سلطت قناة "روسيا اليوم" الضوء على تصريحات عمدة كييف فيتالى كليتشكو التى يؤكد فيها أن الرئيس الأوكرانى يعرض مصالح البلاد للخطر بسبب ما أعلنه عن نيته إقالة قائد الجيش فاليرى زالوجنى.
وأشارت "روسيا اليوم" في تقرير إخباري إلى أن عمدة العاصمة الأوكرانية حذر، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى "تيليجرام" أمس الاثنين، من أن تلك الخطوة سوف تنجم عنها عواقب وخيمة على أوكرانيا، موضحا أن المجتمع بأسره في أوكرانيا مشغول بذلك القرار وينتظر بلهفة ما سوف تتمخض عنه الأحداث بشأن مستقبل قائد الجيش.
وأعرب عمدة كييف عن اعتقاده، كما يشير التقرير، أن الشعب الأوكرانى وضع ثقته المطلقة في جيشه بفضل زالوجني الذي يحظى بشعبية كبيرة داخل الأوساط الأوكرانية كما أنه يحظي بثقة الشعب الأوكراني، معربا عن أمله أن تتفهم القيادة الأوكرانية خطورة قرار إقالة زالوجني.
ولفت كليتشكو إلى أن القيادة الأوكرانية يجب أن تسعى للحفاظ على القدرات القتالية ووحدة صف القوات في ساحة القتال في مواجهة القوات الروسية فضلا عن تماسك نسيج المجتمع في الداخل، معربا عن اعتقاده أن مثل هذا القرار لن يسهم بحال من الأحوال في تحقيق تلك الأهداف.
وأضاف التقرير أن هناك العديد من الأنباء حول خلافات حادة بين الرئيس الأوكراني وقائد الجيش منذ عدة أشهر لأسباب مختلفة منها الخلاف بين الطرفين حول إدارة الصراع الحالي مع القوات الروسية إلى جانب ما يثار حول طموحات زالوجني السياسية وقدرته على تشكيل منافسة قوية للرئيس الأوكراني في أي انتخابات مقبلة.
ولفت المقال في الختام إلى تصريحات صدرت مؤخرا عن الرئيس الأوكراني يؤكد فيها أنه بصدد اتخاذ قرارات لإعادة هيكلة القيادات في العديد من قطاعات الدولة ومنها الجيش إلا أنه لم يذكر شخص بعينه.
من جانبها سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تأكيد الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي عزمه تغيير قيادات بارزة في الدولة في إشارة للقائد العام للجيش فاليري زالوجني وغيره من القيادات في قطاعات مختلفة.
وأشار كاتب المقال شوان ووكر إلى أن الرئيس الأوكراني أكد في لقاء مع إحدى القنوات الإخبارية الإيطالية يوم الأحد الماضي أن تغيير قيادات عديدة في الدولة ومنها القائد العام للجيش أصبح ضرورة في هذه المرحلة.
ولفت المقال إلى أن زالوجني، الذي يحظي بشعبية واسعة داخل الأوساط الأوكرانية، تولي قيادة الجيش قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة التي بدأت منذ قرابة العامين، ما يجعل قرار تغييره من جانب القيادة الأوكرانية محفوفا بالكثير من المخاطر السياسية.
وأضاف المقال أن الرئيس زيلينسكي كان قد أخبر زالوجني خلال اجتماع مع القيادات العسكرية يوم الإثنين الماضي بعزمه على إقالته مقترحا عليه أن يبادر هو بتقديم استقالته بدلا من إقالته إلا أن ذلك الاقتراح قوبل بالرفض من جانب زالوجني.
إلا أنه بعد تسريب خبر اعتزام الرئيس إقالة القائد العام، بادر سيرهي نيكيفورف المتحدث الرسمي باسم زيلينسكي بنفي الخبر تماما مؤكدا أن تلك المعلومات عارية تمام من الصحة وأن القائد العام باق في منصبه. كما قامت وزارة الدفاع كذلك بنفي الخبر واصفة إياه بالإشاعة.
وأوضح المقال أن الرئيس الأوكراني أعلن في الوقت الحالي أن لديه خطة ليس فقط لتغيير شخص بعينه ولكن لتغيير العديد من القيادات داخل الدولة ليس في الجيش فقط ولكن في العديد من القطاعات الأخرى من أجل تحقيق النصر في ساحة القتال.
ونوه المقال إلى أن العلاقات بين الرئيس الأوكراني والقائد العام للجيش تشهد توترا ملحوظا منذ عدة أشهر بسبب خلافات حول خطط التعبئة العسكرية بعد أن أعلن زيلينسكي العام الماضي رفضه طلبا من القائد العام بتعبئة ما يقرب من 500,000 مجند.
وأشار المقال في نفس الوقت إلى القلق الذي ينتاب الأوساط الرئاسية جراء الشعبية المتزايدة للقائد العام للجيش ما يرشحه ليكون المنافس القوي للرئيس زيلينسكي في أي انتخابات قادمة.
وأوضح المقال أنه بحلول الذكرى الثانية للعملية العسكرية الروسية في غضون الأيام القليلة القادمة، تعاني القوات الأوكرانية على خطوط المواجهة من الإرهاق والإنهاك كما ينتاب اليأس العديد من الفئات داخل المجتمع الأوكراني بسبب تعليق الولايات المتحدة لمساعداتها العسكرية لأوكرانيا بسبب عرقلة الحزب الجمهوري داخل الكونجرس الأمريكي لحزمة جديدة من المساعدات الأمريكية لكييف.
ولفت المقال في الختام إلى أن إعلان قرارات التغيير في الوقت الحالي تسبب في حالة من البلبلة والإرباك داخل المجتمع الأوكراني سواء من العسكريين أو المدنيين خاصة أنها تأتي في وقت تواجه فيها القوات الأوكرانية في ساحة القتال ضغوطا كبيرا من جانب القوات الروسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة