محمود خليفة

الدراما الرمضانية ٠٠ بين الماضي والحاضر

الخميس، 14 مارس 2024 07:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظاهرة صحية أن يختلف الناس في أذواقهم واختياراتهم على مشاهدة هذا الزخم الكبير من الأعمال الفنية التي أصبحت متلازمة مع قدوم الشهر الفضيل شهر الصيام، وليس بجديد أن تجتمع الأسرة المصرية بعد وجبة الإفطار لمشاهدة البرامج والمسلسلات الرمضانية..
 
وفي هذا السياق أصبحت الشعوب العربية والإسلامية تسير وتنتهج نفس المسارعلما أن متابعة الأعمال الفنية في رمضان أخذت مسارات متطورة منذ القدم، ارتبطت بنواحي تكنولوجية واقتصادية.. فمثلا في ربوع أقاليم مصر وقبل انتشار ودخول الكهرباء كانت الإذاعة المصرية صاحبة الريادة في التثقيف والتوعية وأجزم اننى وكثير من أبناء جيلي وأجيال كثيرة أثرت فينا الإذاعة تأثيرا ثقافيا كبيرا سواء في رمضان أو باقي شهور السنة وعلي سبيل المثال لا الحصر: ألف ليلة وليلة، وبرامج لغتنا الجميلة، وكتاب عربي علم العالم، وقال الفيلسوف، وأخبار خفيفة، علاوة على المنتجات الفنية من أغانى لكبار الفنانين سواء رومانسية أو دينية أو وطنية ويربط بينها قاسم واحد مشترك هو الكلمة الهادفة ذات القيمة العالية التي تبنى المواطن فكريا وثقافيا بالقيم والعادات النبيلة والفكر المستنير وأيضا كان التلفزيون المصري وقطاع الإنتاج له الريادة في تقديم أعمال فنية عظيمة جدا في مراحل كانت تتطلب تماسكا وطنيا لمجابهة التحديات والأزمات مثل رأفت الهجان وجمعة الشوان ومسلسل الحفار والشهد والدموع وأرابيسك ومسلسل محمد رسول الله والمال والبنين حيث كانت الأسرة المصرية والعربية تجتمع أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة تلك الأعمال التي اجتمع على إعدادها عناصر جميعها متميزة مثل كبار الكتاب والمخرجين والممثلين ومعدي السيناريوهات ولا أغفل دور الرقابة الفنية لأنها عنصر أساسي في تلك المعادلة
 
ولا يمكن أن ننسى أن هناك أعمالا فنية توازت أو قد تكون استشرفت مخاطر وتحديات مثل فيلم طيور الظلام والإرهاب والكباب ثم كان مسلسل الاختيار الذي استمر لأكثر من سنة مجسد حقيقي لمخاطر. الإرهاب الذي ضرب مصر ودول عربية والجدير بالذكر أن مثل تلك الأعمال الفنية كانت حركة المرور في الشوارع شبه متوقفة لمشاهدة تلك الأعمال الفنية الدرامية المتميزة التي تحاكي الواقع وتلامس هموما الوطن والمواطنون.
 
ولا أبالغ إذا قلنا إن ما حدث يرد على من يزعم أن الجمهور يريد الأعمال التي مسارها الدرامي يرتبط بالمخدرات والعنف والإثارة فقد يستطيع أي مشاهد لديه القدرة على رصد المتغيرات أن يميز بين التفاف الأسرة المصرية للأعمال الفنية الهادفة أو انصرافه عن الأعمال التجارية (فقط) والخالية من أي أهداف فكرية لتعزيز فكر ووعى وثقافة المواطن المصري أو العربي.
 
وأود الإشارة إلى أن الأعمال الفنية في رمضان وغير رمضان كان لها دور كبير في نشر اللهجة العربية المصرية في الدول العربية وأصبحت عنصرا للدخل سواء لقطاع الإنتاج في الإذاعة والتلفزيون المصري أو القطاع الخاص المصري، وخلال السنوات الأخير أود الإشارة إلى أن الشركة المتحدة أنتجت أعمال فنية هادفة ذات مسار وطني متميز تنافسا به جهات أخرى قد لم تصل إلى نفس المكانة في الاختيار وانتقاء الأعمال الفنية، واعلم تماما أن هناك تحديات تكنولوجية ومنصات متنوعة كانت أحد أسباب إحجام المشاهد عن متابعة الشاشة الفضية واتجهت للنت والتواصل الإجتماعي.
 
 
أنهى حديثي أن البقاء للأجود والأفضل الذي له دور. واضح جدا يتمشى مع القيم والعادات والأصول فالشعب المصري والعربي ليس من طبيعتهم العنف وحب الإثارة أو المخدرات لذا؛ من الأمور الحيوية تعزيز القيم في الأعمال الفنية خاصة نحن في شهر رمضان شهر القرآن والعبادات والقيم والانتصارات وصدق الله العظيم في محكم آياته (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة