حنان يوسف

رؤية الشباب والإعلام وتحقيق الذات

الثلاثاء، 12 مارس 2024 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت نتائج دراسة إعلامية حديثة الاهتمام برصدها العلاقة بين استخدامات الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق الذات والهوية مؤكدة النمو الهائل في إستخدام  شبكات التواصل الاجتماعي بين جمهور الشباب في مصر.
مما  جعل الباحثين في مجال دراسات الاستخدامات والإشباعات يزيدون من اهتماماتهم في دراسة التحول من كيف يستخدم الشباب  هذه الوسائل الجديدة  إلى دراسة الأسباب والدوافع التي تدفعهم لاستخدامها ، وكيف يبني الشباب سلوكه الاتصالي على أهدافه بشكل مباشر، و علي الاختيار  من بين البدائل الإتصالية فما يستخدمه لكي يشبع احتياجاته. 
 
▪ ورغم تعدد الأدوار والأسباب التقليدية التي يستخدم علي أساسها الشباب هذه الوسائل وفي مقدمتها الحصول علي المعلومات والمعرفة والترفيه وخلافه، فأن المدخل السيكولوجي لقياسات إستخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي يطرح نفسه كبديل لتفسير الهوية الذاتية له محفزة لفضاء افتراضي إجتماعي يحمل بين طياته إستراتيجيات للتمرد والتغيير للذات وللمجتمع المحيط إحيانا  .
 
▪ كما أن أنماط الاستخدامية لهذه الشبكات الاجتماعية توثق تجارب بينية مقارنة بين أنماط التغيير المختلفة وفقا لخصوصية المجتمعات بما لا يدعو للشك بأن إستخدام الشباب لتلك الوسائل من شأنه أن يساهم بشكل كبير في أحداث التحقق الذاتي لهؤلاء الشباب بديلا عن أنماط توعوية تقليدية في تنشئة الشباب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا علي حد سواء .
 
▪ ومدي ما تحققه لهم هذه الشبكات من فائدة فيما يتعلق بقيم تحقيق الذات علي المستويين الخاص والعام وحجم ونوع التغيير الناتج عن تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي في مصفوفة تحقيق الذات لديهم
حيث  يتعامل معها الشباب علي إنها عالمهم الجديد الذين يعتمدون عليه في الحصول علي المعلومات والمعارف بل ويستخدمونه لإشباع احتياجاتهم المختلفة الطقوسية منها والنفعية ،حيث أختبر الشباب قوة عالمهم الافتراضي الجديد في مواقع التواصل الاجتماعي في مدي التغيير الذي أحدثته في المجتمعات العربية سياسيا وثقافيا واجتماعيا  .
 
كما كشف نمط التغيير المرتبط بالذات علي قدرة هذه المواقع في المساهمة في إكتشاف أنماط تحقيق الذات وملامح الشخصية لدي الشباب ودورها في المعاونة في تحقيق الذات لدي الشباب ، وإن ظهرت سلبيات مثل انتهاك الخصوصية ، والاشاعات ، وبث روح الاكثئاب واليأس في المجتمعات فضلا عن فوضي الحرية وعدم وجود إحترام لقيم المهنية فيما يقدم فيها .
 
وهي كلها مؤشرات  تدعو أصحاب القرار في المؤسسات ذات الصلة بملفات الشباب و ببناء الإنسان في مصر بصفة عامة إلي وضع هذه النتائج في دائرة التنفيذ  من خلال 
دراسة سبل تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي فيما يقدم من أنماط وتطبيقات الاعلام الجديد وتعزيز مفهوم المسئولية الاجتماعية داخل المجتمع أمام السيطرة  المتزايدة لوسائل الاعلام الجديد وتأثيراتها الكبيرة علي مختلف قطاعات الجمهور مع تنوع تصنيفاتهم  الديموجرافية في ضوء  تطور الاستخدامات والاشباعات في إشباع تحقيق الذات والوصول بها إلي درجة التحقق التي تمكن الشباب من تطبيق مفهوم جودة الحياة.
ومن هنا تأتي الأهمية نحو بناء رؤية لإعلام موجه للشباب يساهم في رفع تقديرهم الإيجابي لذاتهم وتعزيز قدراتهم علي إعادة إنتاج المحتوي الإعلامي بداخلها  والمشاركة فيه بشكل أكثر ابداعية وحرية  والتعبير عن انفسهم باستقلالية أكثر وانتهاج المنهج الديمقراطي في ذلك .
 
وفقا للبناء النفسي لديه من خلال تبني مداخل الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والقواسم المشتركة التي من شأنها إحداث حراك مجتمعي متجانس مكمل لدعم عمليات النهضة والتغيير الايجابي في المجتمع وتشكيل صور ذهنية جديدة  له مستفيدا  من هذه  الشبكات الاجتماعية بتأثيرها اللامحدود وتخطيها  الحواجز الجغرافية والمكانية ربما يمثل أفضل وسيلة  في الإعلام الدولي الجديد مع  السيطرة علي  سلبيات المغردين والمستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي لتشكل الوعي المجتمع وتعكس صوت الجماهير بدون قيود أو تفريط في الحراك الثقافي التفاعلي الموجود في وسائل التواصل الاجتماعي .
 
ومن ثم ترشيده ومعالجة أدائه والارتقاء بلغته من أجل مزيد من رفع الوعي الاعلامي لدي الشباب في التعامل مع وسائل الإعلام الجديد في تحقيق ذاته في معادلة الحفاظ علي الهوية المصرية.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة