت، لتحمل عدة رسائل سياسية وإنسانية، خاصة بعد فشل مجلس الأمن الدولى للمرة التاسعة في وقف إطلاق النار بعد "الفيتو" الصينى والروسى ضد المشروع الأمريكى الذى وُصف بالخبيث من قبل موسكو وبكين، وبعد إرجاء التصويت على مشروع قرار جديد يُطالب بوقف إطلاق نار فورى فى غزة إلى الإثنين المقبل.

ورغم هذه الزيارات تبقى الإشكالية – فى ظنى – أن الأمم المتحدة تضغط لكن دون جدوى حقيقية على أرض الواقع وفى الميدان، وبالتالي فإن زيارة جوتيرش الأولى لمعبر رفح المصرى لا تختلف عن زيارته الثانية، فالبعد الإنسانى هو من سيطر على الزيارتين، ولم يتعدى المطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة.

لذا، فإن المتتبع لهذه الزيارات يجد أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي في الـ7 من أكتوبر الماضي على قطاع غزة، وهناك موقف واضح للأمم المتحدة تجاه القضية الفلسطينية ظهر جليًّا في تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة وأزعج تل أبيب التي طالبته على لسان عدد كبير من مسؤوليها بالاستقالة، لكن لم يتغير شىء في الميدان ولا على أرض الواقع.

لذلك، فإن تصريحات جوتيرش وزيارته لمعبر رفح وإن كانت مهمة وضرورية لحشد الرأي العالمى ولها فوائد عدة على الصعيد الإنسانى والسياسى، لكن يجب أن لا نعول عليها كثيرا،  لأنه ببساطة معضلة هذه الحرب هى الولايات المتحدة لدعمها المتواصل لإسرائيل، ولأن ما يتم على أرض الواقع كله يؤكد أن ما يجرى ما هو إلا تصفية للقضية الفلسطينية، وأن إسرائيل مطمئنة في خطط التصفية لتأكدها من دعم الولايات المتحدة أولا، ومن الانقسام الفلسطينى ثانيا، ومن الغياب العربى والإسلامى ثالثا، ومن مجتمع دولى متواطئ معها رابعا.

وأيا كان الأمر..  ليس أمام الفصائل الفلسطينية إلا الاتحاد والتوحد، وليس أمام العالم العربى والإسلامى إلا القيام بدور حقيقى وفاعل تجاه القضية على الأقل بعدم الوقوع في فخ المراوغة الأمريكية والسياسات المتناقضة التي لا تهدف إلا لإطالة أمد الصراع ومنح الوقت الكافى لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالتصفية ثم توظيف القدرات والأوراق العربية والإسلامية لإجبار الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل لوقف إطلاق النار والتخلى عن مخططها.

وانطلاقا من أن الكل – في النهاية - يبحث عن مصالحه وأهدافه، لابد علينا نحن كعرب أن نسعى إلى مصالحنا وأهدافنا أيضا، وهذا لا يتأتى إلا بتحقيق الوحدة الوطنية والقومية العربية التى باتت ضرورة حتمية فى ظل تعدد الصراع وكثرة الأزمات العربية، وأن نفهم أنه لا رهان إلا على هذه الوحدة حتى لا يكون مصيرنا في يد آخرين لا يهمهم إلا نفوذهم ومصالحهم.

نقول هذا.. ونحن أمام أزمة كاشفة لواقع مرير لنا - كعرب -، فليس أمامنا إلا العمل على تعزيز العمل العربي المشترك، والتكامل المبنى على المصير الواحد إذا أردنا - حقا - مواجهة تحدياتنا، وأردنا حلا لأزماتنا بما يخدم مستقبلنا كأمة واحدة مصيرها فى يدها لا فى يد آخرين.. حفظ الله أمتنا العربية ونصر أشقاءنا..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة