الدراما التي تجبرك على أن تتابعها بالتأكيد هي دراما ناجحة، خاصة إن كانت تعتمد على أبطال جُدد لم يصبح لديهم الرصيد الكافي لإجبار مشاهد ملول بطبعه على متابعة العمل، لكن هذا ما نجح فيه صناع مسلسل مسار إجباري فمن بدأ متابعته لم يستطع أن يتوقف عن إكماله، ويحسب هذا لفريق العمل بقيادة المخرجة الواعية نادين خان التي لم يكن لديها اختيار سوى أن تكون مخرجة مبدعة كمسار إجباري لإكمال مسيرة والدها المخرج العظيم الراحل محمد خان، فأنا أرى شوارع القاهرة وهي تلهث في الدراما معنا، بأنفاس مقطوعة.
أرى شوارع القاهرة كبطل من أبطال العمل الدرامي كما كان يقدمها خان، فنادين لم تخن عهد خان وصارت في نفس دروب القاهرة وهي تحبس أنفاس مشاهديها بهذه الرؤية الساحرة، التي تجعلنا ندخل لقلب الحدث بلا مقدمات ولا إطالة، فهناك سقوط لجثة فتاة يجعلنا نشعر كأننا في مسلسل بوليسي، ثم ننتقل إلى تفاصيل أسرتين فنشعر كأننا دخلنا بيوتهما حقيقة لا في المسلسل، استطاعت دراما مسار إجباري أن تجعلنا جزءا من العمل نشارك أبطاله مشاعرهم بالتوتر والارتباك والأحلام المجهضة، وليت الدنيا تتوقف عند هذا، لكن فجأة يصبح بين الأسرتين قاسم مشترك مؤلم يقود لتداخل العائلتين ليصبحوا عائلة واحدة، لا استطيع الإيضاح أكثر من ذلك حتى لا يكون هناك حرق للأحداث.
يصبح لدى الأخ الكبير علي (عصام عمر) الذي اكتشف أن له أصغر منه حسين (أحمد داش) مسار إجباري ونفس الشيء لحسين، لا يمكن لأحدهما إلا أن يكون جزءا من حكاية الآخر، وبالرغم ما يكنه في البداية كل منهما تجاه أخيه، إلا أن المستور الذي انكشف لم يجعل لديهم الخيار، فهم رهن مسار لم يختاره أحدهما.
السيناريو المكتوب بشكل جيد من الثلاثي أمين جمال ومحمد محرز ومينا بباوي عن معالجة درامية لـ باهر دويدار سهل مهمة الممثلين، فجعل هناك مباراة متكافئة بين كل من أحمد داش وعصام عمر من ناحية، وبين الفنانة الكبيرة صابرين في دور إحسان والدة علي والفنانة المتألقة بسمة في دور عنايات والدة حسين من ناحية أخرى، وتستمر الثنائيات المتوهجة على مستوى الغناء في التتر الذي قدمه كل من فريق مسار إجباري والمطرب الشعبي طارق الشيخ، مع موسيقى تصويرية ل أمير خلف تشعرك بالحدث وتصوره موسيقيا، مع صورة تغني عن ألف كلمة لمدير التصوير عمر حسام الذي نجح في منح الصورة واقعية حقيقية لا واقعية صورة الدراما النمطية.
مسا إجباري دراما قادتها المخرجة خان بمشاركة يونايتد ستوديوز والمنتجة المتميزة دينا كريم، لتقدم لنا ما أعتبره الحصان الأسود لدراما هذا العام، مسلسل التزم المسار الإجباري لمضمار السبق الدرامي الرمضاني، وتقدم ليصبح في المراكز الأولى، وأراهن أنه سيصبح الحصان الرابح في نهاية موسم السبق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة