أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" إلى تواصل عمليات القصف الإسرائيلى المكثف والعمليات البرّية، فضلًا عن القتال الضارى بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية فى معظم أنحاء قطاع غزة، وخاصة فى منطقة الرمال بالقرب من مستشفى الشفاء فى مدينة غزة.
وقد أسفر ذلك عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة - فى تقرير اليوم الجمعة، أنه بين ساعات ما بعد الظهر من يوم 20 مارس والساعة العاشرة والنصف من يوم 21 مارس، أشارت وزارة الصحة فى غزة إلى استشهاد 65 فلسطينيًا وإصابة 92 آخرين بجروح.
ووفقًا للوزارة، استشهد ما لا يقل عن 31,988 فلسطينيًا وأُصيب 74,188 آخرين في غزة بين يوم 7 أكتوبر 2023 والساعة 10:30 من يوم 21 مارس.
وكان من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير بين يومى 19 و20 مارس: استشهاد ما لا يقل عن 27 فلسطينيًا عندما قُصفت بناية تتألف من ثلاثة طوابق كانت تأوي نازحين في شارع العشرين في مخيم النصيرات للاجئين فى دير البلح.
واستشهاد ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين، من بينهم مدير مركز شرطة النصيرات، وفتاتان صغيرتان، وأُصيب آخرون عندما قُصفت مركبة في مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح. وإطلاق النار واستشهاد ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا بالقرب من دوار الكويت عند المدخل الجنوبي الشرقي لمدينة غزة. وكان من بين الضحايا مدير لجنة الطوارئ في غرب مدينة غزة. وأشارت التقارير إلى أن المجموعة كانت تضم فلسطينيين كانوا جزءًا من لجنة مكلفة بالإشراف على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.
كما أفادت التقارير باستشهاد 20 فلسطينيًا وإصابة آخرين عندما قُصفت بناية سكنية في منطقة أرض الشنطي شمال غرب مدينة غزة. واستشهاد ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في مخيم البريج للاجئين في دير البلح. واستشهاد أربعة فلسطينيين، من بينهم طفلان وامرأة، عندما قُصف منزل بالقرب من قاعة حمدان شرق رفح.
وقال مكتب الأمم المتحدة أن العملية العسكرية الإسرائيلية استمرت داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة وفي محيطه لليوم الرابع على التوالي.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قتل ما يزيد عن 50 فلسطينيًا خلال الساعات الـ24 الماضية، مما رفع عدد الفلسطينيين الذين قال الجيش الإسرائيلي إنه قتلهم إلى 140 فلسطينيًا منذ بداية هذه العملية العسكرية.
ووفقًا للناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، رفض الجيش الإسرائيلي السماح لطواقم الدفاع المدني الوصول وإنقاذ مئات المصابين الذين كانوا قد وجهوا نداءات استغاثة في محيط مستشفى الشفاء. كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن نحو 3,700 شخص مروا عبر حاجز أقامه الجيش بالقرب من مستشفى الشفاء ومن ثم اتجهوا نحو الجنوب، واحتجز من بينهم أكثر من 300 شخص.
وفي تقرير صدر مؤخرا، تحدد منظمة أوكسفام الدولية سبعة قيود رئيسية تحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وعبرها. ومن بين القيود الأخرى، يشدّد التقرير على أن السلطات الإسرائيلية منعت دخول السلع المدنية إلى غزة، على أساس أنها يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية.
ويضيف التقرير: «ترفض إسرائيل بشكل تعسفي مواد المساعدات باعتبارها «ذات استخدام مزدوج» والسلع المدنية ذات الاستخدام العسكري المحتمل. وغالبا ما تكون هذه المواد، بما فيها المصابيح الكهربائية والبطاريات وأنابيب المياه والتوصيلات واللوازم الطبية، ضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة ولتلبية الاحتياجات الأساسية الأخرى».
ووفقًا للتقرير، فإن الحظر المفروض على دخول الموّلدات الاحتياطية قد أثّر بشدة على فعّالية قطاعات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والصحة في غزة. كما أفادت منظمة أكشن إيد بأن أسطوانات الأكسجين وأدوية التخدير للمستشفيات كانت من بين المواد التي لم يُسمح بدخولها إلى غزة أثناء عمليات التفتيش.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) أنه بالنسبة لآخر المستجدّات في الضفة الغربية، قتلت القوات الإسرائيلية تسعة فلسطينيين في شتّى أرجاء الضفة الغربية بين يومي 20 و21 مارس: ففي 20 مارس، وقبل إفطار رمضان بدقائق، استهدفت القوات الإسرائيلية بطائرة «سكاي كواد» المسيرة مركبة فلسطينية كانت تسير في مخيم جنين للاجئين، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة من الراكبين وإصابة الرابع بجروح خطيرة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه كانت الجثتان متفحمتين بشدة، بينما كانت الجثة الثالثة مقطعة الأوصال.
وتظاهر الفلسطينيون في وقت لاحق أمام مقر الرئاسة الفلسطينية، رافضين دفن الفلسطينيين الثلاثة الذين استشهدوا حتى يتم إطلاق سراح السجناء السياسيين من سجن السلطة الفلسطينية.
وأسفر ذلك عن اندلاع اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن الفلسطينية والفلسطينيين في المخيم، مما أدى إلى إصابة ستة فلسطينيين، أحدهم أُصيب بجروح خطيرة في الرأس.
وفي 20 مارس، نفذت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية استمرت لـ10 ساعات في مخيم نور شمس للاجئين في مدينة طولكرم. وقتلت القوات أربعة فلسطينيين خلال العملية، اثنان منهم بالغارات الجوية الإسرائيلية واثنان بالرصاص. كما جرفت القوات الإسرائيلية البنية التحتية للطرق وألحقت أضرارا بالمنازل السكنية وغيرها من الممتلكات. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن الجيش الإسرائيلي بأن القوات الإسرائيلية شنّت 45 غارة جوية في شتّى أرجاء الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة.
وفي 21 مارس، أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحيّة على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 18 عامًا وقتلته خلال عملية تفتيش واعتقال إسرائيلية في مدينة البيرة بمحافظة رام الله، شملت اشتباكات بين الفلسطينيين الذين كانوا يرشقون الحجارة والقوات الإسرائيلية. وخلال العملية، قامت القوات الإسرائيلية بتفتيش عدة منازل في مدينتي البيرة ورام الله.
وفي صباح يوم 21 مارس، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني مسن من مدينة الخليل وقتلته عند محطة للحافلات بالقرب من مستوطنة اليعازر في غوش عتصيون في بيت لحم. ولا تزال ملابسات الحادثة غير واضحة.
ومنذ 7 أكتوبر، استشهد 431 فلسطينيًا، من بينهم 419 قتلتهم القوات الإسرائيلية وتسعة قتلهم المستوطنون وثلاثة قتلتهم القوات الإسرائيلية أو المستوطنون، في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ومن بين هؤلاء 123 فلسطينيًا استشهدوا منذ مطلع سنة 2024، وقد استشهد معظمهم على يد القوات الإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر، أُصيب نحو 4,690 فلسطينيًا بجروح، بمن فيهم 725 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وفي 20 مارس، احتل مستوطنون إسرائيليون يعتقد بأنهم من بؤر استيطانية بالقرب من مستوطنة ريمونيم في محافظة رام الله عدد غير معروف من المباني الفلسطينية الفارغة في تجمّع مركز المعرجات البدوي ووضعوا أغنامهم فيها.
ومنذ 12 أكتوبر، هُجّرت أسر فلسطينية من هذا التجمع قسرًا وسط تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في المنطقة. وفي 20 مارس، عقب الهجمات التي شنّها مستوطنين، أُجبرت خمس أسر فلسطينية تضم 21 فردًا، من بينهم ثمانية أطفال، على تفكيك منازلها وغيرها من المنشآت بالقرب من قرية فصايل في أريحا.
وتعتمد الأسر على الرعي كمصدر رئيسي للدخل، وأفادت بأن المستوطنين الإسرائيليين قاموا بتقييد قدرتهم على الوصول إلى أراضي الرعي وقطعوا الأنابيب التي تمدّهم بالمياه.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، هُجّر أكثر من 1,240 فلسطينيًا، من بينهم نحو 600 طفل، من 20 تجمعًا رعويًا على الأقل وسط عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وهُجّر أكثر من 1,600 فلسطيني بسبب عمليات الهدم التي طالت منازلهم، هُجّر أكثر من نصفهم خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية، وهُجّر 38 بالمائة منهم بسبب عمليات الهدم التي طالت منازلهم بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل، وهُجّر 8 بالمائة بسبب عمليات الهدم على أساس عقابي.
وفيما يتعلق بالتمويل، تم تمديد النداء العاجل من أجل الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي يطلب تقديم مبلغ قدره 1.2 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الماسة لدى 2.7 مليون نسمة في شتّى أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة (2.2 مليون نسمة في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية)، حتى نهاية مارس 2024. وحتى 21 مارس، صرفت الدول الأعضاء نحو 991 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدّث (81 بالمائة)، ويشمل هذا المبلغ 616 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 629 مليون دولار (98 بالمائة) للفترة الواقعة بين شهري أكتوبر وديسمبر 2023، فضلًا عن 375 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 600 مليون دولار (63 بالمائة) للفترة الممتدة بين شهري يناير ومارس 2024.
ويدعم الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة حاليًا 122 مشروعًا، بمبلغ إجمالي قدره 74.5 مليون دولار، من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (83 بالمائة) والضفة الغربية (17 بالمائة). وعلى الرغم من العقبات اللوجستية، والمخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن، وشحّ الوقود التي تعيق شراء الإمدادات ونقلها، يجري تنفيذ المشاريع من خلال 77 منظمة غير حكومية دولية، و20 منظمة غير حكومية وطنية، و16 وكالة من وكالات الأمم المتحدة. ومن بين المشاريع التي تنفذها منظمات غير حكومية دولية أو مؤسسات أممية، ينفَّذ 56 بالمائة منها بالشراكة مع منظمات غير حكومية وطنية.
كما أنجز الصندوق الإنساني مؤخرًا المخصص الاحتياطي الأول للعام 2024، والذي تبلغ قيمته 3.5 مليون دولار ويرمي إلى تعزيز قدرات نقل المعونات لتمكين المنظمات الشريكة في العمليات الإنسانية من زيادة قدرتها على إيصال المعونات والخدمات الحيوية إلى الناس في جميع أنحاء غزة. هذا بالإضافة إلى ما مجموعه 88 مليون دولار تلقاها الصندوق من الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة منذ 7 أكتوبر، وخصصت للبرامج في جميع أنحاء غزة، بما فيها 43 بالمائة في رفح، و21 بالمائة في دير البلح، و20 بالمائة في خانيونس، و16 بالمائة في محافظتي غزة وشمال غزة. وتُجمع التبرعات الخاصة مباشرة من خلال الصندوق الإنساني.
وفضلًا عن ذلك، خصص الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ مؤخرًا مبلغًا قدره 700,000 دولار لمشروع تقوده هيئة الأمم المتحدة للمرأة يهدف إلى تعزيز المساءلة الشاملة والمراعية للنوع الاجتماعي أمام السكان المتضررين، مما يرفع إجمالي مخصصات الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة إلى 18.7 مليون دولار، منذ يوم 7 أكتوبر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة