عادت شبكات الاتصالات والإنترنت بشكل تدريجي فى بعض الولايات السودانية كـ ولاية الخرطوم والجزيرة البحر الأحمر ونهر النيل، وذلك بعد يوما كامل خرجت ولايات كبري عن خدمة الاتصالات بشكل كامل وتم عزلها عن العالم، فيما وجهت اصابع الاتهام إلى الدعم السريع -أحد طرفى النزاع- بتعمد اغلاق بشكات الاتصال، الذى أدى بدوره إلى احداث شلل فى الحياة حيث توقفت كل التطبيقات الحيوية والبنكية وعُطلت الانشطة الاقتصادية.
الخارجية السودانية نددت بـ اعتداء الدعم السريع على المرافق العامة وضرب شركات الاتصالات، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية والإنسانية وحكومات الدول التي يهمها تحقيق السلام في السودان لإدانة هذه الجريمة التي وصفتها بالبربرية، والضغط عليها وعلى رعاتها لوقف هذا العدوان الذي سيكون له تكلفة إنسانية باهظة.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، إن هذه الجريمة الجديدة تمثل امتدادا لاستهداف المليشيا الممنهج للمرافق الاقتصادية والخدمية الاستراتيجية مثل مصفاة الخرطوم للنفط، ومحطات الكهرباء والمياه والبنوك والمراكز التجارية والجامعات والمتاحف وغيرها من المرافق العامة.
وأوضحت الخارجية السودانية، إن الجرائم التي ترتكبها القوات المتمردة فى السودان تأتي في إطار في مواجهة الهزائم العسكرية التي تعرضت لها المليشيا ، وتضييق الخناق عليها مؤخرا، حيث لجأت في الأيام القليلة الماضية لقطع الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت في أجزاء واسعة من البلاد، باستخدام وسائل الإرهاب، والتخريب، وابتزاز الشركات العاملة في هذا المجال الحيوي.
وقالت الخارجية السودانية: "وغني عن البيان أن لهذه الجريمة آثار كارثية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في مختلف أنحاء البلاد. وستفاقم معاناة المدنيين المستمرة بسبب عدوان القوات المتمردة".
وأشارت الخارجية السودانية إلى أن قطع خدمات الاتصالات والإنترنت فى السودان يعني توقف التحويلات المصرفية والخدمات المالية الرقمية التي أصبحت شريان الحياة بالنسبة لقطاع كبير من المواطنين في ظل توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية ووسائل كسب العيش، كما أنه يعيق انسياب الخدمات الإنسانية من علاج ومساعدات وجهود إنقاذ العالقين، فضلا عن تعذر التواصل بين السودانيين في الداخل والخارج وبين الولايات المختلفة.
وتابعت الخارجية السودانية، كما يقدم هذا السلوك الإجرامي للمليشيا دليلا جديدا على أنها تنفذ مخططاً كاملاً، بإشراف رعاتها الخارجيين لتدمير البنية الأساسية ومقومات الدولة في السودان، والذي تستعين في تنفيذه بمرتزقة أجانب، وأنه قد سبق للمليشيا أن وضعت يدها على المراكز الرئيسية لشركات الاتصال، و نهبت وخربت عددا كبيرا من فروع ومعدات شركات الاتصالات خاصة في ولايات دارفور مما ألحق أضرارا بعيدة المدى بالشبكات هناك، كما ظل العاملون هذه الشركات يتعرضون لضروب مختلفة من الإرهاب والابتزاز من المليشيا.
وتفاقم المعارك الدائرة منذ أبريل 2023، الوضع الانسانى فى المدن السودانية، وأعلنت الحكومة السودانية ان عدد النازحين فى 9 ولايات بلغ اكثر من ١١مليون نازحا يتواجدون في ٦٧ محلية بحسب وكالة الأنباء السودانية سونا.
وقال وزير الثقافة والإعلام السودانى الدكتور جراهام عبد القادر إن أكثر النازحين تضررا وفقا لدراسة قدمها مفوض العون الإنساني لاجتماع اللجنة العليا للطواريء الانسانية اللجنة الفنية هم شريحتي النساء والأطفال حيث بلغ عدد النساء ٤ ملايين امرأة نازحة بينما بلغ عدد الأطفال النازحين ٣ ملايين طفلا نازحا.
وقال إن ٩٠% من النازحين من ولاية الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور، مؤكدا أن الإجتماع وجه بتحديث الدراسة لاضافة المتغيرات الجديدة من عدد النازحين والعودة الى مواقعهم.
وقال جراهام إن الاجتماع أكد ضرورة سلامة وصول المساعدات الإنسانية عبر الإجراءات التي تضمن سيادة البلاد وتؤكد اجازة الدولة السودانية لكل الإجراءات بما يضمن تحقيق السلامة الوطنية والصحية للمواطن.
بدورها أعلنت منظمة أطباء بلا حدود إن طفلا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين في دارفور في غرب السودان، ونددت بالوضع الكارثي فيه.
وأوضحت رئيسة أطباء بلا حدود لشؤون الطوارئ في السودان كلير نيكوليه في بيان «نقدّر أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في المخيم، أي نحو 13 طفلا يموتون في اليوم»، مضيفة أن «الأطفال الذين يعانون سوء تغذية حادا قد يموتون في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة