تتميز محافظة المنيا، بانتشار مساجد العارفين والأولياء فى مختلف مراكز المحافظة، بين ملوى ومسجد عبادة ابن الصامت والمنيا، ومساجد الأولياء وأشهرهم سيدى أحمد الفولى ومنهم مسجد السلطان محمد الحبشى، الذى يتردد عنه أن قصة إنشاء مسجده غريبة والكثيرين لا يعرفون عنها شئ، حيث تردد أن مقام السلطان كان موجودا بقرية تلة التابعة لمركز المنيا، بينما جاءت رؤيا لأحد المحافظين للمدينة فى هذا الوقت طلب منه نقل الضريح إلى مكانه الحالى فى مدخل مدينة المنيا من ناحية الجنوب.
وتم إنشاء المسجد حسب اللوحة الموضوعة على مدخل المسجد سنة 1385 هجريا، وتم تجديد المسجد سنة 1965 ميلايا، بينما يعد مسجد السلطان الحبشى مفتوحا طوال الوقت وساحته قبلة للأهالى وضريحة مزارا للجميع، وكانت تلك الساحة تشهد إقامة الموائد الرمضانية كل عام، ويجتمع بها المريدين والمحبين طوال شهر رمضان المبارك.
عندما تدخل ساحة المسجد تجد على يسار يدك ضريح السلطان وبداخله لوحة مدونا عليها اسمه ونسبه، وكما هو وارد بتلك اللوحة، هو العارف بالله محمد بن حسين بن عبد الله الحبشى العيدروسى المسقاف العلوى، وينتمى نسبه إلى السيد العيدروسى عبد الرحمن الكائن ضريحه بالرحبة خارج مقام السيدة زينب بنت الإمام على كرم الله وجهه، والعيدروسى ينتمى نسبه إلى الإمام حجة الأولياء السقاف كما أسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جعله سقفا للأولياء أى أن جميع الأولياء يستظلون تحت سقف ولايته.
وتواصل الوثيقة تعريف نسب السلطان الحبشى، موضحة أنه ينتمى إلى الأحباش وهم يسكنون فى حضرموت باليمن فى قرية تريم، وانتقل محمد بن حسين الحبشى فى مطلع القرن 12 من كتاب أشراف القرية فى ذكر السادة العلوية فى بلاد الجنوب الغربى فى إفريقيا.
ويحتفل أهالى المنيا، بمولده فى كل عام يجتمعون بالذكر فى ساحة المسجد، ذلك المسجد الذى روى عنه أن السلطان الحبشى زار أحد المحافظين فى المنام فى ذلك الوقت وطلب منه نقله إلى هذا المكان، ليصبح اسمه مسجد السلطان الحبشى بمدينة المنيا، لكن تلك الرواية متعارف عليها بين الأهالى فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة