هل صرنا تتجاذبنا الخطابة وتحريك المشاعر أم أننا نحكم الشرع فعلا في تصرفاتنا؟.. أم أننا أصحاب دعاوى ننساق وراء الصيحات والضجيج الذي لا ينال منه إلا أن يمتلئ القلب بصراخ يعجز العقل عن التفكير؟.
كل هذه تساؤلات دارت في قرارة عقلي بعد ما قرأت وسمعت غالب الاعتراضات التي أثيرت حول كلام مولانا الأستاذ الدكتور علي جمعة حول العلاقة بين الولد والبنت، ونشرت تفريغا للحلقة عسى أن يقرأ بعقل واع ويقظة فيفهم المراد، ولكن للأسف لا يزال الاعتراض، وإن كان الاعتراض في نفسه إذا صاحبه أدب وحسن طوية أنتج معرفة محررة.
ومولانا الدكتور علي جمعة - حفظه الله تعالى- ربانا على إعمال العقل مع مصاحبة النموذج الأخلاقي في الحوار والاعتراض، وبين أيدينا ما كتبه العلماء في مؤلفاتهم، فلا تجد إلا استدراكا من لاحق على سابق، أو زيادة تحرير بتقرير المسألة وبيان وجه المأخذ، فالعبرة بينهم كانت إحقاق الحقيقة العلمية لا الانتصار لمجرده.
وهنا يكون الكلام بلغة العلم لا الخطابة والضوضاء، وهذا لا يجيده العوام، ولذا لا تجده بين المعترضين
وها أنا أسألهم هل العفة إلا مباشرة الأمور على وفق الشرع والمروءة كما يقول السيد الشريف الجرجاني..
فهل إذا حكمت العلاقات بالعفاف الذي هو نتيجة عفة لا تهدر الشرع وتوافق العرف يكون انحلالا كما يصور البعض؟
وهل العفاف إلا الحد والحاجز الذي يكون فيصلا بين الإفراط والتفريط؟
أو أن الناس لهم في العفاف معنى آخر لا تعرفه اللغة ولا الشرع.
ألم يقل أبو الفرج ابن الجوزي أن مستعمل العفاف داخل في زمرة المعاملين لله عز وجل؟ وأن الذي يصاحب هذه النية ويتحراها يعطيه الله عز وجل العفة في المناهي كلها؟
وإذا كان ذلك كذلك فما وجه الاعتراض، مع أن مولانا وضح قضية النية، وذكر أنك إذا صاحبت نية أخرى وسماها رضي الله عنه (سحلبة سيستم) فأنت على خطأ وتقع في المحرم.
وسحلبة سيستم يعني الاستدراج للفتاة أو العكس، فالأمر هنا ليس مجرد صداقة دراسة أو عمل أو جيرة، بل غرض إيقاع فتاة أو فتى في فحش وفساد، فالنية فاسدة،
ثم ذكر مولانا مثالا مهما عن الجيرة والجدعنة التي كانت بين الناس، وأن الجار كان يدافع عن جارته، وأقول لكم بل كان يذهب يوصلها في بعض الأحيان ومن عاش هذه المعاني عرف.
وللحديث بقية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة