الكنافة البلدى تزين قرى الجيزة فى شهر رمضان.. مهنة موسمية تتوارثها الأجيال على فرن بدائى من الطوب والطين.. وصناعها: سر من أسرار السعادة فى رمضان.. ويؤكدون: ليها مذاق خاص وفيها من ريحة زمان.. صور

السبت، 16 مارس 2024 08:00 ص
الكنافة البلدى تزين قرى الجيزة فى شهر رمضان.. مهنة موسمية تتوارثها الأجيال على فرن بدائى من الطوب والطين.. وصناعها: سر من أسرار السعادة فى رمضان.. ويؤكدون: ليها مذاق خاص وفيها من ريحة زمان.. صور الكنافة البلدى
كتبت - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنوار بهيجة تدق باب السعادة على الجميع، وأطفال يلهون من كل صوب تظللهم حبال الزينة والفوانيس، بهجة تملأ الكبار والصغار في كل شارع على نغمات "وحوي يا وحوي"، وروائح شهية تفوح من كل بيت تستنشق معها دفء "لمة" العيلة، ورجال ونساء يتبارون ببراعة وإتقان في تصنيع مخبوزات الكنافة والقطايف.. طقوس توارثت جيلًا بعد جيل، حتى باتت عادة لا تنقطع في الشهر الكريم.

 
حافظت قرى محافظة الجيزة، كغيرها من قرى الريف في المحافظات الأخرى، على عادات وطقوس شهر رمضان الكريم، ومنها تعليق الزينة والفوانيس وصناعة الكنافة على الأفران البلدي القديمة، والتي تكمل فرحتهم بالشهر الكريم وتعيد لهم ذكريات الماضي الجميل، مهما مر الزمان وتغيرت الأساليب التي توفر الوقت والجهد لأصحاب المهنة، يرغبها وينتظرها عشاق مذاقها الشهي.
 
وفي قرية منشأة دهشور بمحافظة الجيزة، اعتاد حمدي سعيد وأبناؤه تصنيع وبيع الكنافة البلدي والآلي قبل أيام من حلول شهر رمضان الكريم، إذ يقفون في شادر صغير بأحد شوارع قريتهم، يتقاسمون صناعة الكنافة على فرن حديدي حديث، وفرن بلدي مبنى من الطوب اللبن، يطوعون بأناملهم "الكوز" فى حركة دائرية لتنسدل من فتحاته خيوط العجينة، التى سرعان ما تنادى زبائنها بمجرد أن تلمس صينية الفرن الدافئة.
 
صناعة الكنافة البلدي مهنة موسمية اعتاد عليها "حمدي" وأبناؤه قبل حلول شهر رمضان منذ سنوات طوال: "أعمل طوال العام في مخبز، ومع حلول شهر شعبان، أبدأ في صناعة الكنافة اليدوي على الفرن البلدي المصنوع من الطوب الأحمر والطين، بالإضافة إلى الكنافة الجاهزة الآلي، وبيعهما للأهالي حتى حلول عيد الفطر المبارك"، مضيفًا: "تعلمت صناعة الكنافة منذ أن كنت في الـ15 من عمرى، وأبنائي تعلموا أيضًا المهنة، ومعًا نصنع الكنافة من الساعة السادسة صباحًا حتى آذان صلاة المغرب".
 
للكنافة البلدي مذاق خاص جعل كثير من صانعي الكنافة خاصة في القرى الريفية حريصين على صنعها كل عام بجانب الكنافة المصنوعة على الفرن الآلي المتواجدة طوال العام: "الكنافة البلدي مرغوبة ومميزة، محبوبة عند الجميع، لأنها بتتعمل من السنة للسنة، أما الكنافة الأفرنجي موجودة طول السنة.. الكنافة البلدي مميزة، هي أصل الكنافة واللي يميزها إنها طرية ومش بتاخد سمنة وسكر كتير، وطعمها أجمل"، حسب ما رواه حمدي سعيد في حديثه لـ"اليوم السابع".
 
تصنع الكنافة البلدي بخطوات وخامات بسيطة، إلا أن سر الصنعة في العجين وقوامه: "تحتاج الكنافة البلدي إلى "خدمة العجين"، حيث يتم تجهيزه بخلط كميات محددة ودقيقة من الماء العادي والملح والدقيق، وبعدها يوضع الخليط الناتج في الكوز، وبحركة دائرية يتم توزيع ورش العجين على الصاج الساخن أعلى الفرن، وبعد ثوانٍ معدودة يتم رفع خيوط الكنافة من على الصاج وتصبح جاهزة للبيع، موضحًا أنه يبيع الكنافة البلدي بـ35 جنيهًا، والآلي بـ30 جنيهًا.
 
وفي قرية أم خنان بمدينة الحوامدية، يقضي هاني محمد وأبناؤه وقتهم في صناعة الكنافة البلدي والقطايف، مهنته التي احترفها منذ أكثر من عشرين عامًا وعلمها لأبنائه ليسعدوا أهلهم وأحبائهم في شهر رمضان، محافظًا على عادة تصنيع الفرن البلدي البدائي القديم، والذي يستعيد معه الأهالي ذكرياتهم ويشعرون ببهجة الشهر الكريم.
 
وسط إقبال من زبائنه المعتادين والذين يعرفونه منذ سنوات طويلة، حكى "هاني" لـ"اليوم السابع" بداياته مع صناعة الكنافة، قائلًا: "تعلمت صناعة الكنافة وامتهنت المهنة على يد زوج شقيقتي رحمة الله عليه منذ حوالي 20 عامًا، ومع مرور الوقت أحب أبنائي المهنة، وتعلموا أصولها".
 
وأضاف "هاني" أنه يعمل طوال العام سائقًا، ومع حلول شهر شعبان يبدأ عمله في صناعة الكنافة ومعه أبناؤه، بتجهيز الفرن البلدي المصنوع من الطوب اللبن، والبدء في صناعة القطايف والكنافة البلدي حتى نهاية شهر رمضان الكريم.
 
وعن خطوات تصنيع فرن الكنافة البلدي، قال "هاني" إن الفرن البلدي يتكون من طوب أحمر وطمي، مثبت فوقه صاج حديدي، ويتخذ شكلًا مستديرًا، موضحًا أن مراحل تصنيع الفرن تبدأ بجمع الطمي وتخميره لمدة أسبوع، وخلالها يضاف له كميات محددة من الماء لزيادة طراوته، وبعدها تبدأ عملية بناء الفرن بوضع الطوب وكساء الفرن بالطمي لعزل الحرارة، وبعد أن يجف بالكامل يتم تغطية من الخارج بالكامل بالجبس الأبيض.
 
وأشار "هاني" إلى أن الكنافة البلدي ليس لها مثيل، بمكونات بسيطة عبارة عن ماء ودقيق يتم صنع عجينتها وتشكيل خيوطها في ثوانٍ  معدودة على صاج الفرن، مؤكدًا أن فرحة رمضان لا تكتمل إلا بالقطايف والكنافة البلدي.
 
وأكد "هاني" أن صناعة الكنافة، قد تبدو سهلة وبسيطة، إلا أنها مهنة لها قواعد وأصول، يشتاق لها الأهالي من رمضان إلى رمضان، لذلك عليها إقبال كبير، وزبائنهم من مختلف القرى المجاورة، قائلًا: "الكنافة البلدي دقيق ومياه فقط غير كدة متبقاش كنافة بلدي، وسر الخلطة فيها النفس".
 
الكنافة البلدي
الكنافة البلدي

تصنيع الكنافة على الفرن البلدي
تصنيع الكنافة على الفرن البلدي

حمدي سعيد صانع الكنافة بقرية منشأة دهشور
حمدي سعيد صانع الكنافة بقرية منشأة دهشور

صناعة القطايف والكنافة البلدي
صناعة القطايف والكنافة البلدي

صناعة الكنافة البلدي في قرية منشأة دهشور
صناعة الكنافة البلدي في قرية منشأة دهشور

صناعة الكنافة البلدي
صناعة الكنافة البلدي

صناعة الكنافة على الفرن البلدي
صناعة الكنافة على الفرن البلدي

فرحة أطفال منشأة دهشور بالكنافة
فرحة أطفال منشأة دهشور بالكنافة

فرحة الأطفال بالكنافة والقطايف
فرحة الأطفال بالكنافة والقطايف

فرحة الأطفال بشهر رمضان الكريم
فرحة الأطفال بشهر رمضان الكريم

فرحة أهالي منشأة دهشور بالكنافة البلدي
فرحة أهالي منشأة دهشور بالكنافة البلدي

هاني محمد صانع الكنافة البلدي في قرية أم خنان
هاني محمد صانع الكنافة البلدي في قرية أم خنان

هاني وأبناؤه يصنعون الكنافة البلدي والقطايف
هاني وأبناؤه يصنعون الكنافة البلدي والقطايف

هاني وأبناؤه يصنعون الكنافة في قرية أم خنان
هاني وأبناؤه يصنعون الكنافة في قرية أم خنان
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة