الجمال والإبداع بالكلمات عبر قصائد فى أمسية ببيت الشعر بالشارقة

الخميس، 21 مارس 2024 04:00 ص
الجمال والإبداع بالكلمات عبر قصائد فى أمسية ببيت الشعر بالشارقة جانب من الأمسية
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

احتفالاً باليوم العالمى للشعر، أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة فى الشارقة، أمسية شعرية، فى إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، الذى يحتفى فى كل فعالية بمجموعة من الشعراء الإماراتيين والمقيمين والقادمين من كل أنحاء العالم العربى، ليحلقوا فى سماء الشارقة.

خلال الأمسية الشعرية
خلال الأمسية الشعرية

شارك في الأمسية الشاعر الدكتور حسين الرفاعي، والشاعرة ابتهال تريتر، والشاعر محمد الكامل، وقدمها الإعلامي وسام شيا، وحضرها الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر، وحشد كبير من الجمهور الذي غص به فناء البيت، إذ حضر عدد كبير من محبي الشعر ومن الشعراء والأكاديميين والنقاد، الذين تفاعلوا بشكل كبير مع النصوص وأجواء المكان.

بدأت الأمسية بكلمة الإعلامي وسام شيا الذي قدم أسمى آيات الشكر والعرفان إلـى راعي الثقافة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما شكر دائرة الثقافة بالشارقة والقائمين عليها، وبيت الشعر ومديره الشاعر محمد عبدالله البريكي على جهوده المستمرة وتفانيه في خدمة الشعر العربي، وقال عن هذه المناسبة:
اليوم يحتفل العالم بالشعر ويحتفى بالشعراء، وهل من مكان وفي للمناسبة أكثر من هذا المكان، وهو الشاهد في كل زاوية وركن على أروع ما نطق به الشعراء، وها هى الجدران تشبعت من أحاسيس القوافي وعبقى المفردات، وبهو هذه القاعة يردد صدى أصوات مئات الشعراء الذين صدحوا في أمسيات من خيال، وهل أبهى من بيت الشعر من مكان نحتفل فيه باليوم العالمي للشعر، لنضيءَ قناديل الإبداع ونقتفي أثر الفراشات الفارَّة من صخب الأزمنة وضجيج الحياة، لنسافر على متن الأحلام الوردية صوب اللامكان حيث تنتفي الحاجة لحضورنا الجسدي.

جانب من التكريم
جانب من التكريم

ثم بدأ الشعراء بالقراءة، ليسافر بالحضور على أجنحة الإبداع والجمال، إذ افتتحت القراءات بالشاعر د. حسين الرفاعي، الذي استهل بقصيدة "نصيحة مشفق" وفيها يدافع عن مكانة اللغة العربية، منها:


الشَمْسُ تَفْتِكُ بِالظَلَامِ الْحَالِكِ

فَعَلامَ سَعْيُكِ فِي الطَرِيْقِ الشَائِكِ؟!

وَعَلامَ تَخْتَارِيْنَ دَرْبًا عَابِسًا؟
هَلَّا سَأَلْتِ الصُبْحَ  يَا ابْنَةَ مَالِكِ!
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الضِيَاءَ بِأَنَّهُ

يَنْسَابُ فِي أَلَقٍ بِوَجْهٍ ضَاحِكِ

ثم قرأ قصيدة "دموع الفراق" وهي مرثية حزينة جسدت الألم الذي رافق شاعرها وهو يتحدث عن رحيل مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منها:

يَا مُصْغِيَاً لِقَصِيْدَتِي مُتَسَائِلاً
مَا بَالُهَا لَبِسَتْ ثِيَابَ حِدَادٍ؟

عُذْرَاً إِذا لَفَحَتْكَ نَارُ مَشَاعِرِي
نَارُ الْأَسَى مَشْبُوْبَةُ الإِيْقَادِ

عُذْرَاً ، فَمَنْ قَدْ مَاتَ وَالِدُنَا الَّذِي
يَحْدُوْ مَسِيْرَتِنَا ، فَنِعْمَ الْحَادِي

مَنْ كَانَ يَحْمِلُ شَعْبَهُ فِي قَلْبِهِ
مَنْ كَانَ يَحْمِلُ هِمَّةً وَمَبَادِي

الْجُوْدُ غَيْثٌ هَاطِلٌ مِنْ كَفِّهِ
جُوْدُ الْأَبِ الْحَانِي عَلَى الْأَوْلَادِ

كَلِمَاتُهُ كَانَتْ تَهُزُّ نُفُوْسَنَا
وَرَحِيْلُهُ قَدْ هَزَّ قَلْبَ جَمَادِ

أما ابنة النيل الشاعرة ابتهال تريتر، فقد حملت أوجاع سودانها في نصوصها، لكن الأمل لم يفارق بوحها، فجسدته لغة عالية الصور، أنيقة الخيال، ومن قصيدة "عدالة الموج":

مَشِّطْ حُضُورَك، أنفاسِي  مُهرْولةٌ
تَضَفَّرتْ بين فَكَّيْهِا المَسَافَاتُ

عَرَّافَةٌ وبَيَاضُ الرَّمزِ أبخِرتِي
تفَجرتْ فوق نَوتاتِي الكِناياتُ

قوتي الشُّعَاعُ و أبداني مُوزَّعَةٌ
على السَّمَاءِ وفي بُرْدَيَّ مِيقَاتُ

أُقلِّبُ الماءَ لكن لا أرتِّقُهُ
فُكُلُّ مَن غَدَرُوا بالماءِ أَمواتُ

ثم طافت مدن الشعر وهي تبهر قصائدها بالحنين، وتعطره بأناقة ، وبوح للنهر بما تحمله الريح من حكايات لا يحسن سردها إلا الشعر، فتقول:


مكاتيبُنا في الريحِ تنسى طريقَها
إلينا ولكنا إلى الريحِ أسبَقُ

كتمت عن الأنهار مائي ومذهبي
ولكنَّ كشّافَ المحبينَ ضيِّقُ

تركتُ اعتزالي  في يدِ اللطفِ فانتهى
   فناداكَ من خلفي الهواءُ المُخَلّقُ

وعلَّقتُ في ليلِ المتاهاتِ لم أكن
شعاع انتصافاتٍ فساءَ التعمُّقُ

واختتم القراءات الشاعر السوري محمد الكامل، الذي افتتح بروحانية تهيم عشقاً في سيد الخلق، وتفيض صدقاً وقرباً:
كيفَ المديحُ وأنتَ أعظمُ من بهِ
قَلَمٌ تسمّرَ والمِدادُ تجمَّدا

وشربتَ من ماءِ الرضا فاعتدتهُ
وكذاكَ من شربَ اليقينَ تعوّدا

ياسيدي والغارُ أكبرُ شاهدٍ
أنّ المُطاردَ أمسِ أصبحَ سيّدا

اللهُ أثنى في الكتابِ على الذي
هوَ أُسوةٌ فينا يُطاعُ ويُقتدى

ثم قرأ نصاً يفيض محبة للوطن، ألبسه لباس العاطفة وهو يخاطبه بقربٍ مخاطبة العاشق لأنثاه، لذلك اتى عنوان نصه "حسناء" مشحون بالعاطفة:

يا منْ منَ الأشياءِ أجملُ وصفها
فالشّامُ أنتِ دمشقُها الفيحاءُ

حلبٌ تغارُ من الضياءِ بوجهِها
وتقولُ منْ كَمَدٍ أنا الشّهباءُ

أنتِ الحقيقةُ والمجازُ كلاهما
والشِّعرُ والشُّعراءُ والخطباءُ

وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي، الشعراء ومقدم الأمسية، وقدم لهم شهادات التكريم .

الحضور بالأمسية
الحضور بالأمسية

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة