قبيل غياب شمس النهار بنحو ساعة، تشعل النيران فى مواقدها بساحة كل ديوان ومجلس فى سيناء، ويبدأ آهل المكان طقوس إعداد مشروباتهم الساخنة، وفى مقدمتها القهوة العربية والشاى.
عادة متوارثة لا تزال حتى اليوم من يوميات أبناء البادية من أهل سيناء، ويقومون بها فى مجالسهم من فيها لا يزال يفترش الرمل، ومن جهزها على أحدث طرازات العمران.
وقال "منصور القديري" وهو شاعر شعبى من سيناء، أن لإشعال النار معنى وقيمة عند بدو سيناء فى كل الأوقات، ولكنها فى شهر رمضان أهم، فهى دلالة على أن فى الديوان من هو حاضر وجاهز لاستقبال أى ضيف أو عابر سبيل، وقديما قبل أن تصل الكهرباء كانت النيران عنوان من بعيد وسط الظلام يهتدى عليها من يبحث عن ساكنين فى المكان.
وأضاف أنه على النار يقوم المتخصص بإعداد القهوة بكل دقة، وتكون سادة، ويحرص أن تأخذ وقتها فى الطهى بجانب براد الشاى، على أن يصبح كليهما جاهزا قبل موعد الإفطار.
فيما قال طه أبو خالد، إنهم يتوارثون هذا التقليد عن الأجداد ويورثونه بدورهم للأبناء والأحفاد، حيث يحرصون على أن من يقوم بمهمة إشعال النار وتجهيز المشروبات الساخنة هم الشباب، ويستكملون دورهم بعد تناول الإفطار بتوزيع المشروبات على من يتواجدون فى الديوان.
وأشار إلى أن للنار أنواع كثيرة من الحطب الذى يفضلونه، ويأتى فى مقدمتها بمناطقهم حطب أشجار الزيتون الذى يعطى اشتعال وجمر ورائحة طيبة، وكذلك الرتم، وتجد أمام كل ديوان أكواما من الحطب التى يأخذ منها يوميا ما يكفى، كما أنه فى هذه الأجواء الباردة تعتبر النار المشتعلة مصدرا للتدفئة حولها يلتف الحاضرون من المتواجدين من أهل المكان وضيوفهم وعابرى السبيل، بعد أن يتناول جميعهم طعام الإفطار على مائدة واحدة ومعهم أطفالهم.
ولا تغيب النار قبيل الإفطار حتى عن رحلات الشباب الخلوية وعلى شاطئ البحر، عندما يلتقون لتناول إفطارهم فى الهواء الطلق، وكما يقول طارق سليم الطالب بجامعة العريش، إنهم يحرصون ضمن مكونات إفطارهم الذى يحضرونه معهم كلا من بيته أو شرائه جاهزا من المطاعم، أن يأتون بكومة حطب يشترونها من الأسواق أو يتطوع أحدهم بإحضارها من بيته، وقبل ترتيب الطعام يشعلون النار ويعدون على جمرها قهوتهم، لافتا إلى أن هذا تقليد يجدون فيه متعتهم ومعايشة الطبيعة بكل بساطة.
الشباب يجهزون النيران
قبيل الافطار يبدأ التجهيز باشعال النار
ويتوارثها الاحفاد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة